تتواصل حملة التحريض على هدم قرية "الخان الأحمر"، فيما دعا خبير إسرائيلي إلى تصدي تل أبيب لكاقة الضغوط الخارجية التي تحول دون ذلك، من أجل تنفيذ ما يسمى مشروع "القدس الموسعة" الاستيطاني.
وأوضح نداف شرغاي في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان "تجميد مزدوج.. خسارة مزدوجة"، أن إخلاء الحكومة الإسرائيلية لقرية "الخان الأحمر" الفلسطينية، "مجمد من سنوات عديدة، وهو ليس التجميد الوحيد في المنطقة".
وأشار إلى أن "بناء الحي اليهودي الاستيطاني المجاور، في منطقة "E1"، ذاك الذي كان يفترض أن يربط بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس، مجمد منذ سنوات طويلة".
وأضاف: "هكذا تخسر إسرائيل في كل الجوانب، من جهة تجمد الحي الأكثر إجماعا والأكثر استراتيجية في المناطق، ذاك الذي يفترض أن يربط بواسطة 3500 وحدة سكانية استيطانية ومنطقة صناعية القدس بـ"معاليه أدوميم"، وفي الجهة الأخرى، يسمح للفلسطينيين بواسطة البناء "غير القانوني" (بحسب قوانين الاحتلال)، باجتياح هذه المنطقة وعرقلة إمكانية إقامة الحي اليهودي في منطقة "E1".
ونبه الكاتب، إلى أن ما يوقف "مسرحية قرار التجميد" بشأن البناء الاستيطاني في المنطقة المذكورة وطرد سكان "الخان الأحمر" من قبل السلطات الإسرائيلية، هو "الضغط الأمريكي والأوروبي، وإسرائيل مطالبة من العالم ألا تبني في منطقة "معاليه أدوميم"، كي لا تثبت حقائق على الأرض قبل المفاوضات على مستقبل المنطقة، ومن أجل أن لا تعرقل إمكانية إقامة دولة فلسطينية وإتاحة تواصل فلسطيني ضروري لهذا الغرض بين شمال الضفة وجنوبها".
وذكر أن "الحديث يدور عن تنافس بين تواصلين إقليميين: فلسطيني؛ شمال – جنوب، وإسرائيلي؛ غرب – شرق، وفي الواقع القائم ليس لإسرائيل فرصة للانتصار في هذه المناسبة، وفي هذه اللحظة يتغلب الفلسطينيون علينا في الصراع على الأرض؛ ليس بالضربة القاضية بل بالنقاط، كما أنهم يمنعون عنا البناء على طول طريق القدس أريحا، وينجحون أيضا من خلال البناء الخاص بهم، في تقليص عرض الرواق المتبقي للبناء الإسرائيلي (الاستيطاني) على طول هذا الطريق".
ورأى شرغاي، أن على الرئيس بنيامين نتنياهو الذي يتزعم الحكومة اليمينية في "إسرائيل"، أن يعمل على "صد الضغوط الأمريكية في منطقة "القدس الموسعة"، التي لا يوجد إجماع أكبر منها في الطيف السياسي الإسرائيلي"، منوها إلى أن "القدس الموسعة"، لمن نسي، هي اصطلاح أوجده إسحاق رابين (رئيس وزراء إسرائيلي راحل) ورفاقه من حزب "العمل" قبل سنوات عديدة".
وقال: "هذه المنطقة تجمع في داخلها بين الاستيطان والأمن، وهما عنصران مركزيان في المصلحة القومية الإسرائيلية، يساعد الواحد الآخر، ومعا يخلقان عمقا استراتيجيا، في إطار "الحدود الدفاعية"، اصطلاحان منسيان لم ينفد مفعولهما بعد، وهما حاضران اليوم أيضا".
وفي الوقت الذي انضم فيه رئيس حزب "الليكود" نتنياهو إلى أحزاب المعارضة، فإنه "عرف كيف يشير إلى اللباب الاستراتيجي لخطة منطقة "E1" حينما قال: "نحن نريد أن نخلق تواصلا مستمرا في "القدس الموسعة" من الغرب إلى الشرق، والفلسطينيون يريدون خلق تواصل بناء من الشمال إلى الجنوب، أحد ما سيتغلب على الآخر".
وتابع: "هم يسعون لخنق القدس من جهة وفصلها عن "معاليه أدوميم" من جهة أخرى، ونحن ملزمون بالتغلب عليهم، يجب أن نتغلب عليهم ونبني "E1"، وهم لن يستسلموا".. السؤال اليوم بحسب الخبير الإسرائيلي: "هل تنازل نتنياهو؟".
يشار إلى أن تنفيذ مخططات البناء الاستيطاني في منطقة "E1"، سيعمل على خلق تواصل عمرانيّ بين مستوطنة "معاليه أدوميم" وبين القدس المحتلة، وسيزيد من حدة عزل شرق القدس عن سائر أجزاء الضفة الغربية المحتلة، ما يمس بالتواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.