هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحماية قوات معززة من الشرطة، صباح اليوم الإثنين، مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، جنوبي البلاد، للمرة الـ211 على التوالي، منذ هدمها أول مرة يوم 27 تموز/ يوليو 2010، على الرغم من أجواء البرد القارس.
وطالت عمليات الهدم في مقبرة العراقيب مبنى قديما وصودرت سيارات وأغراض تعود لأهالي العراقيب.
وهدمت السلطات مساكن العراقيب للمرة 210، يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وهذه المرة الـ15 التي تهدم فيها السلطات العراقيب، على التوالي منذ مطلع العام 2022، بعد أن هدمتها 14 مرة في العام الماضي 2021.
هذه المرة الـ15 في العام 2022 التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية قرية العراقيب، التي سلبتها السلطات الإسرائيلية الاعتراف، وتعمل على اقتلاعها وتهجير سكانها. pic.twitter.com/jYs8rEVsMF
— وكالة سما الإخبارية - Sama News (@SamaNewsAgency1) December 25, 2022
هدم ومصادرة ممتلكات في العراقيب: مصادره سيارات ومستلزمات للبيوت pic.twitter.com/8kYBNGQKAw
— وكالة سما الإخبارية - Sama News (@SamaNewsAgency1) December 25, 2022
وقال ابن العراقيب، عزيز صياح الطوري، إن "ما يحدث جريمة بحق أهالينا في العراقيب، إذ اقتحمت السلطات الإسرائيلية والشرطة والقوات الخاصة التابعة لها والمدججة بالسلاح، وأحضرت شاحنات لنقدم الأغراض والممتلكات بعد أن هدمت خيام الأهالي وصادرت الممتلكات والمستلزمات المعيشية الأساسية".
وأضاف أن "السلطات صادرت كل ما طالته أيديها، بما فيها البطانيات واللحف. وشردت 22 عائلة تضم 86 نفرا في العراء على الرغم من البرد القارس".
وقال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب، أحمد خليل أبو مديغم، إن "عناصر من وحدة ‘يوآف’ الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، اقتحمت قريتنا العراقيب، وشنت حربا بكل معنى الكلمة على الأهالي حيث هدمت المساكن وصادرت المستلزمات المعيشية التابعة للسكان".
وأكد أن "هذه الاعتداءات وعمليات الهدم المتكررة لن تثنينا عن التمسك بحقنا. هذه أرضنا ونحن متشبثون بها".
ويعيد الأهالي في العراقيب نصب خيامهم من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من البرد القارس في الشتاء والحر الشديد في الصيف، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
ويؤكد أهالي العراقيب أن ممارسات السلطات الإسرائيلية واستمرارها بهدم مساكن أهالي القرية، "لن تثنينا عن البقاء والصمود على أرض الآباء والأجداد"، ودعوا الجماهير العربية وكافة الأحرار إلى "التحرك لإسناد العراقيب والوقوف إلى جانب أهلها أمام مخططات الاقتلاع والتهجير".
هدم واستفزازات متواصلة منذ العام 2010
يشكو أهالي العراقيب من أن وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، وما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" تواصل اقتحام القرية واستطلاع أوضاعها بصورة استفزازية ثم تهدم مساكنها المتواضعة وتشرد الأطفال والنساء والمسنين.
وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم قرية العراقيب منذ العام 2010 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
وتلاحق السلطات أهالي العراقيب بعدة أساليب وطرق بينها حبس الشيخ صياح الطوري وعدد من أولاده وأحفاده، بالإضافة إلى الناشط سليم الطوري وآخرين، بعدة تهم بذريعة البناء دون ترخيص وادعاء "الاستيلاء على أراضي الدولة". وفرضت السلطات غرامات باهظة على أهالي العراقيب وتواصل سياسات وممارسات التضييق والملاحقات والاعتقالات.
وترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بحق ملكيتهم للأرض وتضيّق عليهم بهدف دفعهم إلى الهجرة القسرية من خلال هدم القرية، وكذلك تجريف المحاصيل الزراعية ومنعهم من المراعي وتربية المواشي، واقترحت "تسوية" عليهم سابقا تقضي بتخصيص قسيمة أرض بمساحة نصف دونم لكل عائلة، ودفع 2500 شيكل تعويضا مقابل الدونم الواحد.
وتبقى في قرية العراقيب 22 عائلة، عدد أفرادها نحو 86 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، وتمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونما من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
وبالإضافة إلى العراقيب، تقارع القرى العربية مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، مخططات الاقتلاع والتهجير المفروضة عليها بشكل يومي. ويدرك العرب الفلسطينيون في النقب أن الهدف من التضييق عليهم وملاحقتهم تحت غطاء القضاء الإسرائيلي بحجة "البناء غير المرخص" هو الإجهاز على دعاوى الملكية أراضيهم والسيطرة على الوجود العربي في النقب.
300 ألف عربي فلسطيني في النقب يعانون التمييز
ويعيش نحو 300 ألف عربي فلسطيني في منطقة النقب، يعانون التمييز الصارخ في حقوقهم الأساسية في مجالات السكن والتربية والتعليم والأجور والتوظيف وغيرها.
وتشهد القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب، كارثة إنسانية بكل ما تعني الكلمة، إذ تُحرم هذه البلدات من أبسط مقومات الحياة بفعل سياسات وممارسات الظلم والإجحاف والتقصير من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق السكان هناك لا لشيء إلا لأنهم عرب أصروا على التمسك بأرضهم رافضين مخططات الاقتلاع والتهجير عن أرض النقب.
ويُعد المجتمع العربي في النقب، اليوم، أكثر من ثلث سكان المنطقة في حين أن المجتمع اليهودي في المنطقة ازداد بشكل كبير في أعقاب تنفيذ مخططات تهويد النقب.
وحسب تقديرات مركز الإحصاء الإسرائيلي فإن 28% من العرب في النقب يسكنون في قرى مسلوبة الاعتراف إسرائيليا، لغاية اليوم. وعلى الرغم ذلك، فإنه بين 144 بلدة قائمة في النقب، دون المزارع الفردية (اليهودية في معظمها) توجد 18 قرية عربية أي نسبة %15 من البلدات في النقب فقط.
ويظهر الفصل في السكن بشكل شبه تام بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، إضافة للتمييز في السكن في مسح أوضاع السكن في القرى العربية بكل أشكالها والبلدات والتجمعات اليهودية في النقب.
يشار إلى أن بلدات عربية شهدت تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في الناصرة وعين ماهل ويافا وشفاعمرو وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وغيرها.
عرب48