قال محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي شارون، إنه “لم يولد بعدُ لا القائد ولا رجل الاستخبارات الإسرائيلي أو الغربي، الذي يستطيع دخول رأس نصر الله، وينجح في تحليل ما يخططه. هذا فشل مرة بعد أخرى، أيضاً بخصوص حماس وبخصوص نصر الله”.
وأضاف شارون أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، “اعتاد تسلّق الأشجار بفضل سياسة إسرائيل في العقد الأخير. لذلك، يشعر بأنّه يستطيع تهديد إسرائيل بخصوص ترسيم الحدود”.
وتابع شارون: “من الأمثلة ما حدث في مزارع شبعا، وإطلاق النار على مسيّرة إسرائيلية، وعدد لا يحصى من الأحداث التي بادر إليها نصر الله، وإسرائيل تراجعت خطوة إلى الوراء”، وفق “الميادين”.
ورأى شارون أن ما قاله وزير الأمن، بيني غانتس، “يستهدف مَن هو شمالي الحدود، فالجيش الإسرائيلي لا يحتاج إلى توجيهات غانتس من أجل الاستعداد الآن ورفع الاستنفار”، لافتاً إلى “4 مسيّرات أرسلها نصر الله الى إسرائيل، ومنذ تلك اللحظة رُفع مستوى الاستنفار في الشمال”.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية كلام غانتس، بشأن إعلان الجاهزية للحرب، بأنه “خدعة معيبة لا تتلاءم مع شخصيته الرسمية”، مشيرةً في الوقت نفسه إلى عدم وجود أي تغيير في الوضع الأمني في الشمال.
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ قادة المؤسستين الأمنية والعسكرية يفهمون أن لا أحد يستطيع حقاً معرفة ما الذي يفكر فيه الأمين العام لحزب الله، ودخول رأسه، فهم أصحاب خيبات في الاستخبارات الإسرائيلية من هذه المحاولات”.
وأشارت إلى إنّ “إسرائيل تصلّبت خلال المفاوضات مع لبنان إلى أن جاءت تهديدات نصر الله فتراجعت”، مضيفةً أنّ “تهديدات نصر الله بشأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية فعلت فعلها وأدخلت إسرائيل في حالةٍ من الضغط”.
ولفتت إلى أنّه “عندما يصبح الغاز في يد لبنان، فإنّ نصر الله، الذي نجح في معركة الوعي في المفاوضات، سيعزز مكانته، فهو سيكون الرابح الأكبر في هذه القضية”.
على صلةٍ بما سلف، تبينّ أنّه حتى جيش الاحتلال الإسرائيليّ، كما كشفت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ تدّخل من أجل تسريع توقيع الاتفاق بين الدولتيْن، رغم أنّ الحديث يدور عن خطوةٍ سياسيّةٍ، وليست عسكريّةً أوْ أمنيّةً، وبحسب مراسل القناة الـ12، غاي بيليغ، فقد قام جيش الاحتلال بتحضير توصيةٍ قدّمها للمستشارة القانونيّة للحكومة الإسرائيليّة أكّد فيها أنّ المصالح الإستراتيجيّة والتكتيكيّة لكيان الاحتلال تُحتّم على الحكومة الحالية، بصفتها حكومةٍ انتقاليّةٍ بالتوقيع سريعًا ودون تأجيلٍ على الاتفاق، وهو المُستند الذي كانت ننتظره المستشارة القانونيّة للمصادقة على توقيع الاتفاق دون عرضه على الكنيست الإسرائيليّ، كما ينص قانون الكيان.
وأكّد التلفزيون العبريّ، نقلاً عن الوثيقة الأمنيّة التي أعدّها الجيش الإسرائيليّ ونقلها للمستشارة القانونيّة، أنّ هناك أهمية أمنيّة بالغة في التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان في أسرع وقتٍ ممكنٍ، كما لفتت الوثيقة-التوصية إلى أنّ جيش الاحتلال وشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) بعثا بتوصيةٍ حادّةٍ كالموس للمستشارة جاء فيه أنّ “الاتفاق الذي يتبلور بين إسرائيل ولبنان حول ترسيم الحدود المائيّة بين البلدين، في صيغته الحاليّة، يُساهِم مُساهمةً مهمّةً للمصالح الأمنيّة لإسرائيل”، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّه “توجد حاجة ماسّة وسريعة جدًا من الناحية الأمنيّة والسياسيّة للتوصّل لاتفاقٍ فورًا أوْ على الأكثر في أقرب وقتٍ ممكنٍ ودون تأجيلٍ،
وذلك لمنع التصعيد العسكريّ على الجبهة الشماليّة بين إسرائيل ولبنان، أيْ مع حزب الله، وهو التصعيد الذي من المُتوقّع جدًا أنْ ينفجر في القريب العاجل، ولذا يتعيّن على الحكومة استغلال نافذة الفرص الخاصّة التي فُتِحَتْ بهدف التوقيع على الاتفاق مع لبنان”، كما جاء في وثيقة جيش الاحتلال الإسرائيليّ.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أوضح التلفزيون العبريّ أنّ موقف مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ ووزارة الخارجيّة لا يختلف بشكلٍ جذريٍّ من موقف الجيش الإسرائيليّ،
ولذا فإنّ المُستشارة القضائيّة للحكومة الإسرائيليّة أكّدت أنّ الحديث لا يجري عن إخلاء مستوطناتٍ أوْ اتفاق سلامٍ، ولذا أضافت لا توجد حاجةً لإجراء استفتاءٍ شعبيٍّ لإقرار الاتفاق، كما لا توجد حاجة لعرض الاتفاق على الكنيست لإقراره بأغلبية 80 نائب كنيست من أصل 120 نائبًا، كما نقل عنها التلفزيون العبريّ.


