أثارت “ابتسامة” بين رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ موجة واسعة من الغضب، دفعت البعض لمطالبة الرئيس قيس سعيد بإقالة بودن.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لابتسامة بودن مع هرتصوغ خلال قمة المناخ التي تستضيفها مصر.
وكتب سامي الطاهري الناطق باسم اتحاد الشغل “عار على تونس. ليست الأولى فقد سبقتها صورة باسمة مع المطبّع حسن شلغومي، وربما ما خفي كان أعظم”، مضيفا “لا تقولوا غدا إنها شعبية ولغة خشبية وتقدموا تبريرات دبلوماسية لتبييض هذه الفضيحة”.
وتحت عنوان “إقالة نجلاء بودن واجب”، كتب رئيس مرصد الشفافية والحوكمة، العربي الباجي تدوينة (حذفها لاحقا) على صفحته في موقع فيسبوك، قال فيها “ليس أمام قيس سعيد إلا إقالة نجلاء بودن وقلب الحكومة على أم رأسها، إن أراد أن ينقذ ما يمكن إنقاذه من ماء الوجه سياسيا وأخلاقيا. حتى لا يكون هو كاذبا في ما تلفظ به من وعود انتخابية سنة 2019”.
وأضاف “إنها خطيئة سياسية وأخلاقية اقترفتها رئيسة الحكومة التي هي شخصية عامة، وأكبر مسؤول سياسي بعد رئيس الجمهورية. وهي كبيرة الموظفين وتعبر عن السياسات العامة للدولة في كل تصرف أو سلوك أو حركة أو عبارة تأتيها. لذلك وجب على قيس سعيد إقالتها فورا. وإن لم يفعل، فإنه سيخسر أجزاء أخرى مما تبقى من منزلته لدى العامة والضمير الجماعي”.
وكتب أحد النشطاء “نحو إقالة نجلاء بودن. نعم التطبيع خيانة عظمى”، في إشارة إلى العبارة المشهورة للرئيس قيس سعيد.
وأضاف آخر “هدية إقالة رئيسة الحكومة تأتي في طبق من ذهب لسيادته إثر تبادل الابتسامات مع الرئيس الإسرائيلي. فرصة لسيادته لإقالتها بسبب فشلها وتطبيعها الضاحك مع الكيان الصهيوني”.
وعلق عصام الشابي، الأمين العام للحزب الجمهوري بالقول “إن كانت (بودن) تجهل فهي مصيبة، وإن كانت تعلم فالمصيبة أكبر. السقوط السياسي والأخلاقي لمنظومة الانقلاب في شرم الشيخ على مرمى حجر من فلسطين”.
ودون الوزير السابق والقيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام “كنا وما زلنا على يقين بأن قيس سعيد سيفعل عكس كل ما صرح به خلال حملته الانتخابية من أجل التنكيل بالشعب التونسي. الحقيقة أنه أرسل وزيرته الأولى إلى شرم الشيخ بهدف واحد ووحيد وهو فتح أبواب التطبيع على مصراعيها وتبادل الابتسامات والمغازلات مع رئيس دولة الاحتلال”.
وأضاف “قيس سعيد هو مجرد ظاهرة صوتية ومخادع من طراز وضيع، ولن يتردد في فعل كل شيء من أجل البقاء في كرسي قرطاج، بالبلطجة والخداع والكذب وتطويع القوانين، وأخيرا وليس آخرا بالتطبيع السري والعلني”.
وهذه المرة الثانية التي تتعرض فيها بودن لانتقادات تتعلق بـ”التطبيع”، فقبل أشهر أثارت صورتها مع الإمام الفرنسي التونسي حسن الشلغومي المعروف بـ”شيخ التطبيع” خلال موسم الغريبة، جدلا واسعا في البلاد.