رام الله / غزة / أدى نشر صحيفة الغارديان البريطانية في عددها الصادر صباح الجمعة لتقرير حول تعذيب المعتقلين في الضفة الغربية ودور وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعلاقتها بالأجهزة الأمنية في الضفة والتي أوردت الصحيفة أنها تمارس التعذيب إلى ردود فعل فلسطينية متباينة. ونفى المفوض السياسي لهيئة التوجيه السياسي والمعنوي والناطق باسم الأجهزة الأمنية في الضفة اللواء عدنان الضميري ما ورد في التقرير. وقال الضميري في تصريحات لقناة الجزيرة: "هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة"، مطالباً الصحيفة بالتحقق من مصادرها. وأضاف "أستهجن هذه الأخبار، وأستغرب تماماً من هذا الكلام الملفق، نحن ليس لدينا (سي آي إي) ولا (كي جي بي)، كل ما لدينا في فلسطين قوة أمن داخلي صغيرة". وأكد أن سجون الأجهزة الأمنية في الضفة مفتوحة لمؤسسات حقوق الإنسان وهناك زيارات وليس هناك ما تخفيه الأجهزة. وأوضح الضميري أنه عندما وقعت أخطاء فردية تمت مراجعة ومحاسبة ومحاكمة من أخطأ من الضباط لأنهم أساءوا لمواطنين فلسطينيين. من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري في مؤتمر صحافي إن تقرير "غارديان" أكد استخدام التعذيب ضد أبناء الحركة في سجون الضفة الغربية، ما أدى إلى وفاة خمسة منهم. وأضاف أن ما ورد من تورط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في تعذيب معتقلي حركة حماس في الضفة صحيح، وذلك استناداً كذلك لروايات أنصار الحركة هناك. وأوضح أبو زهري أن التقرير يشير إلى مشاركة الإدارة الأمريكية في الحرب على الحركة في الضفة بمساعدة شركاء دوليين، معتبراً أن الجنرال الأمريكي كيث دايتون "شخصية غير مرغوب بها" في فلسطين. وأشار إلى أن التقرير يؤكد أن الأجهزة الأمنية في الضفة "تجردت من الوطنية لخدمة المحتل"، محملاً الرئيس محمود عباس المسئولية عن "الجرائم التي ترتكب ضد المعتقلين في الضفة"، قائلاً إن المسئول عن تعطيل المصالحة هو "من يعتقل ويعذب أبناء الشعب ويسلمهم إلى دايتون". وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قالت اليوم الجمعة "إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA تتعاون بشكل وثيق مع أجهزة امن السلطة الفلسطينية في رام الله، وأنها تشرف وتؤثر على طبيعة عملها لدرجة أنها أصبحت تمثل ذراعا أميركيا متقدما في جهود مكافحة الإرهاب". ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية لم تكشف عنها "أن التعاون بين CIA وجهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة التابعين للسلطة الفلسطينية في رام والمتهمان بتعذيب عناصر تنتمي لحركة حماس، يعني من وجهة نظر منظمات حقوق الإنسان، أن واشنطن تغض النظر على انتهاكات حقوق الإنسان، على الرغم من توقيع الرئيس باراك اوباما أمرا تنفيذيا حظر فيه التعذيب". واعتبر دبلوماسيون ومسؤولون في المنطقة أن التعاون بين هذه الأجهزة وثيق جدا لدرجة انه يبدو وكأن أجهزة امن السلطة تعمل تحت إشراف الـCIA، وفقا للصحيفة. وعلى الرغم من نفي الطرفين للاتهامات المذكورة، إلا أنهما لم ينفيا تبادل المعلومات الأمنية في الضفة الغربية. وجاءت هذه الأنباء وسط اتهام منظمات إنسانية دولية ومحلية لأجهزة السلطة بتعذيب مناصري حركة حماس في الضفة الغربية وانتهاك حقوقهم خلال عمليات الاستجواب. يشار إلى انه حسب تصريحات مسؤولي السلطة، فان هنالك نحو 500 شخص من حماس في سجون السلطة برام الله. وبالرغم من عدم وجود أية أدلة على أن عمليات التعذيب تمت تحت إشراف ودراية ضباط الـCIA، فانه بحسب نشطاء حقوق الإنسان، يمكن للضغوط الأميركية بهذا الصدد أن تضع نهاية لها، وفقا لما ذكرته الصحيفة. ومن ناحيته، أقر وزير الداخلية في السلطة سعيد أبو علي بوقوع عمليات تعذيب تسببت في موت بعض المعتقلين، مؤكدا أن هذه الانتهاكات ليست سياسة رسمية وان السلطة بصدد اتخاذ إجراءات لمنع تكرارها، مضيفا أن انتهاكات كهذه "تحدث في كل بلد في العالم."