تطرقت القناة 12 العبرية، يوم السبت، في إحاطتها، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أجهزة الأمن الفلسطينية، وزعمت أن أبو مازن طلب في السطر الأخير جواباً على سؤال "ما العمل في حالة فقدان السيطرة على أجهزة الأمن، والتي نفذت هي الأخرى عمليات عدائية؟" على حدّ تعبير القناة.
وذكرت القناة أن أحد رجالات الأمن الفلسطيني رد قائلاً: "لا يمكن السيطرة على الجنود العاديين البسيطين".
وأوردت القناة مثالاً خطابات أبو رعد خازم، التي يخاطب فيها أجهزة الأمن الفلسطيني، وقالت: "تحول أبورعد خازم إلى شخصية محبوبة وشعبية أكثر من أبو عبيدة.
يافطات تحمل صورته وأشرطة فيديو يتم مشاركتها في وسائل التواصل الاجتماعي. قسم كبير من خطاباته يخصصها لأفراد أجهزة الأمن الفلسطينية. يتوجه لها مباشرة ويدعوها إلى رمي السلاح والانضمام إلى صفوف المقاومة".
وأفادت القناة، بأن جهاز أمن الاحتلال الإسرائيلي منشغل بعدة معضلات وصراعات داخلية في أوساط قيادته، حول جدوى العدوان وحجم العمليات العسكرية المطلوبة، في ظل التصعيد الأمني واشتعال الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، والتي بتقديره وصلت إلى "فوهة الانفجار".
وقال المراسلان العسكريان في القناة، نير دفوري وأوهد حيمو، إن "أحد الخيارات المطروحة هي فرض إغلاق شامل على كل الضفة الغربية خلال عيد العرش اليهودي"، قبل أن يستدركا أن الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى غليان في أوساط الفلسطينيين. وأضافا أنه سيتم حظر دخول اليهود إلى قبر يوسف في نابلس خلال العيد.
وإلى جانب الصراعات المذكورة، ذكرت القناة أن لدى جهاز أمن الاحتلال خطة لاقتحام مخيم جنين وتنفيذ عمليات عسكرية هناك بشكل واسع وعميق، مضيفة: "يجري الحديث عن خطوة من شأنها أن تشعل غزة، ولذلك ما زالوا في جهاز الأمن يدرسون الخيارات". ولفتت القناة إلى أن قيادة جيش الاحتلال تؤمن بأنها تقوم بعمليات صغيرة أكثر، إلا أنها ناجعة وفعالة وتساهم في التفكيك البطيء لما وصفتها بـ"العمليات التخريبية" التي من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ.
وكشفت القناة عن أن "إسرائيل تميز بين نابلس، والتي تنشط فيها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بشكل ملموس، وبين جنين التي زاد الوضع فيها سوءاً". وزعمت القناة بأن الفلسطينيين بغالبيتهم العظمى غير ضالعين في الاشتباكات "لأنهم يريدون العيش"، وعلى هذا الأساس "تحافظ إسرائيل على الاقتصاد وتفصل بينه وبين الإرهاب".
وتجلى الصراع الداخلي في صفوف قيادة جيش الاحتلال أيضاً في أقوال القائد في جيش الاحتياط غرشون هكوهين ضمن برنامج "الأسبوع"، عبر هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان 11"، الذي اعتبر أن "ما قام به الجيش حتى الآن على طول نصف عام صحيح. ولو أنه أشرك قوات أقل مهارة، لكانت النتائج وخيمة للغاية". وأضاف "هذا لا يكفي، لأنه يحصل هنا شيء بمستويات تستوجب تغيير الخطة".
وأوضح في اللقاء أيضاً أن "ما نراه في جنين هو منظومة ستكون شبيهة بشكل أو بآخر في تنظيم "حماس" في غزة"، معتبراً أن هذا الأمر يشكل تهديداً على إسرائيل.
ويعتقد هكوهين أن ما يجب فعله هو أن "نريهم (الفلسطينيون) بأن القضية ليست بلا رجعة، وأن إسرائيل مستعدة للعودة لأسفار موسى الخمسة (في إشارة لإسرائيل الكبرى)"، مضيفاً: "لن نهرب من هنا كما رأيتمونا ننسحب من لبنان أو من غزة".
في المقابل، لا يتفق قائد جيش الاحتياط جيورا أيلاند مع نظيره هكوهين، إذ قال خلال البرنامج نفسه: "أعتقد أن هذا الأمر غير صحيح، طبعاً ليس في الشكل الذي تقدم به حتى الآن"، مستدركاً: "أتفق بشأن منطقة جنين، لربما لا يوجد مفر من عملية واسعة ومكثفة. من المفيد تعبئة كتيبة ونصف من أجل ذلك، وشن عملية مع كل المخاطر التي ترافقها، والمكوث وقتاً أكثر وفرض حكم إسرائيلي كما فعلنا بعد "السور الواقي" لوقت محدد".
وأضاف "إذا أردت في هذا الوضع خلق استمرارية لإدارة هذا الصراع، لا مفر لك إلا أن تكون مع السلطة الفلسطينية عدة أمور تمنع نقاط احتكاك لا حاجة لها".