أصدر الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت، بيانا قال فيه إن "استئناف العلاقات بين السعودية وإيران يمكن أن يساهم في استقرار المنطقة بأسرها".
وقال المبعوث الأممي الخاص لليمن، اليوم السبت "آمل أن تصل أطراف النزاع في اليمن لاتفاق على تبادل إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى".
وفي تصريح لوزير خارجية الإمارات، قال إن "عودة العلاقات بين السعودية وإيران خطوة هامة نحو الاستقرار والازدهار بالمنطقة".
وصدر عن وزارة الخارجية اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، بيان، ذكرت فيه إننا "ندعم أي توجه جدي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وندعو إيران إلى الكف عن تدخلاتها في الشأن اليمني".
حكومة نتنياهو تتهم الحكومة الإسرائيلية السابقة
واعتبر مسؤول سياسي رفيع في حكومة بنيامين نتنياهو، أن اتفاق السعودية وإيران الذي قضى باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بدأ منذ الحكومة السابقة (بينيت – لبيد) مستغلا الضعف الإسرائيلي والأميركي.
وبحسب ما جاء على لسان المسؤول في تصريحات للصحافيين خلال زيارة نتنياهو إلى روما، فإن "المحادثات الإيرانية والسعودية بدأت قبل سنة في فترة الحكومة السابقة، إذ أن الضعف يجلب التقارب مع إيران بينما القوة تبعده عنها".
ووجه المسؤول نفسه اصبع الاتهام لرئيسيْ الحكومة السابقين، يائير لبيد ونفتالي بينيت، إثر الاتفاق المعلن عنه بين السعودية وإيران.
وشدد على "أهمية تشكيل موقف رادع ضد إيران في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا، إذ أن السياسة الإسرائيلية لمنع إيران من حيازة سلاح نووي لا تعتمد على دعم أي دولة".
تعليق رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد
وفي تعليقه على الإعلان السعودي الإيراني، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الحكومة السابق، يائير لبيد، إن "الاتفاق بين السعودية وإيران هو فشل تام وخطير للسياسة الخارجية للحكومة الإسرائيلية".
واعتبر أنه يشكل "انهيارا لجدار الدفاع الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران"، وقال إن "هذا ما يحدث عندما تتعامل بجنون مع طوال اليوم مع خطة إضعاف القضاء، بدلًا من القيام بالمهمة في مواجهة إيران وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة".
إعلان استئناف العلاقات
وكانت قد أعلنت إيران والسعودية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، وذلك في تطور مفاجئ بعد محادثات أجريت في بكين، بحسب ما جاء في بيان ثلاثي مشترك أوردته وسائل إعلام رسمية إيرانية وسعودية، أمس الجمعة.
وذكر البيان المشترك أنه "الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات والممثليات خلال مدة أقصاها شهران"، في ختام المباحثات المنجزة في بكين.
وكشف البيان أن السعودية وإيران أجريتا جولة حوارات مكثفة في بكين خلال الفترة بين 6 و10 آذار/ مارس الجاري، قادها مستشار الأمن القومي السعودي مع نظيره الإيراني، وذلك "استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ".
وأفاد البيان بأنه تقرر عقد اجتماع قريب بين وزيري الخارجية الإيراني السعودي لـ"تفعيل" إعادة فتح السفارات والممثليات و"ترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما".
وأكد البلدان "احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية" للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم بين طهران والرياض عام 2001، والاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.
وأشاد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بالصين لدورها في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، وذلك في تصريحات لوكالة "نور نيوز" الإيرانية.
وجاء في البيان الثلاثي أن المباحثات التي استضافتها ورعتها الصين، أجريت بين وفدي البلدين برئاسة مستشار الأمن الوطني السعودي، مساعد بن محمد العيبان، وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، شمخاني.
ومثل الصين في المباحثات عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، وانغ يي. وأعربت كل من الدول الثلاث عن "حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي".
وأعرب الجانبان السعودي والإيراني، بحسب البيان عن "تقديرهما وشكرهما لجمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022".
كما أعرب الجانبان عن "تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها".
وقال شمخاني، لوكالة "نور نيوز" المقربة من المجلس، إن زيارة الرئيس الإيراني للصين الشهر الماضي مهدت لمفاوضات جديدة وجدية بين طهران والرياض، مضيفاً أن المباحثات في بكين كانت "صريحة وشفافة وشاملة وبناءة".
وأضاف شمخاني أن "إزالة سوء الفهم والنظر إلى المستقبل حول مستقبل العلاقات الإيرانية السعودية ستؤدي إلى توسيع الاستقرار والأمن الإقليميين وزيادة التعاون في الخليج والعالم الإسلامي".
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر.
وعلى إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة في نيسان/ أبريل 2017.
وعقد الطرافان خمس جولات حوار في بغداد، لكنها لم تؤد إلى استئناف العلاقات.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في نيسان/ أبريل 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى بالنجاح بجمع الطرفين على طاولة واحدة.
البيت الأبيض: واشنطن ترحب بأي جهود لإنهاء الحرب في اليمن
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير عن الاتفاق، وترحب بأي جهود للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أنه "يعد خفض التصعيد والدبلوماسية جنبا إلى جنب مع الردع من الركائز الأساسية للسياسة التي حددها الرئيس (جو) بايدن خلال زيارته للمنطقة العام الماضي".
في المقابل، رحّبت العراق وسلطنة عُمان بالاتفاق، وأشادت بـ"فتح صفحة جديدة" بين إيران والسعودية.
من جانبه، قال كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، محمد عبد السلام، في تغريدة على تويتر، إن المنطقة بحاجة إلى استئناف "العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي".
وقال مسؤول أمني إيراني رفيع تحدث لوكالة "رويترز" إن اتفاق اليوم صادق عليه المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.
وأضاف أنه "لهذا السبب سافر شمخاني إلى الصين بصفته ممثل خامنئي. أرادت طهران أن تظهر أن السلطات العليا تدعم هذا القرار".