رام الله / سما / أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن شعبنا لن يعدم الخيارات والبدائل، إذا ما واصلت حكومة إسرائيل تدمير إمكانات وفرص حل الدولتين، التي لم تزل قابلة للتحقيق إذا ما صح العزم وصدقت الإرادة. وأهاب الرئيس عباس في خطاب أمام ملتقى القدس الدولي في العاصمة المغربية الرباط اليوم، بأشقائنا وأصدقائنا، الاستجابة لصرخة القدس واستغاثتها، بمضاعفة الجهد المنظم، والإسناد السياسي والمادي، بمختلف المجالات، خاصة وأنها عاصمة الثقافة العربية لهذا العام. وقال " إن نصرتها اليوم، وهي تعيش هذه المحنة، إنما هي انتصار لتلك المثل والقيم، وروح الشرائع والعقائد، انتصار للسلم والاستقرار والتعايش بين الناس والثقافات والأديان رغم التنوع والاختلاف". وحذر الرئيس عباس من الوضع الخطير في القدس بعد أن مهد لذلك غلاة التطرف والاستيطان، وبغطاء رسمي، مشيرا إلى أن القدس أصبحت عنوان المواجهة وموضوعها ومضمونها. وأضاف أن هذه الاعتداءات ضد الإنسان وضد التاريخ وضد التراث الحضاري الإنساني، وضد المقدسات، وضد الشجر والحجر، ففي كل شبر من أرض القدس المباركة وما حولها يجري في هذه الآونة استهداف حقيقي وجدي مدروس ومخطط، يواجهه شعبنا بإمكانياته المحدودة بتصميم وعزيمة في التشبث بأرضه ومقدساته. ودعا الرئيس عباس لنصرة القدس، قائلا " إن السلام يبقى الهدف الأسمى لما نعلن وما نضمر، ليس أي سلام، بل السلام الذي يستجيب بالضرورة لحقوق شعبنا التي أقرتها الشرعية الدولية والاتفاقات الثنائية ومرجعيات عملية السلام والقانون الدولي". وأضاف" من يتنكر لهذه الحقوق ومن يتمادى في سياساته الاستيطانية والتهويدية، فإنه يقرع طبول الحرب ويهدد الاستقرار في المنطقة والعالم". وأكد أن السياسة الإسرائيلية القائمة على الإملاء وفرض الأمر الواقع واستباق نتائج المفاوضات لن نقبلها ولن نستسلم لها، ونعتقد أن المجتمع الدولي لن يقبل بها لأنها تخالف كل قراراته ومبادئه وقوانينه، وتكرس نموذجا من شأنه تدمير الأسس التي تضمنها ميثاق الأمم المتحدة بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وتغيير الطابع الجغرافي والديموغرافي للأرض المحتلة عبر تهجير سكانها وإحلال سكان آخرين مكانهم. وشدد على أن الوقف الكلي للاستيطان وإجراءات التهويد، خاصة في القدس، لا يشكل أساساً للشروع في عملية سلام جادة فقط، بل هو مؤشر على نجاح تلك العملية التي يجب أن تقود حتماً إلى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استنادا للقرار الدولي 194. وتوجه الرئيس عباس بالشكر إلى الملك محمد السادس لمواقفه وجهوده ودعمه الأخوي الأصيل، ومن خلاله إلى الشعب المغربي الشقيق، وكذلك إلى الدول العربية والإسلامية والدول والشعوب الصديقة كافة، على ما قدمته وتقدمه من دعم سياسي ومادي يحفظه شعبنا لأصحابه بكل التقدير والامتنان. كما تقدم بالشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية والرئيس حسني مبارك لرعايته الحوار الوطني الفلسطيني وحرصه على إنجاح هذا الحوار بهدف استعادة الوحدة وإنهاء معاناة شعبنا في غزة. وقال" لقد بذلنا كل المستطاع من أجل إنجاح الحوار ووافقنا على الورقة المصرية دون تحفظ، دافعنا إلى ذلك الوحدة الوطنية التي لا يمكن الانتصار بدونها على التحديات، فيما تمسكت حماس بشروطها التعجيزية، وحاولت وتحاول إفشال الحوار وإفشال الجهود المصرية الخيرة". وتابع الرئيس عباس مع استهجاننا الشديد لهذا الموقف، فإن يدنا ما زالت ممدودة لإعادة اللحمة وإنهاء الانقسام لأن الوطن أغلى والقضية أسمى.