خبر : المنتخب النسوي الفلسطيني من الصالات المغلقة للمستطيل الأخضر .. اللاعبات تحدين الحصار والحواجز الاسرائيلية.. وجمهورهن اغلبه نساء

الجمعة 18 ديسمبر 2009 12:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المنتخب النسوي الفلسطيني من الصالات المغلقة للمستطيل الأخضر .. اللاعبات تحدين الحصار والحواجز الاسرائيلية.. وجمهورهن اغلبه نساء



رام الله / سما / من المقرر ان تجري اليوم الجمعة مباريات الاسبوع السابع في الدوري النسوي والتي كان قد اعلن عنها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على ان تجري المباريات على صالتي السرية وابو عمار في بيت لحم. وكانت مسيرة الكرة النسوية الفلسطينية انطلقت بنكهة أخرى وفاعلية متوهجة أكثر عندما التقى المنتخب النسوي الفلسطيني لكرة القدم بنظيره الأردني على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في بلدة الرام المحاذية للقدس في السادس والعشرين من تشرين الاول (أكتوبر) الماضي على خلفية قرار اللواء جبريل الرجوب دعم الكرة النسائية أسوة بالذكورية لا سيما في المشاركات الدولية.ولأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر احتشدت الجماهير النسوية من كافة ارجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة متحديةً كل الحواجز والحصار الإسرائيلي المطبق، ساروا باتجاه ملعب الشهيد فيصل الحسيني في تمام الساعة الرابعة عصرا لتشجيع المنتخب الفلسطيني النسوي والذي يلعب لأول مرة في ملعب مفتوح على أرضه وبين جماهيره. وانطلقت صافرة الحكم إيذاناً ببدء المباراة وبحضور أكثر من 15 ألف امرأة وخمسة آلاف رجل كلهم في ميدان واحد بغلبة نسوية تدل عليها صيحات الفتيات التي تهز أعماق تلك البلدة معبرة عن حالة من التحدي وانقشاع الحالة المناهضة لنزعة المرأة في إثبات ذاتها في عالم الساحرة المستديرة.كما وحضر هذا الاحتفال الوطني رموز السياسة الفلسطينية والسفراء وقادة المجتمع المدني الفلسطيني من على منصة الشرف التي تتسع لأكثر من ثلاثمائة شخص، يقابلهم أكثر من أربعمائة صحافي يتبعون بمعظمهم إلى محطات فضائية ووسائل إعلامية أجنبية تقاطرت من كل صوب لحجز مكانها لتغطية هذا الحدث الأول من نوعه في فلسطين، وقد حمل هذا الكم البشري في طياته ضابط حقيقي لعملية دخول الملعب فلم تسجل أي ملاحظة مخالفة للقانون رغم وجود عدد كبير جدا من الشرطة الفلسطينية التي فرضت حضورها منذ ساعات الصباح الباكر تحسبا لأي طارئ، وعملت وحدات أخرى على تنظيم حركة السير في تلك البلدة المتواضعة التي حاول الاحتلال تفريغها إلا أن الفلسطينيين سكنوها بكثافة تحديا واصرارا على الحياة على ارض الوطن، وجاءوا صغارا وكبارا إلى الاستاد ليشهدوا ولادة كرة قدم فلسطينية من نوع آخر. وقد مثّل هذا اليوم عرسا وطنيا لصالح الرياضة الفلسطينية وتكريسا لدورها في صياغة نوع من توجهات الشعب الفلسطيني المستقبلية والمساهمة في فرض قضيته في المشهدين الإقليمي والدولي في دلالة على اعتبار هذا الحشد مؤشرا على حيوية الشعب الفلسطيني وعلى دور المرأة في المشروع التحرري لما يحمل هذا الحدث النوعـي من دلالات سياسية وثقافية وحضارية، فلأول مرة تُجمع وتدعم معظم فئات المجتمع الفلسطيني على مثل هذا الحدث كما لاقى هذا الاحتفال الترحيب والتأييد الإقليمي والدولي.