قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن الاحتلال الإسرائيلي استطاع أن يقيم أكبر سجن في العالم بغزة كما يقوم بتوسيع المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.
وأضاف رئيسي، اليوم الأربعاء، خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة: أنّ "إسرائيل" تمارس التطهير العرقي بحق الفلسطينيين منذ 70 عاماً، وتفرض على قطاع غزة حصاراً مطبقاً، مردفاً أنّ "الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس لا يمكن أن يكون شريكاً في الأمن".
وأشار إلى أنّه "لا يوجد شعبٌ تعرّض للظلم أكثر مما تعرّض له الشعب الفلسطيني". وأكد أنّ "كل الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر تعود إلى سكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين ويهود، وعلى هؤلاء السكان تحديد مصيرهم من خلال إجراء استفتاء شامل".
وبين الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أنّ الشعب الإيراني يعتقد بأنّ الظلم هو ما يثير الفتن في المنطقة"، مضيفاً أنّ "طهران تدعم العدالة في العالم، وتنبذ الظلم المثير للفتن".
وقال رئيسي إنّ "الكثير من الثورات انحرفت عن طريقها، لكن الثورة الإيرانية كانت تمثل تطلعات الشعب الإيراني".
وأوضح أنّ "منطقة غرب آسيا ترفض العالم القديم، وهي مع التعددية المبنية على العدالة". ووجّه تساؤلاً إلى من يدّعون العدالة: "أليس بإمكانكم الحد من الظلم!".
وتساءل رئيسي: "ما الذي قامت به إيران غير المطالبة بحقوقها العادلة، والتي هزّت من ينشرون الظلم في العالم؟".
وشدد الرئيس الإيراني على أنّ "الشعب الإيراني عازمٌ على تحقيق العدالة، لكن الأحادية العالمية ترفض ذلك"، مضيفاً: "إيران التي كانت ضحية الإرهاب باتت اليوم موطن الأمان ومحاربة للإرهاب".
ولفت رئيسي إلى أنّ "إيران اتبعت سياسة التقدم من أجل ثبات النظام، ولدينا الكثير من الإنجازات العلمية، والعالم بحاجة إلى إيران القوية"، متابعاً: "لدينا الكثير من الإنجازات في المجالات التكنولوجية والطبية والطاقة، ولدينا العديد من الصناعات المتطورة".
وأشار إلى أنّه "لدى طهران سياسة حسن الجوار وتعميق العلاقات بالدول المحيطة، وهذا ما نقوم به"، مضيفاً أنّ "الحروب لا تحل المشاكل، بل الحوار قادرٌ على ذلك، وكنت أؤكد لدول المنطقة أهمية التعاون بيننا".
وأضاف أنّ "إيران بلد إقليمي قوي، وبدأت فصلاً جديداً من الصداقة مع دول العالم، وأثبتت أنّها صديقة لجيرانها في الأوقات العصيبة".
وتابع الرئيس الإيراني: "الرئيس الأميركي السابق قال إنّ أميركا هي من أنشأت داعش، ولا فرق أي رئيس هو من أنشأ هذا التنظيم، لكن إيران تمكّنت من إفشال هذا المشروع، وقائد هذه الحرب ضد الإرهاب لم يكن سوى القائد الشهيد قاسم سليماني".
أميركا خسرت معركة العقوبات
وأضاف الرئيس الإيراني أنّ "بعض الدول يعتبر أن إيران تمثل تهديداً عبر برنامجها النووي، لذلك أعلن من هنا أنّ إيران لا تنوي تصنيع السلاح النووي، ولا تفكر فيه، وذلك بناء على فتوى قائد الثورة بتحريمه".
وبيّن رئيسي أنّه "على الرغم من أنّ برنامج إيران النووي يُشكل 2% فقط من مجمل النشاط العالمي، لكن الوكالة الدولية تشمله بـ35% من عمليات تفتيشها".
وقال رئيسي إنّ "إيران قبلت عام 2015 الاتفاق النووي، لكنها واجهت انسحاب أميركا منه"، مبيناً أنّ "الوكالة الذرية ذكرت 15 مرّة في تقاريرها أنّ إيران التزمت بالاتفاق النووي بينما أميركا هي من خرجت منه".
وأشار إلى أنّه "لو لم يكن هناك مرونة من إيران لتوقفت المفاوضات في جولاتها الأولى، وطهران قللت كثيراً من تأثير الضغوطات والعقوبات، وأميركا خسرت في هذه المعركة".
وشدد رئيسي على أنّ "طهران جادّة في المفاوضات، وأثبتت أنها تملك إرادة حقيقية للتوصل إلى اتفاق، إذا أُخذت مصالح الشعب الإيراني في الحسبان".
وتابع أنّه "يجب أن يكون لدينا تعاون فاعل من أجل تحقيق العدالة، ويجب أن يكون لدينا شعورٌ موحد ضد الظلم".
وأمس، قال رئيسي، خلال اجتماعه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ بلاده مستعدة لإبرام اتفاق نووي عادل ومستدام، مضيفاً: "على أوروبا أن تثبت بشكل عملي أنّ سياساتها مستقلة، ولا تتبع السياسات الأميركية".