منعت بولندا مجموعات مدرسية إسرائيلية من الاستعانة بحراس أمن مسلحين لمرافقتهم خلال زيارة هذا البلد ومن ضمنها إلى معسكرات اعتقال نازية سابقة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام بولندية رسمية، اليوم الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأنباء البولندية عن الناطق باسم وزارة الخارجية، لوكاش ياسينا، قوله إنه "نحن على استعداد لاستقبال رحلات إسرائيلية في بولندا إذا لم يرافقها حراس أمن مسلحون".
وجاءت تصريحات ياسينا عقب إعلان السفير الإسرائيلي لدى وارسو، يعقوب ليفين، الأسبوع الماضي، أن زيارات المدارس الإسرائيلية حُظرت "بسبب قرارات اتخذتها وزارة الخارجية البولندية".
ويتعلق الأمر بزيارات تنظمها وزارة التعليم الإسرائيلية لتلاميذ المدارس الثانوية، والتي تم تعليقها منذ حزيران/ يونيو الماضي.
وقال المتحدث الرسمي البولندي، في حديث مع محطة إذاعية محلية في لوبلين في شرق بولندا، إن زيارات التلاميذ الإسرائيليين إلى فرنسا وألمانيا لم تكن برفقة حراس مسلحين، مضيفا أن ذلك يمكن أن يترك الانطباع بأنهم يواجهون خطرا أكبر في بولندا منه في تلك الدول.
وكانت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") قد أفادت في تموز/ يوليو الماضي، بأنّ إسرائيل ألغت الرحلات التي خططت هذا العام لتنظيمها لطلاب مدارسها إلى معسكرات الاعتقال النازية في بولندا، "في أعقاب شروط طرحتها حكومة وارسو".
وبحسب القناة، فإن الحكومة البولندية تشترط فرض رقابة على الشروحات التي يتلقاها الطلاب الإسرائيليون من المرشدين المرافقين لهم، على اعتبار أنّ هؤلاء المرشدين عملوا في الماضي على تشويه سمعة بولندا من خلال ربطها بما تعرّض له اليهود على أيدي النازيين، إبان الحرب العالمية الثانية وأثناءها (1939-1945).
وذكرت "كان 11" أن الحكومة البولندية تشترط أيضًا أن يشارك مرشدون بولنديون في تقديم شروحات للطلاب الإسرائيليين، يتحدثون خلالها عن المكانة التي حظيت بها الجاليات اليهودية في بولندا على مرّ مئات السنين.
وأضافت أن البولنديين يطالبون إسرائيل بتغيير أنماط حراسة الرحلات المدرسية إلى معسكرات الاعتقال النازية، وأن يتوقف الحراس الذين يرافقون الطلاب الإسرائيليين عن تعاطيهم "الاستعلائي" مع الأمن البولندي خلال تواجدهم في بولندا.
ووفق القناة، فقد رفضت إسرائيل الشروط البولندية، مشددة على أنها لن تسمح لوارسو بالتدخل في مضامين الشروح التي يتلقاها الطلاب الإسرائيليون أثناء تفقدهم معسكرات الاعتقال النازية، وهذا ما دفعها إلى إلغاء الرحلات المدرسية التي كانت مقررة لهذا العام.
وشهدت العلاقات بين بولندا وإسرائيل خلافات عدة في السنوات القليلة الماضية، كان آخرها على خلفية قانون الأملاك البولندي الذي زعمت إسرائيل أنه يقطع الطريق على مطالبات عائلات يهودية صودرت ممتلكاتها بعد الحرب العالمية الثانية، واعتبرت أنه "معاد للسامية".