بعيد استلام اللواء جبريل الرجوب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فقد كان كثيراً ما يتحدث عن خطط مستقبلية للنهوض بكرة القدم النسوية وكان افتتاح الدوري النسوي في العام الماضي اكبر دليل حيث تم افتتاحه بحضور الرئيس محمود عباس ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام واللواء الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، كدليل على مدى الأهمية التي يحظى بها المنتخب النسوي. فقد تم افتتاح الدوري النسوي في العام السابق بواقع ستة فرق نسوية تنافست على صدارة الدوري ليرتفع العدد إلى ستة عشر فريقا تتنافس لهذا العام في إشارة واضحة لتضاعف عدد الفرق التي رأت النور خلال العام المنصرم.وتواصل مسلسل الاهتمام بصعود كابتن المنتخب النسوي الكابتن هني ثلجية على منصات تتويج الاتحاد الدولي مع نجوم الكرة العالمية عندما حصل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على جائزة أفضل اتحاد محلي طور الكرة في بلاده للعام 2008، ومن حرصه على تطوير أداء المنتخب قام الاتحاد بالتعاقد مع مدرب عربي للإشراف على تدريبات منتخب الجنس اللطيف. وكلما كان هناك انجاز ستليه خطط جديدة تماشيا مع استراتيجية اتحاد الكرة. صورة الجماهير المحتشدة التي رافقتها حناجر ملتهبة عندما هتفت للوطن في استاد الشهيد فيصل الحسيني في السادس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لا زالت عالقة في الذاكرة الآن لان المشهد نفسه بزخم شبيه يتكرر اليوم، والجماهير الفلسطينية جاءت لتؤكد دعمها للمنتخب النسوي (منتخب كل الفلسطينيين) الذي تغيب عنه قسرا لاعبات قطاع غزة لكـن الأعلام الفلسطينية والهتافات الوطنية المناصرة للاعبات الفلسطينيات كانت حاضرة بقوة لترسم لوحة جميلة جديدة من لوحات إبداع الجماهير الفلسطينية عاشقة الساحرة المستديرة.فقد بات الكل على يقين تام بان لوحة هذا العام ستكون مميزة نظرا لاستقبال المدرجات عددا كبيرا من الجنس اللطيف اللواتي قدمن من كل صوب بالضفة الغربية لمؤازرة منتخب الكوفية في حلة جديدة تسجل انطلاقتها من على المستطيل الأخضر ببراعة اختراع آلاف الحاضرين ومئات آلاف المشاهدين للأناشيد والصيحات الرياضية والوطنية. يقود المنتخب النسوي الفلسطيني المدرب الأردني هاني أبو الليل وتديره رقية التكروري وتم تشكيل لجنة نسوية خاصة للتحضير لكافة فعاليات هذا العرس الوطني الفلسطيني، ومن جانبه أبدى المدير الفني للمنتخب الأردني منير أبو هنطش عن سعادة الوفد وهو يلعب على أرض فلسطين بالقدس وبالقرب من المسجد الأقصى، متمنيا أن يكون اللقاء حماسيا خاصة في ظل الحضور الجماهيري الكبير، ومتمنيا التوفيق للمنتخبين في اللقاء التاريخي الأول للمنتخب النسوي الفلسطيني على أرضه.فرغم أن الأردنيات النشميات بادرن في تسجيل الهدف الأول في المرمى الفلسطيني إلا أن الفلسطينيات سرعان ما نظمن صفوفهن ووقفن ندا قويا للاعبات المنتخب الأردني وخاصة خط دفاع المنتخب، مما دفع بالمهاجمات للجوء للحلول الفردية عن طريق التسديد من خارج المنطقة عبر كلودي سلامة وحمامة جربان، وقد فرضت الخشونة نفسها بشكل لافت عندما ودعت الجماهير إحدى لاعبات المنتخب الأردني على حمالة إلى إحدى المراكز الطبية المجاورة.حكم اللقاء الإماراتي الدولي حمد الشيخ، وساعده للخطوط أحمد الشامسي، وزايد داوود، والفلسطيني جواد عاصي رابعا.انتهت المباراة بحلوها ومرها على آلاف الجماهير المتوهجة بالتعادل الايجابي 2-2، مبروك للفريقين هكذا يقول الساسة؛ لا غالب ولا مغلوب ولكن الكاسب الأكبر هم الفلسطينيون؛ النساء يشكرن كما فعلها الرجال من قبل جبريل الرجوب ويرددن إذا قال هذا الرجل فعل وإذا فعل توالت الانجازات.