أوردت صحيفة عبرية شهادات صادمة تكشف حجم الانتهاكات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تعاملها مع المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948.
المواطن الفلسطيني موسى أبو مريمي (37 عاما)، هو أحد سكان قرية "بئر هداج" البدوية في النقب المحتل، عاد لبيته الأربعاء الماضي برفقة طفلته البالغة عامين، وهي تعاني من ضمور العضلات، بعد أن أخذها من روضة للأطفال خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وعندما اقترب من البيت أوقفه جنود ملثمون من وحدة ما يسمى بـ"حرس حدود" التابعة لجيش الاحتلال، وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس".
سلوك انتقامي
أبو مريمي، بدأ يرتجف وهو يصف ما فعله الجنود؛ معه ومع طفلته، حيث "رموه على الأرض وكبلوه وجثموا على صدره وضربوه بصورة قاسية لساعة، وكل هذا، في الوقت الذي كانت فيه ابنته تجلس وحدها في السيارة وتشاهد ما يحدث وهي تبكي وتصرخ".
وأكدت الصحيفة، أنه "لم يكن هذا الحادث هو الوحيد في نفس اليوم، الذي اعتقل فيه "حرس الحدود" سائقين، حيث تم احتجازهم بدون سبب والاعتداء عليهم بعنف"، منوهة إلى أن "المعتدى عليهم من قبل دورية الجيش يخافون من التحدث عما جرى معهم".
وتحدث بالتفصيل أبو مريمي، عما حدث معه من انتهاك صادم، حيث حاصرت 4 جيبات عسكرية سيارته، وقاموا بسحب السلاح وتصويبه نحوه، وإنزاله من السيارة، وخاطبهم أبو مريمي: "طفلتي في السيارة ولا أريد أن تخاف، لكن هذا لم يهمهم، وأحدهم أمسك بعنقي في الوقت الذي كنت ما زلت أضع فيه حزام الأمان داخل السيارة وآخر بدأ بلكمي".
منوها إلى أن "أحد الجنود قفز فوق الطفلة من الناحية الأخرى، والطفلة تصرخ، أنزلوني من السيارة وقاموا برميي على الشارع وهم يصرخون علي ويشتمونني وضربوني وقاموا بتقييدي، وألقوا بي على الأرض على وجهي، وكان هناك نزيف في العين وكدمات في الجسم".
وقالت الصحيفة: "قاموا برميه على جانب الشارع من قبل ملثمين، أحدهم جلس فوقه وركبته على صدره، وبين حين وآخر قام بلكمه وركله"، منوها إلى أن "الطفلة طوال الوقت كانت في السيارة".
وأفاد أبو مريمي، أن جنود "وحدة المستعربين" التابعة لـ"حرس الحدود" احتجزته بلا سبب نحو ساعة ومن ثم تم إطلاق سراحه، منوها أن طفلته في اليوم التالي على الحادثة، "رفضت الذهاب إلى الروضة، ولم ترغب في ركوب السيارة أو الكرسي المتحرك، وكانت تبكي بحرقة".
ولفت الفلسطيني المقيم في الداخل المحتل، إلى أن "عناصر الشرطة في الأشهر الأخيرة، تأتي إلى بئر الهداج وهم ببساطة يضربون من يريدون وهم مقنعون".
ركل بقوة
وذكرت "هآرتس"، أن أبو مريمي، شاهد قبل وقت قصير من الاعتداء عليه من قبل شرطة الاحتلال، أحد سكان القرية محتجزا داخل سيارة عسكرية إسرائيلية وقد ظهرت عليه كدمات، وكان هذا الشخص هو كريم أبو جليدان مع شقيقه، بعد مهاجمتهما من قبل قوة إسرائيلية.
وقال أبو جليدان (29 سنة): "كنا نتجول في المنطقة، وفجأة شاهدت سيارة فيها أربعة ملثمين، سمعت عنهم في السابق، هم بلا سبب يقومون بضربك ويحطمون سيارتك، لقد رفع أحدهم المسدس نحوي، وطلب مني التوقف والنزول من السيارة، أنا وأخي نزلنا بسرعة، قاموا بضرب أخي وركله وطرحي على الأرض".
ونوهت الصحيفة، إلى أن كل هذه الانتهاكات تحدث علنا وأن قرية "بئر الهداج" معترف بها، وجزء من البيوت تقع على أطراف القرية القريبة من منطقة تدريب عسكري، ومؤخرا اعتاد شباب القرية على التنزه في منطقة التدريب القريبة، التي لا يستخدمونها للتدريب بالذخيرة الحية على الأقل منذ إقامة القرية في 1993، لكن أحداث الأشهر الأخيرة أوقفت هذه الهواية لكثيرين منهم وحتى الخروج إلى المرعى.
وأكد سكان "بئر الهداج"، أن ما يجري مؤخرا من اعتداءات من قبل سلطات الاحتلال بحق السكان هي "أحداث غير استثنائية"، مؤكدين أن "قوات المستعربين تعودوا على اعتقال سائقين أبرياء من أبناء القرية والتنكيل بهم، لكن معظمهم يختار عدم تقديم شكوى".
ونوهت الصحيفة، أن سكان القرية بعد تفشي هذه الظاهرة في الأشهر الأخيرة، تجنبوا السفر غير الضروري في محيط القرية، بالأساس في منطقة التدريب القريبة منها، وأيضا في شارع 222، موضحة أن وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في الجنوب، تعمل في المنطقة بشكل متزايد منذ نصف سنة.
ونبه سكان تحدثوا مع "هآرتس"، أنه "في كل لحظة يمكن للمستعربين قطع طريقهم"، وقال أحد سكان المنطقة: "إذا عرفوا أنك عربي، يشيرون لك بالتوقف ويعتدون عليك، هم لا يسمحون لك بالتحدث، يتقدمون منك ويشرعون في ضربك".
وأفادت الصحيفة، أن "ثمانية أشخاص يرتدون الزي العسكري الشهر الماضي، قاموا بمهاجمة أفراد عائلة "ألواج"، أثناء سفرهم في سيارتهم قرب القرية، بعد ذلك اعتدوا عليهم بشكل عنيف وقاموا بتخريب السيارة والأغراض التي كانت فيها".