أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات كسلاح وأداة من أدوات القمع التي يحارب بها الوجود الفلسطيني بهدف إخضاعه وتخويفه، وهو وسيلة من وسائل الانتقام والعقاب الجماعي ومحاولة للقضاء على المقاومة.
واعتبر الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز أن الاعتقالات عملية "استنزاف بشرى" للشعب الفلسطيني وظاهرة يومية ملازمة لحياة المواطن الفلسطيني بهدف الانتقام والقضاء على روح المقاومة المتصاعدة، حيث لا يوجد بيت فلسطيني داخل الأراضي المحتلة إلا واعتقل أحد أبنائه او أكثر، وهناك عائلات كاملة تعرضت للاعتقال بما فيها الاب والام.
وبين الأشقر ان ما يزيد عن مليون فلسطيني تعرضوا للاعتقال لفترات مختلفة وعشرات الآلاف منهم اعتقلوا لأكثر من مرة منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، بينما بلغت حالات الاعتقال منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، وحتى اليوم (363 ألف) حالة.
واضاف الاشقر في الذكرى الخامسة والثلاثين لانتفاضة الحجارة التي اندلعت في الثامن من ديسمبر عام 1987 أنه رغم حجم الاعتقالات الكبير الذي تعرض له الفلسطينيون الا ان الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه بإخضاع الشعب الفلسطيني وردعه عن الاستمرار في المقاومة، بل أصبحت عملية الأسر بحد ذاتها مفخرة للشباب الفلسطيني وسط احتضان شعبي ورسمي وفصائلي للأسرى الذين ضحوا من اجل كرامة الشعب الفلسطيني وحريته، كما خرج الاسرى أشد عوداً وأصلب ارادة وعزيمة، وواصلوا بعد التحرر طريق المقاومة.
وبين "الأشقر" بأن (210) آلاف حالة اعتقال سجلت من بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني منهم آلاف اعتقلوا أكثر من مرة، و لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة افتتح الاحتلال العديد من السجون ومراكز التوقيف، وأبرزها معتقل النقب الصحراوي عام 1988، والذي استقبل عشرات الآلاف من الأسرى وشهد ارتقاء عدد من الشهداء.
بينما سجلت (10 آلاف) حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، و(97 ألف) حالة اعتقال خلال سنوات انتفاضة الأقصى وحتى هبه القدس أكتوبر 2015، والتي شهدت حوالي (46 ألف) حالة اعتقال.
وأشار "الاشقر" الى أن أوضاع الأسرى خلال الانتفاضة الأولى كانت أسوأ بكثير مما هي عليه الآن، وكانت السجون تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة البسيطة، ولا يتوفر فيها الكثير من الأدوات التي استطاع الأسرى بعد ذلك ارغام الاحتلال على توفيرها بمعارك الأمعاء الخاوية.
كذلك كان الطعام سيء كماً ونوعاً بشكل يفوق ما عليه الآن، ولا يوجد أغطيه أو فرشات أو ملابس، وكانت السجون تتكدس بالأسرى، كذلك كان العديد من السجون يمنع فيها الزيارات بشكل نهائي، وكان العنف الجسدي هو السائد في التعامل مع الأسرى.
ونوه "الأشقر" بأنه لا يزال في سجون الاحتلال (25) أسير معتقلين منذ الانتفاضة الأولى وقبلها وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم ضمن الدفعة الرابعة لاتفاق إحياء المفاوضات بين السلطة والاحتلال، منهم (11) أسيرا من أراضي ال 48 أقدمهم وأقدم الأسرى جميعا الأسير " كريم يونس"، ومعتقل منذ 6/1/1983، و(9) أسرى من الضفة الغربية أقدمهم الأسير "محمد الطوس" من الخليل، ومعتقل منذ 6/10/1985، و(4) من القدس أقدمهم الأسير "سمير أبو نعمة" معتقل منذ 20/10/1986، وأسير واحد من قطاع غزة وهو "ضياء الفالوجي" المعتقل منذ أكتوبر 1992 ، ومحكوم بالسجن المؤبد .
وقدمت الحركة الأسيرة خلال السنوات السبع لانتفاضة الحجارة (43) شهيداً، من أصل (231) شهيداً هم إجمالي شهداء الحركة الأسيرة، بينهم (23) شهيد قضوا نتيجة التعذيب، و(11) أسيراً استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد و(2) من الشهداء استشهدوا نتيجة إطلاق النار عليهما مباشرة، وكذلك استشهد (7) أسرى نتيجة القتل العمد بدم بارد بعد الاعتقال.
وطالب مركز فلسطين الجميع بالعمل الجاد لإطلاق سراح الاسرى المعتقلين منذ سنوات الانتفاضة الأولى، ويكفيهم عشرات السنين أمضوها داخل السجن، حيث ان 9 منهم امضوا ما يزيد عن 35 عاماً داخل السجون، و19 اسير امضوا فوق الثلاثة عقود.