قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الجيش الإسرائيلي يواجه نوعا جديدا من الخصوم في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، وهم شباب يعيشون في قلب المدن الفلسطينية، أحضروا أسلحتهم الخاصة، تواصلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واجتمعوا حول رفض السلطة الفلسطينية والرغبة في محاربة “الاحتلال”.
وأوضحت “لوفيغارو” أن معظم العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام كانت ضد هذه الجماعات. ووقعت أكثر الغارات دموية في جنين ونابلس. في هذين المركزين للمقاومة، ظهرت هذه الكتائب الجديدة. ولدت الأولى في مخيم جنين للاجئين في أيار 2021، رداً على عملية “حارس الجدار” في قطاع غزة. اكتسبت بعض الشهرة بعد بضعة أشهر تحت مسمى “كتيبة جنين”.
هذه الكتيبة كان تشكيلها في البداية من قبل عناصر في الجهاد الإسلامي، ولكنها تتألف أيضا من مقاتلين من الفروع المسلحة لحماس وفتح. ورفض الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية هو عنصر مهم أيضا في هذه الكتيبة. قتل جيش الاحتلال مؤسس “كتيبة جنين” في حزيران 2021. لكن النموذج الذي ابتكره نجا، كما تقول “لوفيغارو” دائماً.
المجموعة الثانية ظهرت بعد نحو عام في نابلس، وهي “عرين الأسود”، والتي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات على المستوطنين أو الحواجز، ودفعت الجيش الإسرائيلي إلى تصعيد العمليات في قلب نابلس. مؤخرا، في بداية شهر فبراير، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليتين في مخيم عقبة جبر للاجئين، الواقع بالقرب من أريحا، والذي كان يعتبر هادئاً حتى ظهور “كتيبة مخيم عقبة جبر للاجئين” المسؤولة عن هجوم في نهاية شهر يناير غير بعيد عن أريحا. وتعتبر فرعا جديدا من “كتيبة جنين”.
وتابعت “لوفيغارو” القول إن تزايد هذه الكتائب هو أحد العوامل التي تفسر تصاعد التوترات في الضفة الغربية. وفي نهاية شهر فبراير الماضي، وبعد غارة للجيش الإسرائيلي خلفت 11 قتيلاً ونحو 100 جريح، دعا قادة “عرين الأسود” إلى النزول للشوارع، وقد لبى المئات من الشبان الفلسطينيين في نابلس والخليل وطولكرم ورام الله وبيت لحم والقدس الشرقية النداء.
ربما كانت رسالة عدي التميمي في أذهانهم. هذا الأخير قام بتنفيذ هجوم على حاجز في أوائل أكتوبر الماضي قُتل فيه جندي إسرائيلي، ثم اختفى التميمي لمدة أسبوعين في مخيم شعفاط للاجئين في القدس.
في ذلك الوقت، نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صورة لمذكرة ورقية كُتبت عليها هذه الكلمات: “أعلم أنني سوف أُقتل عاجلاً أم آجلاً وأن عملي لن يحرر فلسطين. لكنني قمت بذلك لتشجيع مئات الشباب الفلسطينيين على حمل السلاح من بعدي”. استُشهد عدي بعد بضعة أيام عندما هاجم نقطة تفتيش إسرائيلية أخرى، وأصبح أحد رموز هذا الجيل الفلسطيني الجديد في القدس.