ترسيم الحدود البحرية: الوسيط الأميركيّ يجتمع بفريق التفاوض الإسرائيليّ في نيويورك

الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 07:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
ترسيم الحدود البحرية: الوسيط الأميركيّ يجتمع بفريق التفاوض الإسرائيليّ في نيويورك



نيويورك/سما/

التقى الوسيط الأميركي في المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكستين، فريق التفاوض الإسرائيلي في نيويورك.


جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11")، التي أوضحت أن المحادثات بين الفريق الإسرائيلي والوسيط الأميركيّ، قد عُقدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي وصلها رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، اليوم الثلاثاء، في زيارة من المقرّر أن تستمر حتى يوم الجمعة المقبل.

كما يأتي بعد يوم من إعلان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، أن إسرائيل ترى أنه "من الممكن والضروري" التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، مشيرا إلى أن استخراج الغاز من منصة "كاريش" لا علاقة له بفاوضات ترسيم الحدود، الجارية بينهما بشكل غير مباشر، وبوساطة أميركية.

ولفتت هيئة البث إلى أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشفيز، قد عقدا المحادثات مع هوكستين.

ونقل "واينت"، الموقع الإلكترونيّ لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن أطراف إسرائيلية على صلة باللقاء، أن المحادثات الإسرائيلية - الأميركية، كانت "جيدة وبنّاءة".

كما أشار إلى أن فريق التفاوض اللبناني، يتواجد في نيويورك كذلك، مضيفا أنه "التقى أيضا بنظيره الأميركي"، فيما لم يعلن الجانب اللبناني ذلك حتى الآن؛ علما بأنّ الرئيس اللبناني، ميشال عون، قال أمس الإثنين، إن المفاوضات غير المباشرة الجارية لترسيم مع إسرائيل، باتت في "مراحلها الأخيرة"، بما يضمن حقوق لبنان في التنقيب عن النفط والغاز.

وفي سياق ذي صلة، ذكر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، عاموس يدلين، في تصريحات أدلى بها لإذاعة "103FM" الإسرائيلية، اليوم، أن "إسرائيل تُبدي مرونة بشأن الحدود البحرية، لأننا لا نريد جيرانا ليس لديهم ما يخسرونه، لا نريد غزة في لبنان، إسرائيل لا تريد لبنان أن يغرق"، على حد تعبيره.

وأضاف يدلين أن "إسرائيل تخلت عن عدة نقاط لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الوضع الصعب الذي هم فيه"، على حد زعمه.

وعدّ يدلين أن "الذي يتدخل في إغلاق الملف هو (زعيم "حزب الله"، حسن) نصرالله، هذا مثال جيد جدا لمن يسيطر فعلا على لبنان سياسيا وعسكريا".


وقال يدلين إنه يتوجب على إسرائيل أن تبدأ بإنتاج الغاز من حقل "كاريش"، مضيفا: "يمكنك الانتظار بضعة أيام، فلنعطي الأميركيين عدة أيام، بل أنا مستعد لأعطيهم أسابيع، ولكن ليس أكثر من ذلك".

ويقوم الوسيط الأميركي آموس هوكستين برحلات مكوكية بين إسرائيل ولبنان في محاولة لجسر الفجوات بين الطرفين بشأن الحدود المائية.

وقال الناطق باسم لبيد في بيان أصدره مساء أمس، إنّ "إسرائيل (ترى) أنه من الممكن والضروري التوصل إلى اتفاق بشأن الخط البحري بين لبنان وإسرائيل، بما يخدم مصالح مواطني البلدين". وعَدّ أن "الاتفاق سيسهم كثيرا ويفيد الاستقرار الإقليميّ".

وأضاف أن إسرائيل "تشكر الوسيط الأميركي على عمله الدؤوب في محاولة التوصل إلى اتفاق" مع الجانب اللبنانيّ. وشدد البيان على أنه "لا علاقة لإنتاج الغاز من منصة ’كاريش’ بالمفاوضات"، مؤكدا أن منصة "كاريش" ستبدأ باستخراج الغاز، "بدون تأخير، في الوقت الذي يكون ذلك ممكنا".

وجاء تصريح عون أمس، خلال لقائه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جوانا فرونيسكا، في قصر الرئاسة شرق العاصمة بيروت، حسب بيان للرئاسة؛ في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله في وقت سابق الإثنين، إن "الشعور لدينا هو أننا على وشك إتمام الاتفاق".

وقال عون إن "المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية باتت في مراحلها الأخيرة بما يضمن حقوق لبنان بالتنقيب عن الغاز والنفط في الحقول المحددة في المنطقة الاقتصادية الخالصة له"، مضيفا أن "التواصل مع الوسيط الأميركي، آموس هوشستين، مستمر حول بعض التفاصيل التقنية المرتبطة بعملية الترسيم".

وأعرب عن أمله في أن يساهم التنقيب بالمياه اللبنانية في إعادة انتعاش الاقتصاد الذي شهد تراجعًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، فضلًا عن تعزيز الأمن والاستقرار جنوب البلاد. واعتبر أن "التنسيق بين القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) والجيش اللبناني أمر ضروري لتأمين نجاح مهمة حفظ الأمن والسلام على الحدود".

وفيما أكدت مصادر إسرائيلية رفيعة تصريحات عون، رجح المسؤول الإسرائيلي الذي تحدث لـ"يديعوت أحرونوت"، أنه لن يتم التوقيع على اتفاق ثنائي بين إسرائيل ولبنان، وإنما سيقدم الوسيط الأميركي وثيقة من شأنها أن ترسخ التفاهمات بين إسرائيل ولبنان يوقعها كل طرف على حدة على أن تكون الأمم المتحدة طرفا في الاتفاقية.

وتزامن ذلك مع تقرير أوردته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت فيه إن الولايات المتحدة الأميركية قدمت عرضا جديدا لإسرائيل ولبنان لحل أزمة الحدود البحرية بين الجانبين. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن العرض الجديد يتعلق بالمسار المحدد الذي ستمر على طوله الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في البحر الأبيض المتوسط، يتماشى مع الخط 23، ويحتفظ للبنان حقها في التنقيب في حقل قانا، فيما تحتفظ إسرائيل بالمنطقة التي تضم حقل "كاريش".

والجزء الشمالي من حقل "قانا" يقع في البقعة الجغرافية البحرية رقم 9، وضمن الخط 23 الذي يعتبره لبنان حدوده البحرية وفقا للخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة، فيما يوجد الجزء الجنوبي ضمن الخط 29.

وذكرت "هآرتس" أن العرض الأميركي طرح خلال زيارة الوسيط الأميركي في المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وتل أبيب، آموس هوشستين، إلى المنطقة، في الأسبوع الماضي.

ويتمحور اقتراح التسوية بشأن الخط 23، وهو خط وسيط بين المطلب اللبناني الجنوبي في ما يتعلق بموقع الحدود، والخط الشمالي الإسرائيلي، واعتبرت الصحيفة أن "الخط المقترح أقرب إلى المطلب اللبناني".