أيهما أكثر أمنا.. السباحة في البحر أم في المسبح؟

الخميس 02 مارس 2023 01:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
أيهما أكثر أمنا.. السباحة في البحر أم في المسبح؟



وكالات / سما /

لا تعد السباحة في الهواء الطلق طريقة ممتعة للاستمتاع بأشعة الشمس والهواء النقي والمناطق الخضراء المحيطة بها فحسب، بل يمكن أن تساعد أيضا في تخفيف التوتر ورفع مستوى الإندورفين.

وهذا يخلق إحساسا بالعافية بالإضافة إلى حرق السعرات الحرارية وتقوية العضلات.

ولكن إلى جانب مباهج السباحة في الهواء الطلق تأتي بعض المخاطر. لا يقتصر الأمر على تعرض السباحين لخطر المد والجزر والتيارات والأمواج، بل يمكن أن يكون هناك أيضا حشرات وبكتيريا سيئة كامنة في الماء.

ومع تدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة بانتظام إلى البحار والأنهار والبحيرات، قد يكون من الصعب العثور على مكان آمن للتجديف.

بالطبع، تأتي السباحة في المسبح مع مجموعة المخاطر الخاصة بها. تعد التهابات المسالك البولية والتهابات الأذن والبطن من أكثر الأمراض شيوعا التي يتم اكتشافها. ويمكن أن تتسبب البرك المتسخة أيضا في لسع عينيك وإيواء جميع أنواع البكتيريا والجراثيم - بما في ذلك البول والبراز والعرق. 

ولكن في حين أن من الواضح أن السباحة في المياه الخارجية تنطوي على مخاطر مختلفة عن السباحة في المسبح، فإن السؤال عن المكان الأكثر أمانا للسباحة قد لا يبدو واضحا على الفور.

مياه سامة

على عكس حمامات السباحة حيث يتم مراقبة المياه بعناية، تتغير المياه الخارجية باستمرار في التركيب. وهذا يعني أن المواد الكيميائية يمكن أن تتسرب إلى المياه البرية من المزارع القريبة أو المناطق الصناعية، ويمكن للحيوانات أن تتغوط في الماء، وفي مناطق معينة قد يتم إلقاء مياه الصرف الصحي البشرية بشكل قانوني أو بطريقة أخرى في الماء.

وقد لا تكون هناك علامات تحذير من المخاطر المحلية، وقد لا يكون وجود عوامل سامة واضحا. وعندما تكون في شك بشأن السلامة الكيميائية للمياه الخارجية، فمن الأفضل عدم دخولها. إذا لم يبدُ الماء أو رائحته جيدة، فثق في غريزتك.

وهناك أيضا مخاطر طبيعية على المياه الخارجية مقارنة بالمسابح، خاصة في فصل الصيف. الطحالب الخضراء المزرقة هي نوع من البكتيريا توجد بشكل طبيعي في النظم البيئية للبحيرة. في الصيف الدافئ، تميل الطحالب إلى التكاثر وتشكيل حثالة خضراء (تُعرف باسم الإزهار) على سطح البحيرة. ويمكن لتكاثر الطحالب الخضراء المزرقة أن يطلق سموما ضارة بالبشر وقاتلة أحيانا للحيوانات الأليفة.

ويمكن أن تؤدي السباحة أو ابتلاع المياه المحتوية على أزهار الطحالب المطلقة للسموم إلى ظهور طفح جلدي وتهيج العين واضطراب شديد في الجهاز الهضمي وحمى وآلام في العضلات والمفاصل.

البكتيريا والفيروسات

الإسهال هو أكثر الأمراض شيوعا المرتبطة بالسباحة في المياه المفتوحة، غالبا بسبب تلوث مياه الصرف الصحي. وتمرض إذا ابتلعت الماء الملوث، والذي يمكن أن يحتوي على بكتيريا وفيروسات مثل الإشريكية القولونية والنوروفيروس.

ويمكن للجرذان التي تعيش في المجاري المجاورة لأنهار أو قنوات المياه العذبة أن تحمل في بولها العامل الممرض البكتيري Leptospira، الذي يسبب داء Leptospirosis (مرض ويل). وتحدث العدوى إذا تم ابتلاع التربة أو المياه من بحيرة أو نهر أو قناة تحتوي على بول من حيوانات مصابة.

ويمكن أن يتسبب داء Leptospirosis في تلف الكبد والكلى، وقد يكون قاتلا إذا تُرك دون علاج. إذا ظهرت عليك أعراض الإنفلونزا أو اليرقان لمدة تصل إلى أسبوعين بعد السباحة في نهر أو قناة، فقد يكون من الجيد أن تطلب من طبيبك إجراء اختبار داء Leptospirosis.

وبالنسبة للبحر، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الأشخاص الذين يسبحون في مياه البحر كانوا أكثر عرضة للإصابة بعدوى في الأذن والأنف والحنجرة والجهاز الهضمي من أولئك الذين بقوا على الشاطئ. لذلك من الجيد أن تغتسل بعد السباحة في أي مياه خارجية، وبالتأكيد قبل تناول الطعام.

الحكم

عندما تضيف كل ذلك، حتى مع إمكانية قيام أشخاص بالتبول والتبرز في المسبح، فإن حمام السباحة المُدار سيكون دائما بيئة أكثر أمانا للسباحة. خاصة عندما تفكر في أشياء مثل لسعات قنديل البحر والمخاطر الإضافية التي تأتي مع السباحة في الماء البارد.

وبالمقارنة مع المسبح، من المرجح أن يصاب السباحون البريون بتوعك من السباحة في المياه الخارجية حيث سيكون هناك دائما ميكروبات محتملة مسببة للأمراض. ومياه حمامات السباحة، مع مستويات التطهير المناسبة من الكلور والحفاظ على درجة الحموضة، من غير المرجح أن تحتوي على الكائنات الحية الدقيقة المعدية، وبالتالي فهي تمثل بيئة أكثر أمانا للسباحة الترفيهية. كما تقل احتمالية حدوث الإصابات والغرق في حمامات السباحة حيث يوجد رجال إنقاذ مدربون ومعدات سلامة.

ربما، إذن، يوفر المسبح المدار في الهواء الطلق أفضل ما في العالمين - السباحة مع الشمس على ظهرك في بيئة صحية.

التقرير من إعداد بريمروز فريستون، محاضر أول في علم الأحياء الدقيقة السريري، جامعة ليستر.