أثار عرض حركة حماس خلال مهرجان شعبي في غزة بندقية "تابور" خاصة بالضابط الأسير هدار غولدن، ردود فعل متباينة، بسبب الخطوة الجديدة من الحركة التي تطالب الاحتلال بأثمان موازية لما دفعه في صفقة التبادل السابقة في 2011.
عيناف حلاوي مراسل صحيفة "يديعوت أحرنوت"، نقل عن "الأوساط الإسرائيلية المطلعة على هذا الملف الحساس أن الكشف عن سلاح غولدن، يستند إلى حرب نفسية تشنها حماس على إسرائيل، ومحاولة ابتزاز عشية تشكيل الحكومة الجديدة، التي لن تكون مستعدة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين، وهذا هو الجدل الرئيسي مع الحركة".
وأضاف أن "يارون بلوم المسؤول السابق عن ملف الأسرى الإسرائيليين بادر باقتراح لإنجاز المفاوضات، لكن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية رفضوا قبوله مع اقتراب موعد الانتخابات، وقد جرت المحادثات التي توسطت فيها مصر وأطراف أخرى، على افتراض أن هناك مصلحة لحماس الآن لإنهاء هذه القضية من أجل تحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة بشكل أساسي وطويل الأمد، لكنها انتهت في النهاية بلا شيء".
ألكسندرا لوكاش مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلت عن آيليت شقيقة غولدين بعد الكشف عن بندقيته أن "تصرف الحكومة يشكل وصمة عار، والدولة لا تقاتل من أجل إعادة جنودها، ولا أعرف إن كان بالإمكان تخيل ما يحدث للآباء الذين يتلقون الصور من متعلقات ابنهم في وسائل الإعلام".
وتابعت: "لقد انهار كل شيء، النظام أصبح أعمى، لم يعد موجودا، والقناعة السائدة لدى عائلات الجنود الأسرى أن كل أم يهودية تعرف أنه لا أحد يقاتل من أجل الجنود، المجتمع الإسرائيلي الذي أرسل مرارا وتكرارًا أفضل أبنائه للدفاع عن الفكرة الصهيونية، يرى العار الذي يحدث على رأس الحكومة الإسرائيلية".
وأضافت في مقابلة أن "وسائل الإعلام تناشد السياسيين الإسرائيليين، وتسألهم عن رافعة الضغط التي تستخدمها ضد حماس، ماذا فعلوا لاستعادة جنود غولاني وغفعاتي في غزة، في حين أن مئات الشاحنات تصل معبر إيريز كل يوم، تجلب الخرسانة لحماس كي تستخدمها لبناء الأنفاق، أطلب من الإسرائيليين أن يدافعوا عن القيمة الصهيونية، لأن البلد تنهار، ما نخوضه ليست حربا لنا نحن عائلات الجنود الأسرى فحسب، بل من أجل الجميع، وإنني ألوم نتنياهو وغانتس على عدم قتالهم لإعادة الجنود".
موقع ويللا الإخباري نقل عن تسور شقيق غولدين أن "الدولة تخلت عن إعادة الأسرى، مطالبا بتغيير المعادلة، وجباية ثمن من حماس لإعادة الجثث والمفقودين، أما يارون بلوم منسق الملف السابق فقد فعل كل شيء لحجب المعلومات عن العائلات، والغريب أنه حتى بعد نشر حماس لبندقية هدار لم يتحدث إلينا أحد حتى الآن، ولم يكلفوا أنفسهم عناء إطلاعنا على آخر المستجدات، مما يعكس موقف ومعاملة عائلات الأسرى في إسرائيل".
وأضاف أنه "لم يعد واضحًا من هو عدو الدولة، عائلات الجنود الأسرى أو حماس التي تأسر جنديًا قاتل على الجبهة، نحن في واقع لا يوجد فيه تنسيق لملف الأسرى، وحماس هي من تحدد الأثمان، هي من تحدد اللغة، ونحن نلعب في يديها، حماس تخلق معادلتين: إما أن ندفع ثمناً باهظاً ونحرر أسراها، أو نحذف القيمة العليا للدولة، حيث تختفي ويتم تدمير مجتمعنا، وهذا ضمان متبادل".
وأوضح أن "هناك قيمة عليا دأب عليها الجيش منذ تأسيسه، وهي أنك لا تترك جنديًا وراءك، أما إذا أرادت الدولة استبدال هذه القيمة، فحينها تترك جنودها في الأسر، لأن الواقع اليوم أن الدولة تخلت عن إعادة الأسرى".
وتابع: "ومنذ أسر أخي، تم استلام البيانات من جهاز الأمن، وإطلاق سراح أكثر من 700 أسير فلسطيني من السجون، وكل المناقشات حول صفقة التبادل ليست ذات صلة، السهولة التي يتم بها معاملة ملف أسرانا تتمثل بالرخص، إنه أمر صعب وصادم بالنسبة لي أن أقول ذلك".
وزعم أننا "لسنا بحاجة لبدء حرب جديدة ضد حماس بسبب أسرانا، لكننا بالتأكيد بحاجة لفرض الأثمان، هناك جبهات على الساحة الدولية، لكننا قررنا التخلي عن سجنائنا ومفقودينا، تم التخلي عن كل الجبهات، واليوم نحتاج إلى استبدال الخيارات، والقتال من أجل إعادتهم".
تكشف هذه الانطباعات المحبطة أن عائلات الأسرى الإسرائيليين تشعر بالعزلة والتهميش منذ أسر أبنائهم في غزة، فالجهود التي تبذلها الحكومة لم تثمر بعد، والجمهور لا يتعاطف معها، ولا أحد ينضم إليها.
وتمارس حكومة الاحتلال حالة من التجاهل والتغاضي عن مطالب أهالي الجنود الأسرى، من خلال تخويفها بأن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين جدد يخدم إستراتيجية حماس على اختطاف المزيد من الأسرى الإسرائيليين وصولا إلى هدفها بعيد المدى بـ"تبييض سجون الاحتلال".
عربي21