قال اللواء أكرم الرجوب محافظ جنين، إن مشهد اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة ومخيم جنين، يوم أمس، لم نره إلا في الاجتياحات الإسرائيلية التي تمت في عام 2002، عندما استخدم كل أذرعه العسكرية حينها.
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن مشاركة الطائرات الإسرائيلية في اقتحام جنين شكل تطورًا خطيرًا واستهتارًا بكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقيمية في التعامل مع الشعوب، بيد أن إسرائيل تملك عدة أهداف تسعى لتحقيقها من خلف هذا الاقتحام.
وأوضح أن الهدف الإسرائيلي المعلن على لسان بن غفير وهو وزير من وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة، حيث قال إنه يسعى للقضاء على السلطة الوطنية الفلسطينية، لكن هناك أهداف استراتيجية غير معلنة أبعد من قضية اعتقال مناضل هنا أو هناك.
ومضى قائلًا: "هناك محاولة لمحاربة الإرادة والوعي الفلسطيني، الوقوف أمام روح النضال، وانتزاع القضية الفلسطينية العادلة من عقول أبنائها، الاحتلال يسعى إلى إنهاء الوجود الفلسطيني على أراضي الضفة الغربية، طبقًا للأفكار الصهيونية التي تدعو لمزيد من الاستيطان والقتل والتدمير والاعتداء على الممتلكات الفلسطينية في الضفة".
ويرى أن إعطاء الفرصة الأكبر للمستوطنين وإطلاق العنان لهم نحو مزيد من القتل والتدمير وتوسيع المستوطنات والتضييق على أبناء الشعب الفلسطيني، هو إرهاب دولي منظم، يوجه ضد الشعب الفلسطيني، حالة من العنف والتحدي ضد الإنسانية والأخلاق والقيم الأخلاقية.
وفيما يتعلق بإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين خلال تنفيذ اقتحام جنين، قال الرجوب إن أهالي المحافظة يدافعون عن أنفسهم وعن منازلهم ومخيمهم، حيث دفع القمع الغاشم والهجمات الإرهابية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون، الشعب الفلسطيني، إلى التطوير من أدائهم الذي كان ملموسًا خلال الاقتحام، عبر استهداف الآليات المصفحة الإسرائيلية، ما أدخل الاحتلال في حالة من التخبط.
وكشف أن اقتحام جنين خلف إصابات عدة في صفوف المواطنين، حيث بلغ عدد المصابين الذين دخلوا المستشفيات أكثر من 95 حالة، بعضهم في حالة خطيرة، فيما ارتقى أحدهم صباح اليوم.
وعن موقف المجتمع الدولي، قال الرجوب إن فلسطين لا تعول على المجتمع الدولي، فهو مجتمع منافق يكيل بمكيالين ويتعامل مع القضايا الدولية بمعايير مزدوجة، بينما بات التعويل على الجبهة الداخلية لا المجتمع الدولي الذي لن يقدم أي شيء للقضية الفلسطينية، والمقصود هنا موقف صريح وواضح وضاغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بتنفيذ هجمات "عيلي"، أوضح المسؤول الفلسطيني أن الضغط يولد الانفجار، وعندما يفقد أي مواطن الأمل في مستقبله، وعندما تقتل إسرائيل المواطنين الفلسطينيين على أرضهم وتنكل بأهلهم وتعبث بمقدساتهم، يؤدي هذا الضغط في النهاية إلى نتائج سلبية، مضيفًا: "العنف لا يولد إلا العنف والدم يجلب الدم".