توصلت دراسة إلى أن علاج الاكتئاب بالكلام يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في وقت لاحق من الحياة.
ووجدت الأبحاث السابقة أن أولئك الذين يعانون من حالة صحية عقلية هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويعتقد العلماء الآن أن العلاج الناجح للاكتئاب من خلال العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لا يمكن أن يساعد الدماغ فحسب، بل أن يحسن صحة القلب أيضا.
وفي الدراسة الجديدة، حلل باحثو كلية لندن الجامعية بيانات 636955 شخصا فوق سن 45 عاما حصلوا على العلاج عبر خدمة تحسين الوصول إلى العلاجات النفسية (IAPT) في إنجلترا، بين عامي 2012 و2020.
وتقدم الخدمة المجانية العلاج المعرفي السلوكي والاستشارة والمساعدة الذاتية الموجهة، مع تقديم الجلسات إما وجها لوجه بشكل فردي أو في مجموعات عبر الإنترنت.
وتم استخدام استبيان يأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل عدم الاهتمام بفعل الأشياء، ومشاكل النوم والمشاعر المزاجية السيئة، لقياس أعراض الاكتئاب.
ثم ربط الباحثون نتائج IAPT (درجات الاكتئاب) مع السجلات الصحية للمرضى للبحث عن حالات جديدة لأحداث القلب والأوعية الدموية.
فوجدوا أن الأشخاص الذين تحسنت أعراض الاكتئاب لديهم بعد العلاج النفسي كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على مدى ثلاث سنوات في المتوسط من المتابعة، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وتشير الدراسة أيضا إلى أن التحسن من الاكتئاب كان مرتبطا به انخفاض بنسبة 12% في أمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل في أي وقت، مع ملاحظة نتائج مماثلة لأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والوفاة.
وكان الارتباط أقوى لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما، والذين انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 15%، وانخفض خطر الوفاة بنسبة 22% من جميع الأسباب على التوالي، وفقا للنتائج المنشورة في المجلة الصحية الأوروبية.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما لديهم خطر أقل بنسبة 5% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية و14% انخفض خطر الوفاة من جميع الأسباب الأخرى.
وقالت المعدة الرئيسية سيلين الباو: "هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت وجود صلة بين نتائج العلاج النفسي والمخاطر المستقبلية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والنتائج مهمة لأنها تشير إلى أن فوائد العلاج النفسي قد تمتد إلى ما هو أبعد من نتائج الصحة العقلية والصحة البدنية على المدى الطويل". ويشددون على أهمية زيادة الوصول إلى العلاج النفسي للمجموعات الأقل تمثيلا، على سبيل المثال الأقليات العرقية التي قد تكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتشمل قيود الدراسة، التي مولتها جمعية الزهايمر، القليل من المعلومات حول عوامل نمط الحياة.
ويقترحون تفسيرا آخر للنتائج: يمكن أن يكون أن أولئك الذين يستجيبون للعلاج النفسي لديهم سلوكيات في نمط الحياة كانت أكثر وقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال البروفيسور نيليش سماني، المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية: "تظهر هذه الدراسة أن العلاج الناجح للاكتئاب باستخدام العلاجات النفسية يرتبط به انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وفي أثناء الملاحظة، يقدم دليلا إضافيا على أن صحة الدماغ وصحة القلب مرتبطتان، وأن علاج الاكتئاب قد يكون له فوائد مهمة أخرى تتجاوز تحسين الصحة العقلية. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإثبات ما إذا كان العلاج يسبب بالفعل انخفاضا في أمراض القلب والدورة الدموية، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف".