كشفت القناة "12" العبرية، اليوم السبت، عن صدور تحذيرات جديدة بشأن ظهور تهديدات أمنية من نوع جديد غير تقليدية، لجيش الاحتلال، في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال تحديات أمنية وعسكرية في الجبهات المحيطة به.
وبحسب القناة العبرية، فإن هذه التحديات لا تتعلق بأسلحة القوى المعادية، ولكن بشأن تغير المناخ، مما يستدعي من جيش الاحتلال التهيؤ مسبقا لاختلافات مفاجئة في ظروف الطقس عندما ترتفع درجات الحرارة، ويرتفع منسوب المياه.
وقال نير دفوري المراسل العسكري لـ"القناة 12"، إن "ارتباط المناخ والطقس بالأمن والعسكر قضية معقدة للغاية، مما يستدعي وجود علماء في هذه المجالات داخل الاستخبارات والجيش الإسرائيلي، لأن هذه المسائل لا تقتصر نتائجها على التخطيط الحضري والفيضانات فحسب، بل لها آثار واسعة على المنطقة، بما فيها الوضع الجيو-سياسي أيضا، ولأن منطقة الشرق الأوسط شديدة الضعف، كما يتضح من الجفاف في سوريا بين 2006 و2010، مما ساهم بدوره بتسريع اندلاع الاحتجاجات الداخلية، وفق تقدير شيرا إيفرون، المستشارة المعينة من وزارة الحرب للتعامل مع أزمة المناخ".
وأضاف أن "جميع التحليلات الاستخباراتية الإسرائيلية باتت تبحث تأثيرات المناخ والطقس على مسرح الحرب؛ مما يجعل الانشغال بالساحات القتالية وبناء قوة استخباراتية مستمدة من التغييرات المناخية، حتى إنه عندما ترتفع درجات الحرارة، ويصبح البحر حمضيًا، تتحقق التوقعات بشكل أسرع من المتوقع، وهذا أحد أوجه تأثيرات أزمة المناخ على منظومة الأمن، ومن ثم لا يوجد شيء يتعلق بالقوات الأمنية لا تمسه هذه الأزمة: الجنود، الأسلحة، القواعد، والأعداء المحيطون. وفي الأيام التي تتجه فيها الأنظار الإسرائيلية لإيران ومصر والأردن والعراق، فهذه بلدان متفجرة بسبب التغيرات المناخية".
وشرح قائلا؛ إنه "سيكون هناك 250 مليون لاجئ بسبب المناخ في المنطقة المحيطة بإسرائيل بحلول 2050، مما يطرح تساؤلات إسرائيلية عن مدى استعداد منظومتها الأمنية لمثل هذه الأحداث، مع أنه من الصواب التعامل مع هذه التهديدات؛ لأن زيادة الحرارة بـ4 درجات فقط تعني الكثير من التبعات: تقليل الموارد المائية، والجفاف، والعواصف الرملية والترابية، ونقص المياه، والاعتماد على الواردات الغذائية، ولعل الوضع في غزة يثبت ذلك؛ فالفيضانات وموجات الحر وانهيار البنية التحتية، كلها ستؤدي لكوارث إنسانية، وستؤثر على إسرائيل على الفور".
وكشف أن "جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال- أمان، بالتعاون مع هيئة الصناعات العسكرية- رافائيل، يحاول الاستعداد لما هو غير متوقع من تهديدات المستقبل، وبدأ التحقيق في تبعات تغير المناخ، باعتبار ذلك جزءا من التخطيط في المنظومة الأمنية منذ عام في معهد غازيت للأبحاث، تشمل إجراء دراسات غير تقليدية في مجالات المجتمع والاقتصاد، والعلاقات الدولية، وعلم النفس، والمناخ، والذكاء الاستراتيجي، لفهم الوضع المحيط بإسرائيل".
وأشار إلى أن "الاستخبارات الإسرائيلية أنشأت عبر هذا المعهد منصة واسعة للتعاون البحثي، وأرضا خصبة للأفكار الجديدة التي من شأنها توسيع حدود العمل الاستخباري، وعلى مدار العام الماضي أجرى المعهد عددا من الدراسات في مختلف المجالات، وتم استخدام استنتاجاتهم من قبل المؤسسة العسكرية؛ لمحاولة فهم العلاقة بين تغير المناخ والطقس وظهور فيروس كورونا والتطورات العسكرية والأمنية على الأرض".
دورون ليفين مستشار أزمة المناخ بوزارة الحرب، أكد أن "العالم المحيط بإسرائيل في أزمة، فكل شيء يحدث بشكل أسرع، ولا يمكن تجنب الوضع القادم، بما في ذلك الآثار الواسعة النطاق لأزمة المناخ على ساحة المعركة الحالية والمستقبلية؛ لأننا بحاجة لضمان أن الطائرات قد تقلع عندما تصل درجة حرارة الإسفلت إلى 70-80، وكذلك على وسيلة حرب فعالة كالدبابة، والمحصلة النهائية أن ارتفاع درجة الحرارة سيؤثر على البنية التحتية والأسلحة، وهذا تهديد حقيقي على إسرائيل يجب معالجته قبل حدوثه، مما يستدعي توفير متطلبات على الصناعات العسكرية، كإنشاء أرصفة تتحمل ارتفاع مستوى سطح البحر".
وبجانب المخاطر الإسرائيلية من أزمات المناخ، يبحث الاحتلال عما يعتبرها فرصا أيضا مثل توقيع اتفاقية المياه والكهرباء في شرم الشيخ، وتعميق التعاون الاستخباراتي الإسرائيلي العربي في مجالات الفضاء، بما يخدم عمليات جيش الاحتلال الذي يبدي انشغالا لافتا بشكل متزايد بالتحضير لأزمة المناخ، وكيف ينبغي أن يبني نفسه بحيث لا تفاجئه هذه الظواهر المتطرفة في حالات الطوارئ، استخلاصا من حرب عاصفة الصحراء الأمريكية في العراق 1991، حين واجه المارينز عواصف ترابية منعتهم من إطلاق الطائرات.
عربي 21