شارك الآلاف من الفلسطينيين في مناطق الـ48، اليوم الأربعاء، في مسيرة العودة الـ26 المقامة هذا العام في أراضي قرية اللجون المهجرة.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت أسماء القرى الفلسطينية المهجرة والأسير وليد دقة ابن مدينة باقة الغربية، بالإضافة إلى إطلاق هتافات منادية بالحرية وحق العودة.
وانطلقت المسيرة بالقرب من شارع وادي عارة الرئيسي، وصولا إلى عمق قرية اللجون المهجرة حيث مكان التجمهر الرئيسي.
وبدأ المهرجان بالوقوف على نشيد موطني، ومن ثم قسم العودة وعدم التنازل عن الوطن مهما حصل والحفاظ عليه للأجيال القادمة، فيما تولى عرافة المهرجان مها إغبارية ويوسف سالم.
وتحدث كامل البرغوثي عن جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين قائلا إن "المحتل الغاصب دمر أكثر من 530 قرية عربية فلسطينية، ولكن رغم كل ذلك لن يستطيع تدمير مبادئنا وتمسكنا بأرضنا وشعبنا وقرانا، ولا عودة عن حق العودة".
وأكد أن "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين ومعها هذه الجماهير، ستبقى تحمي وتعمل من أجل قرانا وأسرانا في السجون الإسرائيلية ومن ضمنهم الأسير وليد دقة".
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، إن "اللجون عادت اليوم لتنبض بأبنائها رغم العتاد العسكري الذي يمر فوق اللجون والعروض العسكرية التي تقام، إذ أننا نواجه العنصرية اليومية من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولكن كل ذلك لن يجعلنا نتراجع عن حق عودتنا وأرضنا".
وشدد على أنه "لن نقبل أبدا أن نكون احتياط في الحكومات الإسرائيلية متى أرادوا يدخلوننا، نحن أصحاب حق وأرض ولن نقبل بأن نكون جزءا من هذه الحكومات المتطرفة التي تقمع وتقتل أبناء شعبنا".
وأشار بركة إلى أنه "يتغنون بالديمقراطية في إسرائيل، هذه الديمقراطية تماما كالتي في جنوب إفريقيا بين السمر والبيض، لا ديمقراطية في هذه المؤسسة الإسرائيلية التي تشرع القوانين وتعتدي على المساجد والكنائس، لا ديمقراطية في هذه المؤسسة التي هجرت أهلنا وجعلتهم غرباء".
وذكر زياد أمين طميش عن أهالي اللجون المهجرة أن "كل شيء في اللجون يربطنا بها من ترابها وأشجارها وبيوتها ومقبرتها، هذه أرضنا التي ضحينا من أجلها. النكبة مستمرة وتزداد حدتها يوميا، وخير دليل على ذلك التقاعس الإسرائيلي مع الجريمة المتفشية".
وأشار إلى أن "السلطات الإسرائيلية سرقت الشواهد والنصب التذكاري التي وضعت في مقبرة اللجون، ذلك بسبب خوفهم من الذاكرة وخوفهم من الشهداء في المقبرة. مهما فعلوا وحاولوا لن ننسى ولن نتخلى عن أرضنا".
وقالت زوجة الأسير المريض وليد دقة، سناء سلامة، إن "قضية وليد إنسانية ويجب أن تكون مهمة للقيادات العربية في الداخل الفلسطيني، وحتى ينتصر وليد هو بحاجة إلى شعبه وقيادة شعبه، ويجب أن تتظافر الجهود بين المؤسسات المدنية والدينية".
ودعت سلامة إلى المشاركة في الفعاليات والنشاطات التي تقام من أجل تحرر زوجها الأسير، مؤكدة أنه "يجب أن يتعلم الأولاد والأبناء عن الأسرى لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الحرية، ونحن نفتخر بهم".
وختمت بالقول إن "الوطنيين من غير الممكن أن يكونوا ضمن عصابات الإجرام، لذلك علموا أبنائكم وأشبعوهم بالوطنية".
وبالتزامن مع مسيرة العودة، نظمت هيئات وحراكات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجرين من قراهم والذين بقوا في أراضي 48، مسيرات وفعاليات في عدة قرى مهجرة بالبلاد.
وزار عدد من أهالي القرى المهجرة في منطقة الجليل، شمالي البلاد، قراهم التي هُجرّوا منها في عام النكبة 1948، بينها حطين وميعار والدامون والغابسية، ونظموا فعاليات وطنية مؤكدين تشبثهم بحقهم وأرضهم، وارتدوا الكوفيات الوطنية ورفعوا الأعلام الفلسطينية.
