الصيادون في غزة يواصلون الإضراب احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود وعراقيل التصدير

الثلاثاء 04 يوليو 2023 10:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الصيادون في غزة يواصلون الإضراب احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود وعراقيل التصدير



غزة / سما/

تواصل القوارب الكبيرة "مراكب الجر" الإضراب عن العمل في بحر قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي؛ احتجاجاً على غلاء أسعار الوقود، والإشكاليات المتعلقة بتصدير الأسماك خارج القطاع.
وقال منسق اتحاد لجان الصيادين، زكريا بكر: إن هناك 15 مركب جر في قطاع غزة، وهي قوارب كبيرة ذات قدرات أعلى من غيرها، يعمل على متن الواحد منها نحو 20 صياداً وعاملاً، وهي مخصصة للعمل على مدار الساعة دون توقف، موضحاً أن الاحتلال استولى على قاربين خلال الأشهر الماضية، ولم تتم إعادتها لأصحابها، وبقيت 13 منها تعمل في البحر.
وأكد بكر لـ"الأيام" أن ملاك هذه القوارب أُجبروا على الإضراب ووقف العمل، بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم خلال الفترة الماضية، فكل 24 ساعة عمل يحتاج القارب الواحد نحو 6000 شيكل ثمن وقود ومستهلكات أخرى، وفي الفترة الأخيرة حدث ارتفاع كبير على أسعار الوقود بالتزامن مع تناقص في كميات الأسماك التي يتم صيدها، ما أجبر القوارب المذكورة على اقتصار العمل على ساعات الليل فقط، في محاولة لتوفير النفقات، لكن هذا لم يحل المشكلة.
وبيّن أن أغلب هذه القوارب كانت تعتمد على تصدير الأسماك الثمينة، مثل اللوقس، الفريدي، الجمبري، وغيرها، وما توفره هذه الأسماك من دخل كان بالكاد يغطي تكاليف رحلات الصيد، ويعطي المالك هامش ربح بسيطاً.
وقال: إنه بعد السماح باستيراد الأسماك من مصر لسد العجز الحاصل في الأسماك، نتيجة تراجع عمليات الصيد، كان الهدف تسويق هذه الأسماك في القطاع، لكن بعض التجار يعيدون تصديرها من جديد، متسائلاً: كيف نستورد أسماكاً ثم نعيد تصديرها؟ وهذا السلوك أدى لانخفاض أسعار الأسماك الثمينة، وبالتالي انعكس سلباً على ملاك القوارب الكبيرة.
وتوقع بكر انضمام المزيد من القوارب الصغيرة للإضراب خلال الفترة المقبلة، نتيجة ارتفاع أسعار الوقود، وما نجم عنها من خسائر، حيث يزيد تكاليف رحلة الصيد في الليلة الواحدة، بالنسبة للقوارب الصغيرة "حسكة"، على 900 شيكل، ولا يوجد صيد يغطي هذا المبلغ.
ولفت بكر إلى أن هناك تواصلاً مع جهات الاختصاص، حيث جرى عرض مطالب الصيادين، والمتمثلة بتخفيض أسعار الوقود لهم، والثاني تخصيص التصدير فقط للأسماك التي يتم صيدها من بحر غزة، آملاً أن تحل المشكلة بأسرع وقت ممكن، وتعود القوارب للعمل من جديد، وإلا سيتواصل الإضراب، وسيزيد عدد المنضمين إليه في المستقبل القريب.

مطالب عادلة
من جهته، قال جهاد الهسي أحد ملاك القوارب المتوقفة عن العمل لـ"الأيام": إن ما حدث توقف إجباري عن العمل، بعد الأضرار الكبيرة التي نجمت عن إعادة تصدير السمك المستورد على حسابهم، موضحاً أنهم حاولوا عدم الوصول لذلك، فقد توجهوا قبل مدة لشراء السولار الصناعي الذي يقل ثمن اللتر الواحد منه بشيكلين عن السولار العادي، رغم مخاطره الكبيرة من حيث إمكانية حدوث اشتعال على القوارب، إضافة إلى أضراره على المحركات وماكينات الجر، لكن رغم ذلك تواصلت الخسائر.
وضرب الهسي مثالاً على حجم المعاناة التي يتعرضون لها، مؤكداً أن مركبه يعمل عليه 20 عاملاً إضافة إلى ملاكه، فعند توزيع نصيب العمال خلال 16 يوم عمل، كان نصيب العامل 100 شيكل فقط، وهذا يوضح مدى المأساة التي يعيشها العمال وعائلاتهم، إضافة إلى تضرر مهن أخرى تعتمد على القوارب، مثل باعة الثلج، وتجار الأسماك، وموردي الوقود وغيرهم.
وأكد الهسي أن مطالبهم واضحة، وقد رفعوها لجهات الاختصاص، وتتمثل في وقف تصدير السمك المستورد، والسماح بتصدير أسماكهم بسعر معقول، ودعم الوقود المباع لهم، كي يتمكنوا من الاستمرار في عملهم.