تحت عنوان "بين الخلافة الفلسطينية وحماس، أزمة فتح تزداد عمقا في الضفة الغربية"، قال موقع المونيتور في تقرير له اليوم الاثنين: "قد يكون التصريح العلني الأخير للمسؤول البارز في حركة فتح محمود العالول بشأن تراجع شعبية حركته، قد يكون مفاجئًا، لكنه يعكس التدهور المستمر للحركة منذ بعض الوقت”.
وأضاف:" إنه منذ أن هُزمت القوائم المؤيدة لحركة فتح على يد القائمة الموالية لحماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006، أخذت شعبية فتح في التراجع، بحسب استطلاعات الرأي والأصوات الفعلية في انتخابات المجالس البلدية والجامعية.
ومع ذلك، لا يزال التيار الرئيسي لحركة فتح هو “اللعبة الوحيدة السائدة في الوقت الحاضر”، خاصة مع عدم وجود احتمالات لتحركات سياسية على مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي قبل الانتخابات الأمريكية عام 2024، ومع وجود تحالف إسرائيلي يميني متطرف الذي زاد الضغط على الفلسطينيين.
دحلان منافس بارز
المنافس الرئيسي لفتح اليوم هو حركة فتح الإصلاحية، التي يدعمها ويموّلها (بشكل مهم) رئيس الأمن السابق لحركة فتح المقيم في الإمارات محمد دحلان، والتي كانت تخطو خطوات سياسية في جميع أنحاء القدس وبقية الضفة الغربية وغزة.
كان السيناريو المقبول هو أن دحلان وفريقه لن يقوموا بأي تحرك إلا بعد أن تنتهي ولاية الرئيس الحالي لحركة فتح، محمود عباس البالغ من العمر 86 عامًا.
لكن هناك ضغطا متزايداً من وراء الكواليس للسماح لأنصار دحلان، وخاصة ذراعه الأيمن سمير مشراوي، بالعمل بشكل أكثر علانية في غزة.
وقالت مصادر لـ”المونيتور”، إن فريق دحلان ينسق مع جميع فصائل فتح ويتواصل مع حماس التي رغم سيطرتها على غزة، فإنها في أمسّ الحاجة إلى المساعدة.
وعلم “المونيتور” أنه يجري تشكيل تحالف بين فريق دحلان ومجموعة المنشق ناصر القدوة، بالتنسيق مع زعيم فتح الفلسطيني المسجون مروان البرغوثي.
دحلان، الذي صرح بأنه لا يخطط للترشح لأي منصب سياسي، يريد أن يدفع بمروان كرئيس مقبل للسلطة الفلسطينية.
والبرغوثي مسجون منذ عام 2006، وأدين وسجن بتهمة القتل من قبل محكمة إسرائيلية، لكن استطلاعات الرأي المتتالية، بما في ذلك استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية العام الماضي، تظهره باعتباره الشخصية الفلسطينية الأكثر شعبية اليوم.
وفي المواجهة ضد إسماعيل هنية، يفوز البرغوثي بنسبة 59٪ -37٪. في المقابل سيخسر عباس حسب نفس النسبة 38٪ -54٪ لهنية.
سياسات فتح
فتح هي حركة تحرير غير أيديولوجية من مختلف الانتماءات السياسية. يعمل أعضاؤها اليوم إلى حد كبير في مختلف المناصب الأمنية والحكومية، وظهرت فئة كاملة من الأشخاص المأجورين في السنوات الأخيرة.
يقول التقرير: “هذه الطبقة الحاكمة فاسدة ومهتمة ببقاء عباس في السلطة لأطول فترة ممكنة لجني ثمار شرعيته. تحكمها لجنة مركزية مكونة من 20 عضوًا يتم انتخابهم من 1400 عضو من البرلمان.
وانعقد مؤتمر فتح السابع في بيت لحم عام 2016، وكان من المفترض أن يعقد المؤتمر التالي في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، لكن لا توجد بوادر على ذلك في أي وقت قريب.
وفي انتخابات مجلس طلاب جامعة بيرزيت، حصلت فتح مؤخرًا على 20 مقعدًا فقط مقارنة بـ25 مقعدًا لحركة حماس. وتمكن اليسار الفلسطيني من الحصول على ستة مقاعد.
يشعر الفلسطينيون بالإحباط بسبب الافتقار إلى التقدم السياسي ولا يرون أي إستراتيجية ملموسة للتحرير أو لسياسة حكم أفضل.
ولا يزال إلغاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أبريل 2022 محسوسًا حتى اليوم، حيث يخشى الفلسطينيون من أن استمرار السلطة في شخص واحد دون انتخابات سيدفع فلسطين أكثر فأكثر نحو الاستبداد.