غزة / خاص سما / يتوارث الفلسطينيين هنا في قطاع غزة حرفهم وأعمالهم عن أجدادهم , فالجد المزارع أبنه وحفيده مزارع , وراعي الأغنام أصبح راعياً أيضا .. والنجار نجاراً والحداد حداداً و ... , كل هذه الحرف تأثرت بالحرب والحصار ووضع القطاع العام , وكالة سما تضع في دائرة الضوء مهنة (راعي الأغنام ).. يقول عزام الذي ورٍث مهنة الراعي عن والده منذ كان صغيراً حتي تجوز عمره الأن الخامسة والعشرين عام , " ما دفعني للعمل بهذه المهنة ليس كما يقول البعض أني فاشل في الدراسة فهذا غير صحيح فقد أنهيت الدراسة حتي الثانوية العامة ولكن ظروف أسرتي هي التي دفعتني لترك الدراسة والعمل بدلاً من أبي" . ويتابع عزام " في بداية الأمر كنت أوجه مشاكل مع الأصدقاء وأنا عمل راعي , ولكن كنت أتغلب على ذلك من خلال حبي لعملي , فمهنتي تعني الخروج في الصباح الباكر والناس نيام , وأتوجه بقطيع الأغنام على الخط الشرقي حيث البعد التام عن المدينة وهممها , كنت أمضى وقت كبير من يومي هناك حيث أشعر بالراحة النفسية ". الاحتلال يطلق النار وأوضح عزام أن الاحتلال أصبح يطلق النار علينا بشكل يومي ومستمر حيث لا يفرق بين الحيوان والإنسان , لذا أصبح الأمر خطير بالنسبة لدينا , وأصبحت في حيرة لان الأغنام تحتاج إلي طعام مكلف في ظل وجود حصار وعدم وجود مصدر دخل لدي غير الأغنام فبتالي أصبحت كل الحلول مفتوحة أمامي ولا أعرف ماذا أفعل لان ". وأشار عزام قبل الانتقال للحديث عن تحول رعيه إلي داخل المدينة أن الاحتلال خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة جرف جزء كبير من الأراضي التي كانوا يعتمدون عليها في عملية الرعي , وهذا كان يدفعنا الي البحث عن أمكان جديدة على الحدود الشرقية وللأسف كلها مجرفه . ويبين عزام أنه كمثله من عشرات الرعاة الذين اضطروا إلى رعي أغنامهم داخل الأحياء السكنية من خلال المساحات الصغيرة المزروعة الواقعة بين المنازل والمؤسسات قائلاً " أنا غير راضٍ عن رعي الأغنام داخل الأراضي المزروعة بالمدينة لأني قد تعودت منذ الصغر على الرعي في الخلاء وبين الأراضي المفتوحة بعيد عن أنظار الناس الذين ينظرون إلينا نظرة متدنية على اعتبار أنهم وصلوا القمر ... ( هنا أبتسم عزام ) . وتابع عزام " الرعي في المدينة يزيد عليا التعب لأنني أعاني من الأطفال الذين يلحقون الأغنام وهذا يعنى تفرق القطيع لذا أطر أن أحضر الحمار معي , للسيطرة على عشرات الخراف والأغنام التي تجول في مختلف ميادين ومنعطفات الأحياء السكنية وحول مكبات النفايات فيه. المواسم على الباب وأكد عزام إن وصوله إلى هذه المنطقة السكنية وبعدها عن منطقة إقامته يضاعف المعاناة والتعب , إلي جانب فقدان بعض الأغنام لاصطدامها بالمركبات والسيارات , مضيفاً أنه بالعادة يتسبب في التشويش على حركة المرور في المناطق السكنية والشوارع الرئيسة، علاوة على إثارة الأتربة والغبار, ولكن لا خيار أمامها. وأشار عزام أنه نتيجة عدم توافر الأعشاب بالمدينة أنه يضطر إلى زيادة ساعات الرعي للتغلب على نقصها الحاد , مشيراً أن الأغنام هي مصدر رزقه وهو وعائلته , حيث يبيع اللبن والحليب للناس ولكن هذا الأيام هي أيام مواسم عيد الأضحى وبالتالي هذا موسم رزقنا حيث نبيع ما أنتجته الأغنام طول العام . وتمني عزام أن يأتي حلول شتوي غزير لإحياء الأراضي التي جرفها الاحتلال والتي كان يعتمد عليها برعي ونمو النباتات والأعشاب فيها حتى يستغنوا عن دخول المناطق الخطرة على الحدود مع إسرائيل . من :سلطان ناصر