قد لا تكون “مقارنة” في مكانها.
رغم ذلك قارن مصدر “أمني” مختص بين اجتماع “القمة الأمنية” الذي يفترض أن تستضيفه مدينة العقبة جنوبي الأردن صباح الأحد وبين اجتماع مماثل قبل أسابيع من وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات في شرم الشيخ المصرية قبل سنوات.
أجندة اجتماع شرم الشيخ كانت قد ناقشت “ما بعد عرفات” آنذاك ثم وقف الانتفاضة الثانية.
وأجندة قمة العقبة الأمنية بحضور وفد إسرائيلي وآخر مصري مع مسؤولين أمنيين من الأردن والسلطة، تعقب سلسلة مشاورات بقيت مغلقة عبر القناة الأردنية حاولت قراءة المشهد “ما بعد الرئيس محمود عباس” والأهم طبعا الحيلولة دون “اندلاع انتفاضة ثالثة“ يقدر الأردن رسميا أنها ستكون “مسلحة” وستؤذي الجميع.
أهداف لقاء العقبة لم تعلن رسميا.
لكنها أهداف “حمالة أوجه” ومتعددة التفاسير فهي بالنسبة للفلسطينيين والأردنيين تنحصر في “استعادة التهدئة ومنع الإجراءات الأحادية” وبالنسبة للإسرائيليين على الأرجح “تنشيط مشروع أمريكي أمني جديد” على غرار “دايتون” ويحمل اسم جنرال أمريكي جديد هو “اللواء فينزل”.
وجود ممثلين للمخابرات المصرية يؤشر إلى صدقية الرواية التي تتحدث عن “عطاء سياسي أمني أمريكي” عنوانه إنشاء “قوة خاصة مدربة ومؤهلة” تتبع أجهزة السلطة
الجديد تماما هو أنها المرة الأولى التي يقبل فيها الأردن قسرا حسب مصادر رسمية وبعد ضغط عنيف من الإدارة الأمريكية “احتضان واستضافة” لقاء أمني خاص وبامتياز ومثير ويقترن بتوقعات تشير إلى أن الأردن يتراجع عن “تحفظاته” في السياق وبصدد “المشاركة” في مشروع “أمني جديد” لأول مرة تتجاوز فكرته “تأهيل وتدريب أجهزة الأمن الفلسطينية” وله صلة بـ”وضع أمني متعدد الاحتمالات” وقابل للانفجار في الضفة الغربية.
فعلها الأردن عمليا لأول مرة مما يعني أنه يغادر مساحات كانت بالعادة “حساسة” للغاية بالنسبة له.
وهو أمر يغضب الفعاليات الوطنية والسياسية والشعبية الأردنية بل يخيفها فيما الحلقة الفلسطينية المفقودة في المسألة طموح الثنائي ماجد فرج وحسين الشيخ في البقاء بدائرة الفعل وعلى طاولة الحدث تحسبا لأي مفاجآت مستقبلا.
لم ترصد بعد التفاعلات التي ستثيرها اجتماعات العقبة الوشيكة بعد ساعات قليلة في الشارعين الأردني والفلسطيني.
لكن وجود ممثلين للمخابرات المصرية يؤشر إلى صدقية الرواية التي تتحدث عن “عطاء سياسي أمني أمريكي” عنوانه إنشاء “قوة خاصة مدربة ومؤهلة” تتبع أجهزة السلطة وتتولى التهدئة في مدن التوتر وتحديدا في نابلس وجنين.
واضح من استضافة العقبة وحضور مصر أن العطاء أحيل على المنظومة الأمنية الخبيرة في كل من عمان والقاهرة باعتبارهما “كفيلان” يحوزان ثقة الطرف الإسرائيلي وإن بقيت المجازفات سياسيا وشعبويا في موقعها.
لم يعرف بعد برنامج العمل المكثف والمفصل للقمة الأمنية التي قيل رسميا إن هدفها وقف الإجراءات الأحادية بمعنى “حماية الشعب الفلسطيني” لكن الهدف الأبعد والأعمق لا يقف عند “استعادة التهدئة” بقدر ما سيسعى لمعالجة “مشكلة الأمن الإسرائيلية” خصوصا عشية شهر رمضان المبارك.
في التفصيلات التي أتيحت حتى الآن تسريبات عن تدريب قوة أمنية قوامها 10 آلاف شاب وعنصر فلسطيني ثلثهم سيتم تجنيدهم للمرة الأولى وإعادة ميزانيات مالية كانت موقوفة للمخابرات الفلسطينية.
والتأسيس لخطوة “دبلوماسية” تتبع “التفاهمات الأمنية” مما يبرر وجود المستشار الدبلوماسي للرئيس عباس وطاقم أردني وآخر فلسطيني وإسرائيلي يتبعون جميعا وزارات الخارجية حيث رغبت عمان في أن لا يُضفى على التشاور فقط “طابع أمني”.
وحيث شكوك قيلت للمصريين والأمريكيين بأن المجازفة قد تكون كبيرة بخطة أمنية شاملة “غير شعبية” تحبطها أو تتآمر عليها حكومة اليمين الإسرائيلي مما دفع الأمريكيين لتوفير ضمانات بأن أعينهم ستراقب الإسرائيليين تفصيليا.
القدس العربي