وزيرة الخارجية الليبية: الدبيبة أذن لي بلقاء كوهين

الإثنين 28 أغسطس 2023 04:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
 وزيرة الخارجية الليبية: الدبيبة أذن لي بلقاء كوهين



طرابلس/سما/

كشف مكتب وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، اليوم الإثنين، أنّ اللقاء مع وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، كان بإذن من رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة.

و قال مكتب المنقوش تعليقاً على قرار إيقافها إنّ اللقاء مع كوهين كان بإذن من الدبيبة، وجاء بعد أن اجتمع الأخير في روما مع رئيسة حكومة إيطاليا، جورجيا ميلوني، الشهر الماضي، واتفق معها على ترتيب اللقاء مع الإسرائيليين، جاء ذلك وفق ما أوردته قناة الميادين اللبنانية اليوم الاثنين.

كما أشار المكتب إلى أنّ الحكومة الإيطالية وعدت الدبيبة بتشغيل خط روما - طرابلس، مطلع الشهر المقبل، مقابل عقد اللقاء مع الإسرائيليين في روما.

ولفت المكتب إلى أنّ الدبيبة طلب من وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، نشر بيان تقول فيه إنّ اللقاء جرى "مصادفة"، وذلك من أجل عدم فضحها له.

وأعلن مكتب الوزيرة أنّ الدبيبة أصدر قراراً بإيقاف الوزيرة عن العمل، بعد فضحه، مشددةً على أنّها تملك أوراقاً كثيرة، ولن تسمح بأن تكون كبش فداء في موضوع نفّذته بطلبٍ من الدبيبة.

و كشف اثنان من كبار المسؤولين في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا، اليوم الاثنين، أن "رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة كان على علم بالمحادثات بين وزيرة خارجيته وكبير الدبلوماسيين الإسرائيليين".


وقال أحد المسؤولين، لوكالة "أسوشييتد برس"، إن "الدبيبة أعطى الضوء الأخضر للاجتماع الشهر الماضي، عندما كان في زيارة لروما، وإن مكتبه رتب اللقاء بالتنسيق مع المنقوش".


كما ذكر المسؤول الثاني أن "الاجتماع استمر نحو ساعتين وأطلعت المنقوش، الدبيبة على الأمر مباشرة بعد عودتها إلى طرابلس"، موضحا أن "الاجتماع جاء تتويجا لجهود توسطت فيها الولايات المتحدة لدفع ليبيا الى الانضمام إلى سلسلة من الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، على حد قوله.



وأضاف المسؤولان أن "تطبيع العلاقات بين طرابلس وتل أبيب جرت مناقشته لأول مرة في اجتماع بين الدبيبة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، الذي زار العاصمة الليبية في يناير/ كانون الثاني الماضي"، مشيرين إلى أن الدبيبة أعطى موافقة مبدئية على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكنه كان قلقا بشأن رد الفعل الشعبي، حسب الوكالة.


وآثار إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي لقاءه بنظيرته الليبية في روما، حالة من الجدل داخل ليبيا وإسرائيل، وتسبب في وقف نجلاء المنقوش عن العمل وإحالتها إلى التحقيق.


فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول حكومي لم تسمه، القول إن "رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة أقال وزيرة الخارجية على خلفية لقائها نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين".


وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، أنّ اللقاء بين المنقوش، وكوهين، كان "منسّقاً على المستويات الأرفع"، وتم التخطيط لنشر أمر اللقاء.

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ للحكومة الليبية "مصلحة في الاتصال مع إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر "يدفع علاقاتها قُدماً أيضاً مع الغرب".

وبحسب صحيفة "هآرتس"، طلبوا في ليبيا من "إسرائيل"، حذف الإعلان عن اللقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي ونظيرته الليبية، "لكن الأوان كان قد فات".


وأمس، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنّ كوهين عقد لقاءً سرياً الأسبوع الماضي في العاصمة الإيطالية روما مع المنقوش.

 وكانت وسائل إعلام عربية وعالمية قد ذكرت أنّ المنقوش غادرت البلاد عبر مطار معيتيقة إلى تركيا.

وأثار خبر اللقاء التطبيعي ردود أفعال منددة على المستويين السياسي والشعبي. وخرجت تظاهرات في عدة مدن ليبية، ولا سيما العاصمة طرابلس.


يأتي ذلك فيما ليبيا منقسمة بين حكومة طرابلس برئاسة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، وحكومة أسامة حماد التي تعمل في الشرق بدعم من البرلمان والقائد العسكري خليفة حفتر.

يُذكر أنّ الحديث عن تطبيع ليبي محتمل مع "إسرائيل" ليس بالأمر المستجدّ؛ ففي عام 2021، أُشيع في الإعلام الإسرائيلي عن "محاولات إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وليبيا".