أزالت سلطات الاحتلال قبة وهلال مئذنة مسجد قلعة القدس التاريخية، في منطقة باب الخليل بمدينة القدس الشرقية المحتلة، في إطار أعمال تهويد مشبوهة، تقوم بها في المنطقة منذ مطلع العام الماضي.
وفوجئ المقدسيون يوم أمس بقيام سلطات الاحتلال بإزالة قبة وهلال المئذنة، فيما ظهرت سقالات حديدية في محيطها، وسط مخاوف من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لإزالة الهلال بشكل نهائي، ضمن خطوات تهويد.
وكانت سلطات الاحتلال أطلقت في شهر آذار 2020 ما سمتها عملية ترميم في المنطقة بقيمة 50 مليون دولار، ولكن يتضح أن ما يجري بالفعل هي عملية تهويد وتغيير معالم تطال الأحجار والأبراج القديمة.
وفي السياق، أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، الحملة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد المساجد الفلسطينية، والتي كان آخرها إزالة قبة وهلال مئذنة مسجد قلعة القدس، بحجة أعمال الترميم.
وقال الشيخ حسين: إن سلطات الاحتلال تصر على المضي في غيها من خلال حرمان المواطنين الفلسطينيين أداء شعائرهم الدينية، والاعتداء على مساجدهم بحجج واهية، مشيرا إلى أنها بهذه الممارسات تضرب بحرية العبادة التي نادت بها الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية كافة عرض الحائط.
وأضاف، أن هذه الاعتداءات ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها الكثير، واصفاً هذه التصرفات بالإجرامية، التي تستوجب معاقبة الجناة.
كما حمّل سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن هذه التصرفات، مؤكدا أن هذه الممارسات تزيد من حالة التوتر والاحتقان التي يعانيها أبناء شعبنا الفلسطيني، ومناشدا المنظمات والهيئات المحلية والدولية لوقف مثل هذه الانتهاكات، ضد شعبنا الفلسطيني ومقدساته.
تجدر الإشارة إلى أن قلعة القدس أنشئت منذ أيام اليبوسيين الأوائل، إلا أنها هدمت، وأعيد إنشاؤها أكثر من مرة عبر تاريخها العريق.
والقلعة القائمة حالياً جلها قلعة إسلامية، أمر السلطان العثماني سليمان القانوني في سنة (938 هـ/ 1531 م) بترميم مبانيها، كما يفيد نقش التجديد، وهي حصن عظيم البناء، تتوفر فيه كافة المرافق التي تلزم وظيفتها في السلم والحرب، وفيها خمسة أبراج للمراقبة، أكبرها في الجهة الشمالية الشرقية منها، عرف باسم "برج القلعة".
وقد أنشأ فيها السلطان المملوكي (الملك الناصر محمد بن قلاوون) في سنة (710هـ/ 1310م) مسجداً للصلاة.