رصدت الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية، خمس تحديات من شأنها أن تصعّد التوتر بين حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتشير الأوساط الإسرائيلية إلى أن اتساع رقعة قتل المدنيين الفلسطينيين، والأطفال منهم بالذات، وتمدد مشاريع البناء في المستوطنات، فضلا عن التحضر لسنّ قوانين مثيرة للجدل، وغيرها من قضايا يمكن أن تسبب توترات إسرائيلية مع واشنطن.
أليشع بن كيمون مراسل صحيفة "يديعوت أحرنوت"، ذكر أنه "في هذه الأيام، يتجه معظم اهتمام الحكومة الناشئة إلى اتفاقيات الائتلاف، لكن هناك بعض القضايا المتفجرة للغاية التي يتوجب الإجابة عليها، وقد يكون لها تأثير كبير على الساحة الدولية".
وتابع بأن الأمريكيين لديهم العديد من الأسئلة حول حكومة نتنياهو الجديدة، لكنهم ينتظرون بشكل أساسي رؤية كيف ستتغير الأمور على الأرض، خاصة أنه من وجهة نظرهم، هناك عدد من الأحداث قد تزيد التوتر معها.
ولفت إلى أن المسؤولين الأمريكيين يشيرون إلى خمس نقاط محددة سيطلب من تل أبيب إيجاد حل لها قريبا، وإلا فإنها قد تخلق أزمة مع واشنطن، وفي هذه الحالة سيتعين على حكومة نتنياهو وإيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أن يقرروا ما إذا كان يجب الإصرار على التحركات القائمة لديهم، أو المخاطرة بالتوتر مع الولايات المتحدة.
وأوضح أن أولى هذه القضايا المتوترة مع واشنطن هي تزايد أعداد الشهداء الفلسطينيين بصورة مفرطة بنيران قوات الاحتلال، لاسيما في جنين، التي شهدت في أيار/ مايو اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، والطفلة جنى زكارنة قبل أيام.
والقضية الثانية تتعلق بقرار سلطات الاحتلال إخلاء قرية خان الأحمر، الواقعة شرقي القدس المحتلة، لكن الضغوط الدولية الهائلة دفعت الاحتلال عدة مرات لتأجيل الإخلاء، وفي حال قررت الحكومة المقبلة تنفيذه، فسيخلق توترات مع الأمريكيين والاتحاد الأوروبي.
ويتعلق التحدي الثالث بمنطقة مسافر يطا بجانب 19 قرية فلسطينية صغيرة تقع في منطقة ج، وهي في مناطق نيران جيش الاحتلال، ومن المتوقع أن تشهد توترا مع الأمريكيين الذين لا يريدون رؤية صور إجلاء الفلسطينيين عنها.
أما التحدي الرابع فيكمن في البناء الاستيطاني في المنطقة "إيه1"، رغم أنها متوقفة منذ سنوات بسبب موقعها الاستراتيجي للفلسطينيين، وتربط بيت لحم بأريحا، وتعتبر قلب رؤية الدولة الفلسطينية، ما يجعل أي خطوة إسرائيلية فيها لاسيما مخطط بناء 3500 وحدة سكنية، موضوعا لتلقي رد أمريكي.
المسألة الخامسة تتعلق بقرار الاحتلال إخلاء الفلسطينيين من قرية سوسيا جنوب جبل الخليل، وفي حال استأنفت الحكومة القادمة توجهاتها بإخلاء هذه التجمعات، فإنها ستكون أمام رد فعل أمريكي سلبي.
وتكشف هذه المسائل الخمس مجال توتر متوقعة بين تل أبيب وواشنطن في المرحلة القادمة، لاسيما في حال استسلم نتنياهو لمطالب شركائه المتطرفين، ما سيضعه في حالة تحد للإدارة الأمريكية، وهو الحريص على التفاهم معها في ملفات إقليمية ودولية.
وسيقع نتنياهو في حيرة المفاضلة بين بقائه رئيسا لحكومة ستزيد من عزلة دولة الاحتلال في العالم، أو انفراط عقد ائتلافه الحكومي، واللجوء لتدوير الزوايا مع شركاء آخرين محتملين، أو إقناع هؤلاء الشركاء بتأجيل تنفيذ مخططاتهم.