إسرائيل اليوم - بقلم: نداف شرغاي منذ الأيام القريبة القادمة سيتعين على نتنياهو وقيادته الجديدة– القديمة أن تعالج “الخطوط الحمراء” للأردن، كما صاغها الملك عبد الله أول أمس بكل غموض. دون أن يقول هذا صراحة، تحدث عبد الله عن الحرم بل وهدد. عملياً، الأردن والسلطة الفلسطينية يطلبان من الولايات المتحدة أن تفرض على إسرائيل وقف صلاة اليهود في الجانب الشرقي من الحرم. تتم الصلوات هناك تحت رقابة وإذن الشرطة منذ خمس سنوات. كما أن عبد الله وأبو مازن أطلقا معاً مشروع تمويل للحضور الإسلامي في الحرم، وفي إطاره يبقى هناك كل يوم ألف مسلم من حفظة القرآن.
والآن، بعد أن أطلق الملك كلمته، يتعين عليه أيضاً أن يسمع منا بأن لإسرائيل خطوطاً حمراء في الحرم:
أولًا، إن الوضع الراهن (الستاتوس كو) لم يعد مقدساً. المسلمون هم الذين قلبوه رأساً على عقب في يوبيل السنوات الأخيرة، فأقاموا في الحرم أربعة مساجد أخرى، وأغلقوا اثنين من أبوابه في وجه اليهود، وغير ذلك.
ثانياً، يجب ألا يكون هناك قيد على زيارات اليهود للحرم، وأن تستمر صلواتنا الصامتة. إذا كان الملك مصراً على إعادة الوضع الراهن القديم إلى سابق عهده ووقف صلوات اليهود هناك، فعلى إسرائيل أن تصر على عودة الوضع الراهن القديم إلى سابق عهده أيضاً في كل ما يتعلق بالمسجد المرواني والأقصى القديم – وهما تغييران أساسيان للنظام في الحرم. مسجدان لم يكونا هناك في 1967. والحل الوسط النزيه هو أن هذه وتلك يبقيان هناك.
إسرائيل ملزمة أيضاً بحساب نفس داخلي، في كل ما يتعلق بسلوكها تجاه الأردن في موضوع الحرم. فقد حصل الأردن منا على هدايا سخية أكثر مما ينبغي: مُنح الأردنيون حق فيتو على تبديل جسر المغاربة المتهالك بجسر دائم. تسلموا ترميم ومعالجة الحائط الشرقي والحائط الجنوبي بعد أن برزت فيهما شقوق.
وقت الوقوف عند رأينا
ترقص إسرائيل حسب المزمار الأردني، بما في ذلك حيال الفيتو على إخلاء القمامة ومخلفات البناء الحبيسة من خلف صفائح وملصقات على الحائط الغربي الصغير، بل إن إسرائيل استجابت لطلب أردني بتأجيل بحث الكنيست في مسألة السيادة الإسرائيلية على الحرم، بل وسمحت بتدخل أردني في اعتبارات عملياتية لقوات الأمن داخل الحرم في أيام التوتر والشغب هناك.
كل هذا جلبناه نحن على أنفسنا، انطلاقاً من الافتراض بأن هذا سيساهم في شبكة علاقاتنا وتفاهماتنا مع الأردن في المجال الأمني، الاستخباري والاقتصادي. والآن، حان الوقت للوقوف عند رأينا والإصرار على استمرار الصلوات في الحرم.
إذا كان الوزير بارليف، ورئيسا الوزراء لبيد وبينيت، أدركوا بأن الدولاب لا يعاد إلى الوراء، فالأحرى أن يفهم نتنياهو وهنغبي وبن غفير ذلك. هذه هي الرسالة التي يجب أن تنقل إلى الأردن، في قنوات علنية أو سرية، بالنسبة لحقوق اليهود في المكان الأكثر قدسية للشعب اليهودي.