كشفت تقارير حديثة أن الطلب على عمليات التجميل قد زاد بنسبة كبيرة خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث تبين أنه تم إنفاق المليارات على إجراءات متنوعة، أبرزها حقن البوتوكس والفيلر.
وفي الولايات المتحدة وحدها، زادت اجراءات الفيلر بنسبة 42٪ أما البوتوكس فشهد ارتفاعا بنسبة 40٪ خلال العام الماضي فقط.
وقال خبراء في هذا المجال إنهم لاحظوا أن معدلات مشكلات الصحة العقلية عند من أجروا عمليات التعديل والتجميل أعلى منها عند الذين لم يلجأوا للتجميل.
اضطراب تشوه الجسم Body Dysmorphic Disorder
يعتبر قلق الأشخاص من "صورة أجسامهم" دافعا رئيسيا لبحثهم عن إجراءات تجميلية لتعديله، فمثلا عندما يلاحظ أحدهم أن أنفه كبير فإنه سيبدأ في البحث عن عمليات لإصلاحه، وكذلك المرأة التي ترى أن شفتيها رقيقتين، فإنها تسارع في البحث عن حل لجعلهما أكبر حجما.
وتعد المخاوف الشديدة من "صورة الجسم" من مشاكل الصحة العقلية الأكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يسعون إلى إجراء تعديلات تجميلية على مظهرهم؛ فبينما يعاني حوالي 1-3 ٪ من الأشخاص في المجتمع من اضطراب "تشوه الجسم"، فإن نسبة الذين يعانون من هذا الاضطراب بين الأشخاص الذين لجأوا إلى التجميل تصل إلى 16-23 ٪.
ويسبب اضطراب تشوه الجسم للمريض، انشغالًا أو هوسًا بواحد أو أكثر من العيوب في مظهره الجسدي، التي لا تكون مرئية أو تكون بسيطة في الحقيقة، واستجابةً للضيق المتعلق بالعيب، يلجأ المصاب إلى سلوكيات متكررة، مثل: فحص الجسم بشكل مفرط أمام المرآة، أو مقارنة مظهره بأشخاص آخرين.
ويكون لهذه المخاوف تأثير سلبي على حياة المريض اليومية، حيث يشعر بالحزن الشديد، إذ قد يتوقف البعض عن مغادرة المنزل، بينما يرفض آخرون رؤية أصدقائهم أو أفراد أسرتهم، خوفا من أن يلاحظوا عيوب أجسامهم.
ويقول الخبراء إن أول ما يفعله المريض عادة، هو زيارة عيادة التجميل للبحث عن حلول مناسبة، بدلا من اللجوء إلى عيادة الطب النفسي لمعالجة الاضطراب العقلي.
ويؤكد الخبراء أنه في حال خضوع المريض لعلاجات تجميلية، فإنه لن يحصل على الرضا، بل سيسعى لتعديل عيب آخر.
ولهذا، يعتبر المختصون الصحيون أن "اضطراب تشوه الجسم" يعد "علامة حمراء"، ويوصون بضرورة لجوء الأشخاص المصابين به إلى أخصائيي الطب النفسي، بدلا من البدء في البحث عن حلول تجميلية.
هذا وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من "اضطراب تشوه الجسم" يمكنهم تحسين أعراضهم بعد التدخل التجميلي، لكن الهوس غالبا ما ينتقل إلى جزء آخر من الجسم.
ووفقًا لمراجعة منهجية حديثة، تكون معدلات الاكتئاب (5-26٪) والقلق (11-22٪) واضطرابات الشخصية (0-53٪) لدى الأشخاص الذين يسعون إلى الجراحة التجميلية أعلى من غيرهم، وتُقدر بـ 10٪ و16٪ و12٪ على التوالي.
وبالتالي، يقترح الخبراء على جراحي التجميل إجراء تقييم روتيني موجز لجميع المرضى، من خلال مقابلة سريرية عميقة للكشف عن دوافع إجراء التجميل، أو عن طريق تعبئة استبانات تتعلق الصحة العقلية.