اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، الصحفي يسرائيل بيري بتهمة التحريض، لأنه وصف فلسطينيا في تغريدة على "تويتر" بالبطل.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت فان الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الصحفي الإسرائيلي الحريدي "يسرائيل فراي" للاشتباه في نشره شيئا يشيد بنشاط فلسطيني مسلح، إحدى الشكاوي ضده كانت قد رفعت بعد تغريدة له قبل ثلاثة أشهر، أثنى فيها على فلسطيني اعتقل في يافا بعبوة وسلاح واصفا إياه بـ "البطل".
ووفقا للمصادر فإن بيري ينتمي الى "الحرديم" لكنه يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وكان بشكل دائم يفضح جرائم الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرض في أحيان كثيرة للاعتداء عليه من قبل نشطاء اليمين أو جنود الاحتلال لأنه اعتاد توثيق جرائم المستوطنين وجنود الاحتلال.
وبعد نشره التغريدة، فصلته إدارة تلفزيون "الديمقراطية" الذي يعمل به، وقدم نشطاء اليمين شكاوى ضده في الشرطة حيث تم اعتقاله اليوم.
وقالت الشرطة إن مكتب المدعي العام وافق على فتح تحقيق ضد فراي الشهر الماضي، لكن بعد أن رفض المثول للتحقيق، أصدرت المحكمة مذكرة توقيف بحقه، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقال أحد أصدقاء فراي إن رجلا عرّف نفسه على أنه مصدر اتصل به هذا الصباح وطلب مقابلته في منتزه تل أبيب "ليقدم له قصة". وأضاف أن فراي اشتبه في أن الحديث يدور عن الشرطة، لكنه ذهب لمقابلة الرجل رغم ذلك، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن أصدقاؤه من الاتصال به. ورفضت الشرطة الإسرائيلية التعليق على هذه المزاعم.
يخضع فراي حاليا للتحقيق من قبل الشرطة في تل أبيب في أعقاب الشكاوى المقدمة ضده بسبب تغريدات نشرها على "تويتر".
ونُشرت إحدى التغريدات في سبتمبر/أيلول الماضي، عندما أشاد فراي بالفلسطيني الذي قبض عليه ضباط دورية في ساحة الساعة في يافا (قرب تل أبيب/وسط) وبحوزته عبوة ناسفة وسلاح، واعترف بأنه كان ينوي تنفيذ هجوم في تل أبيب.
ووقتها غرد فراي بقوله: "انظروا إلى هذا البطل، لقد قطع الطريق من نابلس (بالضفة الغربية) إلى تل أبيب، وعلى الرغم من أن جميع الإسرائيليين من حوله يشاركون بطريقة ما في قمع وسحق وقتل شعبه، إلا أنه مع ذلك كان يبحث عن أهداف مشروعة ويتجنب إيذاء الأبرياء، في عالم سليم كان ليحصل على ميدالية" .
حظيت تغريدة فراي آنذاك بـ 188 مشاركة إلى جانب العديد من ردود الفعل الغاضبة. فراي صحفي ينتمي- للمفارقة- إلى قطاع الحريديم (اليهود المتشددين)عمل حتى وقت قريب في قناة "ديمقراط" التلفزيونية حتى فصله منها، بحسب قوله على خلفية تلك التغريدة. اشتهر فراي، من بين أمور أخرى، خلال جائحة كورونا، عندما فضح انتهاكات التدابير الاحترازية في أوساط الحريديم.
وبحسب الشرطة، فإن التحقيق معه حاليا يتطرق أيضا إلى رد نشره على تغريدة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كتب فيها أن حادثة إطلاق نار نفذها فلسطيني آنذاك عند حاجز شعفاط العسكري بالقدس وقتلت فيها المجندة نوعا لازار "لا تشكل هجوما إرهابيا لأنها استهدفت قوات الأمن".
بعد استدعائه للاستجواب الشهر الماضي، قال فراي: "الحكومة الجديدة هنا. إنها عنيفة وفاشية وتبيح دماء المعارضين السياسيين، وتريد الآن إخافتي. بلدنا العزيز ينتقل إلى سيطرة قوى مناهضة للديمقراطية، وزير الشرطة قومي صريح. وليس لدي نية لأن أطأطئ رأسي".
ومن المقرر أن يعلن رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو بعد غد الخميس عن تشكيل حكومته والتصويت عليها في الكنيست لتؤدي اليمين الدستورية في اليوم نفسه.
ويضم ائتلاف نتنياهو أحزابا من أقصى اليمين الإسرائيلي ويثير تخوفات في الداخل والخارج فيما وُصف بأنها تخوفات تتعلق بتغيير نمط الحياة العلماني في معظمه داخل المجتمع الإسرائيلي واضطهاد المثليين، وكبح الحريات، وتوسيع الاستيطان وتشديد الخناق على الفلسطينيين.