شهدت كنيسة القيامة في مدينة القدس، عملية تكريس الزيت الذي سيمسح به ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، أثناء حفل تتويجه في مايو المقبل.
ويصنع الزيت، الذي يطلق عليه اسم "الميرون"، من زيت الزيتون بشكل أساسي، ثم تجري عملية تعطيره بالسمسم والورد والياسمين والقرفة وزهرة البرتقال وبخور الجاوي والعنبر.
وهذا الزيت نتاج محصول الزيتون في جبل الزيتون، أحد جبال المدينة القدس، ويطل على المدينة القديمة فيها.
ويحظى هذا الجبل برمزية كبيرة للمسيحين.
وشارك في عملية تكريس الزيت، أي جعله مباركا، بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث والمطران حسام نعوم رئيس الأساقفة الأنجليكاني.
وقال قصر باكنغهام في بيان إن الزيت تم تكريسه صباح الجمعة في كنيسة القيامة، الموقع التقليدي لصلب المسيح ودفنه، وفقا للمعتقد المسيحي.
وستمسح بهذا الزيت المقدسي كاميلا قرينة الملك تشارلز الثالث أيضا، أثناء حفل التتويج في 6 مايو المقبل، كما حدث مع والدة الملكة إليزابيث في تتويجها زوجة للملك جورج السادس عام 1937.
وقال رئيس أساقفة كانتربري (رئيس كنيسة إنجلترا) ، جاستن ويلبي: "إنه فخور وممتن من قيام البطريرك ثيوفيلوس الثالث والمطران حسام نعوم بتكريس الزيت الذي سيستخدم في مسح جلالة الملك"، الذي تولى العرش في بريطانيا بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية العام الماضي، وفق ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وأعرب عن شكره لثيوفيلوس الثالث "لتوفيره زيت التتويج، الذي يعكس ارتباط عائلة الملك الشخصي مع الأرض المقدسة واهتمامه الكبير بشعوبها"، ووجه الشكر أيضا إلى حسام نعوم.
وقال ويلبي إنه منذ بداية التخطيط لعملية تتويج ملك بريطانيا، كان يرغب في استخدام زيت زيتون من جبل الزيتون، وهو ما يظهر الصلة التاريخية التتويج والكتاب المقدس والأرض المقدسة.
ولفت إلى أنه من عهد الملوك القدماء حتى يومنا هذا، جرى مسحهم بزيت من هذا المكان المقدس.
يشار إلى أنه سيتم تتويج تشارلز رسميًا في السادس من مايو المقبل في دير وستمنستر في لندن، خلال مراسم يقول القصر إنها ستجمع بين عناصر التقاليد وبين اللمسات الحديثة التي تسلط الضوء على الوجه المتغير للمملكة المتحدة والكومنولث.
وأصبح تشارلز ملكا في الثامن من سبتمبر الماضي بعد وفاة والدته، الملكة إليزابيث الثانية، التي ظلت على عرش المملكة لأكثر من 70 عاما.