اجتمع وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، مع مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لبحث تقدم المباحثات الرامية للتوصل إلى اتفاق محتمل مع السعودية يشمل تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وفي ظل مساعي السعودية إلى تعاون مع واشنطن في إنشاء برنامج نووي مدني على أراضيها، شدد غالانت في بيان صدر عن مكتبه اليوم، الأربعاء، على ضرورة "الحفاظ على التفوق النوعي (العسكري) لإسرائيل" في المنطقة.
جاء ذلك خلال الاجتماعات التي عقدها غالانت في نيويورك مع مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف.
واستعرض غالانت في هذه الاجتماعات "الصعوبات المحتملة" التي ترصدها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بشأن الشرط السعودية بالحصول على دعم أميركي لبرنامج نووي مدني خاص بها، مقابل التطبيع مع إسرائيل.
وحاول غالانت الحصور على توضيحات من الحاتب الأميركي، تتعلق بالمحادثات الأميركية السعودية، خصوصا في ما يتعلق بالشروط الأمنية التي تضعها الرياض للمضي قدما نحو اتفاق قد يشمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
كما طرح غالانت على الجانب الأميركي، مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي أعدتها قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية حول المطالب الأمنية السعودية لتوقيع على اتفاق موسع مع واشنطن يشمل التطبيع مع إسرائيل.
وتطرقت الأسئلة إلى المطلب السعودي بإنشار برنامج نووي مدني وتحصيب اليورانيوم على أراضيها، بالإضافة إلى الأسلحة المتطورة والمعدات العسكرية المتقدمة التي تسعى الرياض للحصول عليها من واشنطن، وتأثير ذلك على "التفوق العسكري النوعي" لإسرائيل في المنطقة.
وفي اجتماعه مع ماكغورك، بحث غالانت "الحاجة إلى توسيع ‘اتفاقيات أبراهام‘ لتشمل دول مركزية أخرى في المنطقة"، في إشارة للسعودية. وشدد غالانت على أهمية "الترتيبات الأمنية المطلوبة لهذا الغرض".
ووفقا للبيان، شدد غالانت على ضرورة الحفاظ على "التفوق النوعي (العسكري) لإسرائيل في الشرق الأوسط". وشكر ماكغورك، "على الجهود التي يبذلها مع دول عربية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وفي السياق، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، بأن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، يتوجه الأسبوع المقبل إلى واشنطن، لعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين حول المساعي للتوصل إلى اتفاق مع السعودي.
ويعقب ذلك المحادثات التي أجراها لبيد مؤخرا مع مسؤولين في البيت الأبيض، أكد خلالها على معارضته لاتفاق تطبيع مع الرياض يشمل التزام أميركي بدعم برنامج نووي سعودي مدني، يشمل تخصيب اليورانيوم على أراضيها.
إسرائيل تسعى لفهم موقف واشنطن
وأفادت مصادر في وزارة الأمن الإسرائيلية بأن تل أبيب تسعى إلى "استيضاح الموقف الأميركي من المطالب السعودية الأمنية"، ولفتت انتباه واشنطن إلى أن هذه المطالب "سيكون لها تأثير كبير على الرأي العام الإسرائيلي في ما يتعلق باتفاق مستقبلي".
وبحسب التقارير، فإن الجانب الجانب الأميركي لم يقدم إجابات عينية على مختلف القضايا التي طرحها غالانت بما في ذلك استفسارات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول بنود الاتفاق المحتمل مع السعودية، غير أن إدارة بايدن التزمت بتزود إسرائيل لاحقا بإجابات مفصلة عن كل "التساؤلات المطروحة".
وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية، في البيان، إن غالانت استعرض أمام نظرائه الأميركيين "الأنشطة الإيرانية التي تقوض الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط".
غالانت وليف
وأشارت إلى أن غالانت أكد خلال حديثه مع ماكغورك أن إسرائيل "ستعرف كيف تدافع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد ومحاولة للمس بمواطنيها"، على حد تعبيره.
وخلال اجتماعه مع ليف، استعرض غالانت "عمليات الجيش الإسرائيلي في يهودا والسامرة ضد العناصر الإرهابية"، في إشارة إلى اعتداءات الاحتلال وتصعيده في الضفة الغربية.
"وول ستريت جورنال": السعودية تعرض استئناف تمويل السلطة الفلسطينية
على صلة
"وول ستريت جورنال": السعودية تعرض استئناف تمويل السلطة الفلسطينية
وادعى غالانت أن إيران تنشط في الإطار وتسعى لـ"نحويل الأموال وتهريب الأسلحة لتنفيذ عمليات" تستهدف الإسرائيليين، في تكرار لمزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حول دعم إيران للمقاومين في الضفة المحتلة.
وقال إن أجهزة أمن الاحتلال "ستواصل العمل بقوة ضد الإرهابيي"، على حد تعبيره، زاعما السعي الإسرائيلي غلى "عزلهم عن السكان المدنيين".
كما أعرب عن تقديره لـ"الدعم العلني الأميركي لعمليات الجيش الإسرائيلي" ضد ما وصفه بـ"العناصر الإرهابية في يهودا والسامرة"، في إشارة إلى المقاومة في الضفة.