وفي السياق، أعلنت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد واللجنة الشعبية وأوساط شعبية في أم الفحم عن برنامج مسيرة العودة الـ26.
وقالت: "عام آخر يمر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني، حيث قامت المنظمات العسكرية الصهيونية ومن بعدها إسرائيل بطرد حوالي مليون فلسطيني إلى خارج الوطن وتنفيذ المجازر والتهجير القسري المبرمج ليصبح معظم أبناء شعبنا بين ليلة وضحاها يفترش الأرض ويلتحف السماء في مخيمات اللجوء، كما قامت بهدم وتدمير أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عن بكرة أبيها ومصادرة كافة أملاكنا وأراضينا بموجب العشرات من القوانين التعسفية، معتبرة شعبنا غائبًا عن أرضه ووطنه وهو حي يرزق وهم يستبيحون مقدساتنا وما زالوا مستمرين في مخططاتهم الإجرامية حيث سنت العديد من القوانين المتعلقة بخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين وكذلك القانون سيئ الذكر والذي يتعلق بإحياء ذكرى النكبة وقوانين أخرى".
وأضافت: "نحن المهجرين معًا مع أبناء شعبنا في الداخل إذ نحيي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية فإننا نؤكد أنه مهما شرعت المؤسسة الإسرائيلية من قوانين لتكميم الأفواه والمس بحرية التعبير فإننا مصرين على إحياء ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا ونحن الذين على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس يوم أسكتت لتتحول زرائب لأبقار المستوطنين وخمارات وبؤر للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما مضت".
وأكدت جمعية المهجرين أنه "إيمانًا منا بانتمائنا الفلسطيني وتجديدًا للقسم والعهد اللذين قطعناهما على أنفسنا بالعودة ورفض كل البدائل، من تعويض وتبديل وتوطين، فإننا نتوجه إلى أبناء شعبنا، وهيئاته الاجتماعية والسياسية للمشاركة الفعالة في مسيرة العودة التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بدعم ومشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة الشعبية التي أقرت وتبنت هذه الفعاليات النضالية".
وأشارت إلى أن فعاليات مسيرة ستكون على النحو التالي، "أولا - تنظم اللجان والجمعيات المحلية للمهجرين زيارات للقرى المهجرة صباح يوم الأربعاء الموافق 26.04.2023، ثانيًا تقام فعاليات وبرامج فنية وتراثية على أرض اللجون".
وشددت في بيانها على أنه "في ظل الظروف القاسية التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات، والداخل الفلسطيني وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين، من الاعتداء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، المسجد الأقصى وكنيسة المهد، وعلى المقابر وما تبقى من معالم قرانا المهجرة وبدعم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أحزاب وهيئات شعبية، جمعيات أهلية بمركباتها والقاعدة الشعبية حيث باركوا هذه الخطوة وهم لها داعمون. تقرر أن تقام مسيرة العودة الـ26 هذا العام على أراضي قرية اللجون المهجرة الفلسطينية التي هجر أهلها منها قسرًا عام 1948، يوم الأربعاء الموافق 26/4/ 2023 الساعة الثالثة عصرًا الذي يصادف يوم احتفال دولة إسرائيل بعيد استقلالها الخامس والسبعين".
وتوجهت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، ولجنة المتابعة، واللجنة الشعبية في أم الفحم إلى الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم بأن يشاركوا في مسيرة العودة برفع أسماء قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرًا ورفع العلم الفلسطيني.
وأضافت أنه "كما نطلب أيضًا رفع اسم القرية والعلم على أسطح المنازل والشرفات، وذلك لنؤكد للقاصي والداني بأن لا بديل عن حق العودة، الشرعي، الإنساني والقانوني غير القابل للتصرف، الذي ضمنته الهيئات الشرعية عالميًا خاصة قرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة ولنثبت للعالم أجمع بأن شعب الجبارين يأبى النسيان ويأبى التنازل عن حق العودة. جماهير شعبنا الفلسطيني لن تنسى أسرانا وأسيراتنا القابعين خلف قضبان السجون الإسرائيلية وتبعث لهم تحية الصمود والثبات إلى حين تحريرهم، وجماهير شعبنا تتوجه بالدعاء لله العلي بالشفاء الأسير وليد دقة ابن فلسطين الأبية ولكافة أسرانا وأسيراتنا".
وختمت جمعية المهجرين بالقول إنه "نناشدكم جميعًا المشاركة في مسيرة العودة الـ26 كما عهدناكم في المسيرات السابقة التي شاركتم بها بعشرات الآلاف على أراضي القرى المهجرة".
عرب48