يعد الجلد المترهل بعد فقدان الوزن أمرا غير مستحب عند الجميع، ويسعى العديد من الأشخاص للتخلص من هذه المشكلة والبحث عن الحلول المناسبة لذلك.
ويبين استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والليزر الدكتور ليث عكاش أن الجلد يتمتع بخاصية مطاطية تتيح له التمدد والعودة إلى وضعه الطبيعي في معظم الحالات ولدرجة معينة.
وأضاف الدكتور عكاش -في تصريحات للجزيرة نت- أن ترهل الجلد قد يعود لمجموعة أسباب، أهمها السمنة التي تؤثر سلبا على الألياف الضامة (collagen fibers)، والألياف المطاطية (elastic fibers)، كذلك فقدان الوزن السريع كما هو الحال بعد عمليات السمنة، والذي يؤدي إلى ضمور طبقة الدهن تحت الجلد بما يزيد من الترهل.
متى تظهر الترهلات؟
يشير الدكتور عكاش إلى أن ظهور الترهلات مرتبط بكمية الوزن المفقود وسرعة فقدان الوزن، أكثر من اعتماده على مدة زمنية معينة، وعادة ما تظهر الترهلات بعد فقدان الوزن من 20 كيلوغراما فما فوق في مدة زمنية قصيرة.
من الأكثر تعرضا للترهل الرجال أم النساء؟
يوضح الدكتور عكاش أن ترهل الجلد الناتج عن تقدم العمر يعد أمرا طبيعيا يصيب الجنسين، لكن قد تكون الدرجة في ترهل الجلد لدى السيدات أعلى نتيجة عوامل كثيرة، منها عوامل هرمونية، خصوصا بعد انقطاع الدورة، بالإضافة إلى الحمل والولادة.
وتابع أن صغر حجم العضلات لدى السيدات بالمقارنة مع الرجال يجعل الترهل لديهن أعلى، أما في حالات فقدان الوزن المفاجئ فإن العامل الأساسي للترهل هو كمية الوزن المفقود وسرعة فقدان الوزن، وليس الاختلاف بين الجنسين.
كيف نتجنب ترهل الجلد بعد فقدان الوزن؟
ويوضح الدكتور عكاش أن فقدان الوزن ببطء يساعد على عودة الجلد إلى وضعه الطبيعي، عن طريق الخاصية المطاطية التي يملكها، بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى تقوية العضلات وتساعد على التقليل من ترهل الجلد.
هل يمكن القضاء على ترهل الجلد نهائيا؟
يؤكد الدكتور عكاش أن ترهل الجسم من علامات تقدم العمر التي من الممكن إبطاؤها باتباع أسلوب حياة صحي، وممارسة الرياضة، والتغذية السليمة، وتجنب التدخين، وتجنب فقدان الوزن السريع والمفاجئ، مشيرا إلى أن الترهل لا يمكن القضاء عليه نهائيا.
ما أنواع علاجات ترهل الجلد؟
يقول الدكتور عكاش إن علاجات ترهل الجلد تنقسم إلى قسمين، وهي العلاجات الخارجية عن طريق أجهزة الليزر وأجهزة موجات الراديو (radio frequency)، بالإضافة إلى التداخلات الجراحية البسيطة مثل شفط الدهون بمساعدة الليزر، الذي يزيد من شد الجلد بنسبة 30% أكثر من شفط الدهون من دون الليزر.
وهناك أيضا العلاجات الجراحية، مثل عمليات شد المناطق المترهلة كالبطن والعضدين والفخذين، التي تتضمن خياطة العضلات لشدها، واستئصال الجلد الزائد، حسب رأي الدكتور عكاش.
هل هناك خطة لفقدان الوزن من دون ترهل الجلد؟
يرى اختصاصي الأمراض الجلدية وأمراض الحساسية والليزر الطبي التجميلي الدكتور قاسم أبو الرب أنه عند فقدان الوزن فإن الجلد لا يعود إلى ما كان عليه قبل زيادة الوزن، لأن سعة أو مساحة الجلد تكون قد تمددت، ولا يمكن أن تتقلص بعد فقدان الوزن.
وأشار الدكتور أبو الرب -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أن أي خطة سريعة لفقدان الوزن مثل العمليات الجراحية المتعلقة بقص المعدة، أو أي فقدان سريع للوزن، يزيد فيه احتمال ترهل الجلد بشكل أكبر، وكلما كان فقدان الوزن تدريجيا ومدروسا فإن احتمال ترهل الجلد يكون أقل نسبيا.
هل هناك أدوية خاصة لشد ترهلات الجلد أو نظام غذائي؟
يؤكد الدكتور أبو الرب عدم تطوير أي أدوية خاصة لشد ترهلات الجلد بعد فقدان الوزن، لكن النظام الغذائي قد يسهم إيجابيا في حل المشكلة، من ناحية أن أي نظام غذائي متوازن ومعتدل ينعكس بشكل عام على صحة الجسم العامة وعلى صحة الجلد.
ونبه إلى أن أي نظام صحي متوازن قد يكون له دور إيجابي في نضارة الجلد بشكل عام، ولا يقتصر على ترهلات الجلد الناتجة عن إنقاص الوزن.
ما مدى قدرة الرياضة على شد الجلد المترهل؟
يرى الدكتور أبو الرب أن الرياضة تسهم أحيانا في شد ترهل الجلد بشكل غير مباشر، لكن ليس لها علاقة بشد الجلد، إنما لها دور في تحسين الشكل العام للجسم، وشد العضلات، وزيادة كتلتها، وفي هذه الحالة فإن شد الجلد يكون بسبب زيادة الكتلة العضلية، ويكون هذا الشد باتجاهات تشريحية مناسبة، ومن ثم يسهم إلى حد ما في تحسين شكل الجلد بعد إنقاص الوزن.
متى يلجأ الشخص إلى الجراحة للتخلص من الجلد المترهل؟
ينوه الدكتور أبو الرب إلى أن قرار اللجوء إلى الجراحة لشد الجلد المترهل بعد عمليات إنقاص الوزن هو قرار عائد للمريض، فإذا كان الترهل لا يؤثر سلبا وظيفيا أو تجميليا أو نفسيا على المريض، قد يتجنب المريض إجراء هذه العمليات.
ولفت إلى أن الترهل الناتج بعد عمليات إنقاص الوزن يعطي مظهرا يوحي بالكبر في العمر، لذلك فإن نسبة كبيرة ممن يعانون من ذلك الترهل يلجؤون إلى عمليات إزالة الجلد المترهل بعد إنقاص الوزن.
ما مخاطر اللجوء إلى الجراحة؟
يرى الدكتور أبو الرب أن مخاطر اللجوء إلى الجراحة والعمليات هي نفسها المعروفة في أي عملية بشكل عام، حيث يُلجأ إلى التخدير العام في معظم هذه العمليات، ولذا فإن مخاطرها الجراحية العامة موجودة.
وأشار إلى أن خبرة الطبيب المكلف بالعملية هي من أهم العوامل التي تلعب دورا في نجاح العملية ورضا المريض بعد إجرائها، أما إحدى أهم المشكلات والتحديات التي يواجهها الطبيب فهي قدرته على جعل شكل الجسم متناسقا ومتناغما بعد إجراء هذه العمليات.