سلطت صحيفة عبرية، الضوء على الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط قبالة ساحل عُمان الثلاثاء الماضي، مرجحة أن يكون بمثابة رد إيراني على استهداف قافلة السلاح الذي نسب لـ"إسرائيل" الأسبوع الماضي.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "الهجوم على ناقلة النفط، هو حدث فريد من نوعه في الفترة الأخيرة، وأصبع الاتهام وجه إلى إيران على خلفية مكان الحادث، والهدف (سفينة مملوكة جزئيا لشركة إسرائيلية يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر)، والتوقيت والسياق".
وأضافت: "يبدو أن هذه كانت محاولة إيرانية للانتقام على هجوم نسب لإسرائيل، على قافلة سلاح من إيران على الحدود العراقية – السورية الأسبوع الماضي، وجهاز الأمن الإسرائيلي وصف الهجوم في الخليج بأنه "خطأ استراتيجي" لإيران، وحاول استغلاله ضد النظام، ففي الخلفية، افتتاح الحدث الأكثر تغطية إعلامية في العالم، وهو كأس العالم لكرة القدم في قطر الجارة".
ونوهت أن "إسرائيل زعمت أن إيران تبيع النفط لسوريا من خلال خرق الحظر الدولي، والأرباح يتم استخدامها لتمويل تزويد السلاح لحزب الله في لبنان، وردت إيران بسلسلة هجمات ضد سفن وناقلات نفط بملكية إسرائيلية جزئية في الخليج وقربه، وكان الهجوم الأكثر خطورة، في تموز/يوليو 2021، والذي قتل فيه اثنان من طاقم سفينة "ميرسر ستريت"".
وتابعت: "بعد ذلك انخفض عدد الحوادث في البحر، وفضلت طهران وتل أبيب على ما يبدو تبادل اللكمات في ساحات أخرى، ولكن مؤخرا تعرضت إيران لعدد من الضربات القاسية نسبت لإسرائيل، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، قصفت قافلة إيرانية تهرب السلاح قرب معبر الحدود "بوكمال" شرق سوريا، وقبل ثلاثة أيام تم الإبلاغ عن هجوم جوي آخر على مطار قرب مدينة حمص وسط سوريا، ونشر الأربعاء عن إحباط محاولة للحرس الثوري الإيراني لاختطاف رجل أعمال إسرائيلي في جورجيا".
وذكرت الصحيفة، أن "جميع هذه الأحداث، وقعت على خلفية تطورات أخرى، فالنظام الإيراني يواجه موجة احتجاج واسعة، كما أن إيران حسنت علاقتها مع روسيا بعد تزويد موسكو بطائرات مسيرة من أجل حربها في أوكرانيا، وهذه التوجهات لم تعزز مكانة إيران في الغرب، وفي هذه المرحلة من غير الواضح إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد النتائج الجيدة نسبيا بالنسبة لها في انتخابات منتصف الولاية، ستختار استئناف المفاوضات النووية مع طهران".
وأشارت إلى أنه "في الهجوم على الناقلة، التي أحد الشركاء فيها هو عوفر، استخدمت إيران طائرة مسيرة من ذات النوع الذي زودت به طهران الروس، وفي إسرائيل وصفوا الضرر الذي لحق بالناقلة كضرر هامشي، ولم يكن هناك أي إسرائيليين على الناقلة".
ولفتت "هآرتس"، إلى أن "إسرائيل تريد الآن تجنيد المجتمع الدولي، لا سيما أمريكا، لتنفيذ عمليات أكثر هجومية ضد إيران، فالولايات المتحدة، بواسطة تحالفها، هي المسؤولة عن ضمان الملاحة في الخليج، ولكن تصعب رؤية واشنطن وهي تخرج قريبا أو بعيدا لتنفيذ عملية عسكرية مهمة ضد إيران، وفي الخلفية بطولة كأس العالم".
وقالت: "في إسرائيل تم طرح ادعاء بأن الهجوم على الناقلة، يمكن أن يعكس محاولة إيرانية للتشويش على افتتاح بطولة كأس العالم في قطر"، مشككة في صحة هذا التفسير.
وأكدت الصحيفة، أن "أي محاولة إيرانية للتشويش على مباريات كأس العالم، ستعود على النظام مثل السهم المرتد وستوجه الأضواء على مشاكله الداخلية".
ورأت أن التقدير "الأكثر احتمالية؛ أن ما حدث في الخليج كان محاولة للانتقام من إسرائيل، أو على الأقل إشارة تحذير لها، على خلفية هجماتها في سوريا، وعندما يدور الحديث عن إيران، يجب عدم القول إن "هذا لن يحدث أبدا"، لكن في هذه الأثناء يبدو أن الأمر يتعلق بإشارات تهديدية، محدودة تجاه إسرائيل والغرب، والتي لا تستهدف إشعال المنطقة، خاصة الآن"