نيويورك تايمز: بايدن يسعى لاتفاق تاريخي بين السعودية و"إسرائيل" مقابل هذه الشروط..

السبت 17 يونيو 2023 04:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
نيويورك تايمز: بايدن يسعى لاتفاق تاريخي بين السعودية و"إسرائيل" مقابل هذه الشروط..



واشنطن/سما/

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، عن اتفاق تاريخي يقوم عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن في الفترة التي تسبق انتخابات 2024 من أجل اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل.

ووفقًا للتقرير، فإن السعودية اشترطت مقابل الاتفاق مع إسرائيل ضمانات من واشنطن لحماية السعودية من أي هجوم عسكري، بالإضافة إلى شراكة سعودية أميركية لتخصيب اليورانيوم من أجل برنامج نووي مدني وإزالة القيود عن بيع الأسلحة الأمريكية للمملكة.

وقال الصحيفة، إن إسرائيل ستضطر للموافقة على التخصيب النووي في المملكة العربية السعودية للأغراض السلمية، الأمر الذي يتعارض تماماً مع سياسة إسرائيل التي تمنع أي دولة في الشرق الأوسط من امتلاك النووي.

وحسب مراقبون، فإن السعودية ستضطر الى تقديم تنازلات كبيرة والتخلي عن موقفهم القديم الذي يشترط قيام دولة فلسطينية قبل توقيع أي اتفاق مع إسرائيل.

في المقابل، سيواجه نتنياهو آراء قاسية من كبار المسؤولين في مؤسسة الجيش إذا قبل الصفقة الأمريكية السعودية على الرغم من أن إبرام أي اتفاق سلام مع السعودية سيمثل إنجازاً مهماً لنتنياهو على خلفية أزمته الداخلية.

ورجح مسؤولون أميركيون التوصل لاتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل بحلول نهاية هذا العام، ووصفوا محادثة جرت مؤخرا بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها مثلت "انعطافة" في جهود البيت الأبيض للتقريب بين إسرائيل والسعودية.

وسلط تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على تفاصيل الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل والمطالب التي وضعها كلا الجانبين على الطاولة من أجل تمرير هذا الاتفاق.

تقول الصحيفة إن بلينكن مباشرة بعد أن أنهى زيارة للسعودية الشهر الماضي التقى خلالها بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحدث لمدة 40 دقيقة مع نتانياهو.

وتضيف أن المسؤول الأميركي قدم إيجازا للزعيم الإسرائيلي حول المطالب المهمة التي تم طرحها لتطبيع العلاقات الدبلوماسية السعودية مع إسرائيل.

وصف مسؤولان أميركيان، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لحساسية الموضوع، المحادثة بأنها كانت بمثابة "منعطف" في مساعي إدارة بايدن طويلة المدى للتوسط في صفقة دبلوماسية تاريخية بين السعودية وإسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض، الذي ظل على مدى أكثر من عامين بعيدا بعض الشيء عن هذا الملف، قرر الدخول في الرهان والدفع ببعض أوراقه.

تبين الصحيفة أن "الولايات المتحدة الآن في خضم مفاوضات معقدة بين ثلاثة قادة لديهم أسبابهم الخاصة لإبرام صفقة، ولكنهم يقدمون مطالب قد تكون باهظة الثمن بعض الشيء، كما أنهم ببساطة لا يحبون أو يثقون ببعضهم البعض".

تنقل الصحيفة عن العديد من كبار المسؤولين الأميركيين القول إن فرص إبرام صفقة يمكن أن تصل لأقل من 50 في المائة.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل سيكون أحد الأحداث الأكثر دراماتيكية في الشرق الأوسط، ويمكن أن يجني فوائد لقادة البلدين وكذلك للرئيس جو بايدن، الذي يستعد للانتخابات الرئاسية العام المقبل.

بالنسبة لنتنياهو، فإن اعتراف السعودية بإسرائيل سيكون بمثابة انتصار سياسي كبير للزعيم الذي تواجه حكومته الائتلافية اليمينية المتشددة معارضة داخلية شرسة، وفقا للصحيفة.

ومن جانبه يسعى محمد بن سلمان لتعزيز العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة والحصول على المزيد من الأسلحة، وكذلك الحصول على موافقة واشنطن على أن تقوم المملكة بتخصيب اليورانيوم كجزء من برنامج نووي مدني، وهو أمر طالما قاومته واشنطن.

بالمقابل، تبين الصحيفة أن بايدن يدرك أن التقارب مع السعودية يحمل في طياته مخاطر سياسية، على اعتبار أنه تعهد في وقت سابق بجعل المملكة دولة "منبوذة".

ومع ذلك تؤكد الصحيفة أن النجاح في التوصل لاتفاق دبلوماسي في الشرق الأوسط قد يكون ذا فائدة جمة بالنسبة لبايدن قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.

وتضيف أن المسؤولين الأميركيين يرون أيضا أن هناك أهمية استراتيجية في تعزيز العلاقات مع السعودية كوسيلة لمنع الرياض من الانجذاب أكثر نحو الصين.

تنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين القول إنهم يعتقدون أن هذه العوامل أوجدت نافذة زمنية، ربما قبل العام المقبل، للتوصل لاتفاق محتمل.

الصحيفة بينت أن إدارة بايدن سرّعت في الأسابيع الأخيرة تحركاتها الرامية للتقريب بين السعودية وإسرائيل من خلال قيام كبار المسؤولين بزيارات للقاء محمد بن سلمان ونتانياهو. 

وقال مسؤولون أميركيون إن بريت ماكغورك كبير مستشاري الرئيس بايدن في الشرق الأوسط أجرى زيارة غير معلنة للرياض هذا الأسبوع لمواصلة المفاوضات من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن على طلب الصحيفة للتعليق، بينما قال ممثل عن مجلس الأمن القومي إن سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط "تشمل جهودا لتوسيع وتعزيز اتفاقيات إبراهيم، فضلا عن جهود لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية".

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، كما لم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي تم بموجبها تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين في صيف العام 2020 بوساطة أميركية.