تل أبيب تستعين بسفير سابق في واشنطن سعيا لـ"صفقة" مع السعودية

الجمعة 30 ديسمبر 2022 03:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
 تل أبيب تستعين بسفير سابق في واشنطن سعيا لـ"صفقة" مع السعودية



القدس المحتلة/سما/

تنوي تل أبيب تكليف سفيرها السابق في واشنطن رون ديرمر، ليشرف على التنسيق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والبيت الأبيض، سعيا لتوسيع "اتفاقية إبراهيم" لتشمل التطبيع مع السعودية.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن ديرمر سيشغل أيضا مقعدا في مجلس الوزراء الأمني ​​الأعلى.

ولفت تقرير القناة إلى أن تل أبيب وواشنطن تعملان معا للتوصل إلى صفقة مع السعودية تتضمن مبيعات أسلحة أمريكية إلى الرياض، وذلك بنفس الطريقة التي دعمت بها مبيعات الطائرات المقاتلة اتفاق تطبيع إسرائيل مع الإمارات.

وذكرت القناة أن السعودية ستطالب إسرائيل بالتخلي عن أي خطط لضم الأراضي في الضفة الغربية، الأمر الذي رفضه نتنياهو في الصفقة مع الإمارات، وبأن تتعهد بالتزامات بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي مع بعض الإجراءات للتسهيل على الفلسطينيين.

التطبيع أولوية

حمل خطوة تعيين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للسفير السابق لدى الولايات المتحدة في عهد ولاية دونالد ترامب، رون ديرمر، حقيقة توجهات نتنياهو في سياسته الخارجية من جهة، واقتناعه بأن إدارة بايدن لن تتجاوز ما هو أبعد من التحذير البلاغي في كل ما يتعلق بالموضوع الفلسطيني من جهة أخرى. 

فاختيار ديرمر من قبل نتنياهو على رأس وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي أعاد تشكيلها أمس من جديد، يوجه مسار نتنياهو الدبلوماسي أمام العالم، وتحديداً أمام دول الخليج، والأهمية التي يوليها نتنياهو لاستمرار مسار "اتفاقيات إبراهيم"، مع محاولة جر العربية السعودية إلى اتفاقيات التطبيع دون أي مقابل، باستثناء تعهدات دبلوماسية بعدم إعلان الضم الرسمي للضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. 

وتأتي هذه الخطوة في ظل النزاعات الداخلية والرواسب المتبادلة بين نتنياهو وقادة حزب الليكود، إذ فضل نتنياهو جلب ديرمر للحكومة في وزارة الشؤون الاستراتيجية، حيث ينتظر أن تدير هذه الوزارة تحت قيادته الملفات الثلاثة التي يعتبرها نتنياهو أساس سياسته الخارجية، وهي الملف الإيراني، وملف استكمال اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج ودول عربية أخرى (خصوصاً وأن ديرمر يملك علاقات وطيدة مع مسؤولين كبار في هذه الدول)، وأخيراً اعتماده في الاتصالات القادمة مع الولايات المتحدة، لاسيما وأن نتنياهو يتفق مع ديرمر في كل ما يتعلق برؤية العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، من خلال الاستعانة بعلاقاته في الولايات المتحدة ومع أوساط الحزب الجمهوري الأميركي. 


وتعكس تهنئة الرئيس بايدن لنتنياهو، أمس الخميس، مع تنصيب حكومته، القناعة الراسخة لدى نتنياهو، خصوصاً في ظل الحرب الأوكرانية والتحولات في أولويات الولايات المتحدة في المنطقة، أنه بحاجة لشخص "يفهم" السياسة الأميركية الداخلية، تحديداً بنفس منظور نتنياهو، دون أي شعور "بالدونية" أو واجب القبول بكل إملاء أميركي، سواء على صعيد الاستيطان، أو الملف الإيراني. 

في هذا السياق، يعتبر تعيين ديرمر مؤشراً حقيقياً بأن نتنياهو لن يتردد في حكومته السادسة من تكرار المواجهة مع إدارة بايدن، على غرار ما فعله مع إدارة أوباما، بالرغم من إشارة بايدن، كما نتنياهو في أكثر من مناسبة، إلى العلاقات بينهما.

وإذا كان بايدن سيكون المحرك لسياسات نتنياهو في ملف إيران والخليج، فإن الرئيس الإسرائيلي الحالي، يتسحاق هرتسوغ، سيكون بمثابة "الوسيط" الذي سيعمل بدون كلل لحل الأزمات المستقبلية مع إدارة بايدن، والترويج لحكومة نتنياهو في العالم، وبشكل خاص مع كل من مصر والأردن، بهدف امتصاص غضب هاتين الدولتين من السياسات المرتقبة لنتنياهو، تماماً مثلما فعل في تسوية العلاقات مع تركيا وإعادتها إلى سابق عهدها.