جدد المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور دعوته للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لإدراج إسرائيل ضمن لائحة من ينتهكون حقوق الأطفال بشكل منهجي في النزاعات المسلحة.
جاء ذلك خلال مؤتمر دولي عقد في العاصمة النرويجية أوسلو، حول حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، بتنظيم من وزارة الخارجية النرويجية، وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومكتب الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح، والاتحاد الأفريقي ومجموعة الدول عبر الإقليمية.
كما جدد منصور دعوته للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى دعم هذه الخطوة الأخلاقية والسياسية والقانونية، التي من شأنها أن تشكل تدبيرا مهما للردع والمساءلة، وهو أمر ضروري وخطوة مهمة على طريق حماية الأطفال خلال النزاعات.
وأعرب عن امتنان دولة فلسطين للنرويج والشركاء الآخرين، على تنظيم هذا المؤتمر المهم حول حماية الأطفال في النزاعات المسلحة، قائلا: "نأمل أن نتمكن بشكل جماعي من الالتزام بحماية الأطفال وإنهاء معاناتهم".
وشدد منصور على رغبة دولة فلسطين بالانضمام إلى الالتزامات العالمية لهذا المؤتمر، و"هي ملتزمة ببذل كل جهد ممكن لضمان حماية الأطفال في الصراع المسلح والحفاظ على مستقبلنا المشترك".
ولفت إلى أن فلسطين انضمت إلى المعاهدات الدولية التي تضمن حماية حقوق الأطفال، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولاتها الإضافية، دون تحفظات، وأكد "التزامنا الوطني تجاه الأطفال والمجتمعات الضعيفة، مع إيلاء اهتمام خاص للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي".
وقال منصور: "لا نزال ملتزمين بجدول أعمال الأمم المتحدة للأطفال والنزاع المسلح، ونتعهد بتقديم دعمنا الكامل للهيكل الإنساني بأكمله والأفراد العاملين على تنفيذه، حيث نسعى بشكل جماعي للاستجابة لأزمات الحماية التي يواجهها الأطفال".
وأضاف أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أفاد بأن عام 2022 هو العام الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2006، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 40 طفلا فلسطينيا.
وأكد أن تقارير "أوتشا" تشير إلى أنه ومنذ بداية العام الجاري، قتلت إسرائيل أكثر من 20 طفلا فلسطينيا، وحذرت الأمم المتحدة من أنه إذا استمرت هذه الوتيرة، فإن هذا العام سيكون أكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين من العام الماضي.
وافتتحت وزيرة الخارجية النرويجية آنيكن هويتفلد، المؤتمر بكلمة أبرزت خلالها أهمية حماية الأطفال والدفاع عنهم في النزاعات المسلحة.
وألقى عدد من الوزراء والمسؤولين الدوليين كلمات على هامش المؤتمر، ومنهم الممثلة الخاصة للأمين العام المتحدة، التي أدلت ببيانا بهذا الخصوص، أشارت فيه إلى التقرير المرتقب من الأمم المتحدة، الذي سيعلن قريبا حول ذلك.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الوزير منصور لقاء مع وزيرة خارجية النرويج، تناول خلاله ما جاء في المؤتمر حول الأطفال في أماكن النزاعات المسلحة، كذلك لقاء آخر مع مبعوثة النرويج لعملية السلام في الشرق الأوسط هيلدا هارالدستاد، أكد خلاله ضرورة فتح أفق سياسي لإنهاء الاحتلال، وتجسيد حل الدولتين على الأرض، على قاعدة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وجّه في تقريره حول الأطفال والنزاع المسلح العام الماضي، تحذيرا إلى إسرائيل.
وقال في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أيار/ مايو عام2021، "إذا تكرر الوضع في عام 2022، دون تحسن ملموس، يجب إدراج إسرائيل في القائمة"، غير أن إسرائيل كررت عدوانها على قطاع غزة في آب/ أغسطس 2022، ومرة أخرى في أيار/ مايو العام الجاري، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين، في تجاهل تام لتحذير الأمين العام، وانتهاك جسيم للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني، وقانون حقوق الإنسان.