دبلوماسي إسرائيلي يهاجم السعودية :"ليست حليفا موثوقا بعد إهانة واشنطن"

الجمعة 14 أكتوبر 2022 05:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
دبلوماسي إسرائيلي يهاجم السعودية :"ليست حليفا موثوقا بعد إهانة واشنطن"



القدس المحتلة/سما/

هاجم دبلوماسي إسرائيلي، المملكة العربية السعودية على خلفية قرارها بخفض إنتاج النفط، و"إهانتها العلنية" للولايات المتحدة الأمريكية، معتبرا أنها ليست حليفا موثوقا.

وأوضح الدبلوماسي الإسرائيلي القنصل السابق في نيويورك، ألون بنكاس، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الأمر استغرق 20 عاما من النقاشات حول مسألة التحالف الفضفاض مع السعودية، من أجل التوصل لنتيجة مفادها؛ أن السعودية لم تعد حليفة، ناهيك عن أنها حليف موثوق".

وقال: "الحليف الذي يعارض سياستك الخارجية ويمول المعارضة لها، والذي يجرك بقوة لمواجهة إقليمية مسلحة قام بشنها (الحرب في اليمن)، والذي يتعاون بشكل علني مع أكبر أعدائك في وقت هناك مواجهة مباشرة معك (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحرب في أوكرانيا)، والذي يقوم بتحدي طلباتك الصريحة بزيادة كمية استخراج النفط ويقوم بتقليصها، والذي يقوم بدعوتك لمؤتمر في جدة لإهانتك بشكل علني بعد ثلاثة أشهر (قرار "أوبيك+"، بتقليص استخراج النفط)؛ هذا ليس حليفا موثوقا".

ورأى أنه "يجب على واشنطن أن تشكر السعودية على لحظة الوضوح الكامل؛ لأنها أعلنت بوضوح أنها ليست حليفا للولايات المتحدة، وسيكون في واشنطن، من يحذر من رد مفرط وانتقامي للولايات المتحدة، وهناك من سيشرح أن الثقل الجيوسياسي المهم للسعودية انتهت صلاحيته منذ ثلاثة عقود، وهناك من سيعتبر أن ولي العهد محمد بن سلمان، سياسي ذكي يقوم بحساب الاستثمارات السياسية، ويوجه دولته لخارج المنظومة الشمسية للولايات المتحدة؛ والقاسم المشترك بين كل هذه الحجج، هو إنكار الواقع البسيط بدرجة معينة، أن هذا التحالف غير المتكافئ اقترب من نهايته".

ونبه بنكاس إلى أن "الإجابة على سؤال؛ إلى أي درجة قرار السعودية وروسيا بتقليص استخراج النفط يعدّ نقطة الانقلاب في الجيوسياسي في الشرق الأوسط؟ ترتبط بنوع وحجم الرد للرئيس الأمريكي جو بايدن، وميله واضح؛ إعادة تقدير انتقادية للعلاقات وخفض مستوى التعاون الأمني والسياسي، حجم ومدة هذا القرار سيحددان مستوى العلاقات، لكن لا يمكن التقليل من أهمية أحداث الأسبوع الماضي".

وبين أن "العملية التي وعدت فيها الولايات المتحدة بإعادة تقييم العلاقات تستمر على الأقل منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، وبفضل الوقود الصخري وتقنية الحفر المبتكرة، تحولت السعودية في العام 2001 من ذخر استراتيجي إلى عبء أمني".

وأضاف: "سياسيون أمريكيون، ومن بينهم مرشحون للرئاسة، دائما كان لديهم ميل لتهديد السعودية على رؤوس الأشهاد، وبعد ذلك الاختفاء بعد إحاطة استخبارية فيها يقوم رؤساء أجهزة الأمن في الولايات المتحدة بشرح ما هو حجم التعاون الاستخباري بين الدولتين، ويظهر مؤخرا أن هذه الظاهرة وصلت لنهايتها، وباستثناء الغضب المقدس من نفاق السعودية، ومن نكران الجميل للدولة التي نشرت فوقها مظلة أمنية، والغضب من التعاون مع بوتين ومن الإهانة الاستفزازية بقرار أوبك+، سمعت اقتراحات ملموسة في الكونغرس، والرئيس الأمريكي أعلن بأنه سيفحصها بشكل إيجابي".

