لندن وكالات اشار تقرير اعدته لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي الى ان زعيم القاعدة اسامة بن لادن كان على مرمى حجر من القوات الامريكية وانها كانت قادرة على قتله اثناء تحصنه في جبال تورا بورا عام 2001. ولكن قرار القوات الامريكية عدم استخدام القوة المتوفرة لديهم لضرب تحصينات زعيم القاعدة فتح الطريق له للهروب. وجاء في التقرير ان فشل القوات الامريكية بقتل او اعتقال بن لادن في كانون الاول (ديسمبر) 2001 اي بعد 3 اشهر من هجمات ايلول (سبتمبر) كانت له اثار كارثية بعيدة المدى. فقد ادى هروب بن لادن الى اعادة تنشيط المقاومة الافغانية والى الفوضى الداخلية التي تشهدها اليوم دولة باكستان. وكتب السناتور جون كيري، رئيس اللجنة بمقدمة التقرير الذي سينشر اليوم الاثنين قائلا ’عندما ذهبنا للحرب بعد اقل من شهر من هجمات 9/11 كانت الاهداف هي تدمير القاعدة وقتل او اعتقال زعيمها، اسامة بن لادن وغيره من قادتها الكبار... لكن عدم قدرتنا على انهاء المهمة بنهاية عام 2001، ساهم بالنزاع اليوم الذي لا يهدد قواتنا وقوات حلفائنا فحسب بل استقرار منطقة متفجرة بأسرها’. ويحمل التقريرعنوان ’عودة لتورا بورا: لماذا فشلنا بالقضاء على بن لادن وما يعنيه اليوم’ ويعتقد انه سيساعد الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يخطط للاعلان عن استراتيجيته الجديدة في خطاب سيلقيه بأكاديمية ’ويست بوينت’ويتوقع ان يعلن ارسال حوالى 30 الف جندي لمواجهة قوات طالبان منها 9 الاف سترسل الى جنوب افغانستان كاشارة للتصعيد. وكان كيري المرشح السابق للانتخابات الامريكية في عام 2004 قد اكد في اكثر من مناسبة ان القوات الامريكية فوتت فرصة ذهبية للقضاء على بن لادن وخطره وقام باصدار قرار لاعداد التقرير كي يساعد اوباما بتحديد استراتيجيته. ويحمل التقرير مسؤولية الفوضى وعدم الاستقرار في افغانستان وباكستان ويلقيها على اقدام الجيش الامريكي وقادته الذين عملوا مع وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ورئيسه جورج بوش، وكذلك قائد الجيش الجنرال تومي فرانكس. وبحسب التقرير الذي نقلت عنه صحيفة ’صاندي تايمز’ فان ’القضاء على زعيم القاعدة وسحبه من ساحة المعركة قبل ثمانية اعوام كان سيترك اثره على التطرف وتهديده حول العالم’. لكن القرار الذي فتح الباب امام هربه للباكستان، سمح لبن لادن بالظهور كرمز قوي يجذب اليه قناة اموال مستمرة ويلهم المتطرفين في كل انحاء العالم ومن هنا فان ’الفشل بالمهمة يمثل فرصة ضائعة غيرت وللابد خط النزاع في افغانستان ومستقبل الارهاب العالمي’. ويؤكد التقرير ان القوات الامريكية كان لديها القدرات من اجل الهجوم على جبال تورا بورا التي كان يتحصن فيها اسامة بن لادن مع الاف من مؤيديه. وبناء على مراجعة للادبيات المتوفرة وسجلات الحكومة الامريكية السرية ومقابلات مع المشاركين الرئيسين ’تمحو اي ذرة من الشك وتؤكد ان اسامة بن لادن كان على مرمى القوات الامريكية’. فقد تم ’حجزه في اكثر مناطق العالم وعورة وعانى واتباعه من ضربات لم تتوقف من الطيران الامريكي، 100 غارة امريكية في اليوم’. ويقول التقرير ان اسامة بن لادن ’كان يتوقع الموت’ ذلك ان وصيته الاخيرة التي كتبها في 4 كانون الاول (ديسمبر) تعكس هذا الموقف فقد طلب من زوجاته ان لا يتزوجن بعده واعتذر لابنائه عن حياته في الجهاد. ولكن الهجوم الاخير الذي كان يتوقعه بن لادن لم يحصل، لان الطلبات لاغلاق الطريق الذي يفضي من الجبال الى الملاجئ الامنة في باكستان لم تتم الاستجابة لها ، فقد تم وضع معظم الفرق المتحركة ومنها فرق القناصة على الهامش وتركت تراقب ما يحدث. وبدلا من اتخاذ قرار بالهجوم الكثيف تم ارسال وحدة كوماندوز من 100 جندي تعمل مع قوات افغانية كي تستثمر اثار الغارات الامريكية ومحاولة تصيد بن لادن ومن معه. ويقول التقرير انه في 16 كانون الاول (ديسمبر) قام بن لادن وحاشيته وحراسه بالخروج بدون اي مشاكل من تورا بورا واختفوا بمناطق القبائل الباكستانية، حدث كل هذا بعد يومين من تاريخ كتابة وصيته. ويلقي التقرير مسؤولية عدم ارسال الجنود لملاحقة بن لادن او اغلاق طريق هروبه على رامسفيلد وفرانكس. ويؤكد التقرير ان القوات الامريكية كان لديها العدد الكافي من الجنود للقيام بالمهمة وانه على الرغم من مخاطرها الا ان وحدات الكوماندوز اكدت ان القيام بها كان سيعود بالثمار ويحصلون على الجائزة بالقضاء على بن لادن.