وأشار الدبلوماسي، إلى أن السناتور ريتشارد دربن طلب "إعادة النظر في العلاقات مع السعودية والبدء في تخيل عالم بدون هذا التحالف، ورئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور روبرت مننديز، زعم أن السعودية فضلت مجرم الحرب بوتين على الولايات المتحدة، وهو يود أن يقترح وقف التعاون معها على الفور".

وأول أمس، أعلن السناتور ريتشارد بلومنتال، أنه سيقدم هو والعضو رو كانا من مجلس النواب، مشروع قرار لـ"وقف جميع صفقات السلاح مع السعودية على الفور، التي يدونها، "سلاح الجو السعودي سيصاب بالشلل خلال بضعة أشهر".

وسبق أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن عن السعودية عندما كان مرشحا؛ إنها "دولة مجذومة، وقيادتها لا توجد لها أي قيمة إضافية إيجابية"، بحسب زعمه.

ووعد بايدن أن "يقصي محمد بن سلمان بسبب دوره المباشر في قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، وعمليا، التوتر الداخلي في العلاقات بدأ قبل بضع سنوات من ذلك، عندما التقى فرنكلين روزفلت مع ملك السعودية عبد العزيز بن سعود على متن سفينة كوينسي في قناة السويس في 1945، وأقاما حلفا يقوم على مصالح استراتيجية مشتركة، وهي ضمان تزويد منتظم للنفط وصد الاتحاد السوفييتي.

وقال؛ إن هذا الحلف الذي تم تعزيزه وتقويته في عهد الرئيس جيمي كارتر على خلفية الثورة الإسلامية في إيران وغزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان، وتلاشى بالتدريج، رغم أن أمريكا حاولت إحياءه عن طريق التزويد بالسلاح".

ونوه بنكاس بأن "بايدن هو أول من قام بطلب صياغة سياسة تعرف مجددا الخطوط الأساسية وجوهر العلاقات مع السعودية، فمن ناحيته، السعودية كانت مزيجا خطيرا من انتهاك حقوق الإنسان والإخفاق العسكري وتمويل الحملة ضد الاتفاق النووي مع إيران، ومستقبل قاتم مع ابن سلمان وفائدة سياسية إقليمية مشكوك فيها في الشرق الأوسط".

وزعم أن "الولايات المتحدة، ترى أن السعودية لا توفر أي فائدة ملموسة تبرر هذا التحالف، وملاءمة العلاقات وتحديثها كي تناسب مصالح الولايات المتحدة".

وعلى خلفية سلوك السعودية الأخير، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن: "أمام الولايات المتحدة 4 خيارات للعمل: الأول؛ صياغة بيان رسمي عن إعادة تقييم العلاقات مع السعودية، التي يسبقها بيان بأنه يوجد في سياسة السعودية نوع من "العمل العدائي" ضد الولايات المتحدة"

وقدر أن "الولايات المتحدة يمكنها على الفور خفض مستوى التعاون العسكري مع السعودية وبيع السلاح لها، ضمن ذلك التعاون في مجال التكنولوجيا والسايبر، وفي حال هددت السعودية بالتوجه لروسيا أو الصين، الولايات المتحدة ستبارك ذلك"، وهذا هو الخيار الثاني".

وأما الثالث؛ هو "نوبيك"، وهي اختصار "بدون كارتيلات للدول المنتجة والمصدرة للنفط"، والحديث يدور عن مشروع قانون قائم منذ سنوات، ويشمل قدرة وزارة العدل الأمريكية على تقديم دعاوى ضد شركات النفط، بسبب خرق قوانين مكافحة الاحتكار والتلاعب بالأسعار".

والخيار الأخير؛ إصدار بيان رئاسي بحسبه خلال سنة أو سنة ونصف، "تقوم الولايات المتحدة بسحب جميع وجودها العسكري في السعودية، ولأن قيادة الأسطول الخامس الأمريكي موجودة في البحرين الآن، هذا لن يكون خطوة سياسية – عسكرية إقليمية دراماتيكية جدا".

ونبه الدبلوماسي، إلى أنه "يجب الانتظار ورؤية ما الذي سيفعله بايدن بالضبط، ولكنْ، هناك أمر واحد واضح، أن إعادة تقييم العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، انتقلت من مرحلة الأقوال لمرحلة الأفعال التي لا رجعة عنها".