ميدل إيست آي: جدل حول استعادة "حماس" العلاقات مع النظام السوري

الثلاثاء 20 سبتمبر 2022 04:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
ميدل إيست آي: جدل حول استعادة "حماس" العلاقات مع النظام السوري



غزة/سما/

 تناول موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في تقرير لمراسله في غزة، آدم خليل، الجدل الكبير الذي أثاره قرار حركة “حماس” الفلسطينية استعادة العلاقات مع النظام السوري بعد أكثر من 10 سنوات من القطيعة.

ويذكَر التقرير بأنه بعد فترة بسيطة من الحياد تجاه الثورة السورية، عبّرت “حماس” عن دعمها للمعارضة السورية في عام 2012، وأنهت العلاقات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وانتقلت قيادات الحركة من دمشق إلى الدوحة. ومع ذلك، أعلنت قيادة “حماس” قبل أيام أنها تسعى لاستعادة العلاقات مع نظام الأسد.

وقالت “حماس” في بيان رسمي يدين القصف الإسرائيلي المتكرر لمختلف المناطق في سوريا، إنها تقدر “سوريا قيادة وشعبا لدعمهم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”. وأكدت الحركة في بيانها على أنها ستمضي في “بناء وتطوير علاقات راسخة مع الجمهورية العربية السورية في إطار قرارها باستئناف علاقتها مع سوريا الشقيقة خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين”.

وأضاف البيان: “نتطلع إلى اليوم الذي تستعيد فيه سوريا موقعها الرائد في الأمة العربية والإسلامية. وتدعم حماس جميع الجهود الصادقة التي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في سوريا”.

بعد فترة بسيطة من الحياد تجاه الثورة السورية، عبّرت “حماس” عن دعمها للمعارضة السورية في عام 2012 وأنهت العلاقات مع نظام  الأسد

ويؤكد التقرير أن هذا القرار محفوف بالمخاطر بالنسبة لـ”حماس”، خاصة مع دعم قطاع واسع من الفلسطينيين في غزة للمعارضة السورية.

وينقل عن مصدر مطلع داخل “حماس” قوله إن قرار استعادة العلاقات مع النظام السوري تمت الموافقة عليه من قبل جميع أعضاء المكتب السياسي باستثناء عضو واحد. وقال المصدر: “كان هناك نقاش مستمر بين مؤسسات حماس الداخلية حول القرار، واتخذ المكتب السياسي العام قراره باستعادة العلاقات مع النظام السوري”.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أكد نائب رئيس “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، أن قرار استعادة العلاقة مع دمشق جاء بعد مناقشة داخلية وخارجية شملت قادة وكوادر الحركة وحتى المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.

وقال الحية لصحيفة “الأخبار” اللبنانية (المقربة من حزب الله وإيران والنظام السوري) إن “الظروف والتوقيت والشكل نوقشت” و”وضعت خطة سيتم تنفيذها بمساعدة الحلفاء”، مضيفا أن “هناك اتجاها للبدء بأصحاب المصلحة والمفكرين والعلماء ثم الأطر الشعبية الأوسع”. وقال إنهم أثاروا القضية مع تركيا وقطر، وهم أصدقاء لـ”حماس”، ولم يعارضوا هذه الخطوة.

وبالرغم من ذلك، أكد التقرير، أن عددا من الأشخاص والمجموعات الداعمة لحماس عبّروا عن استيائهم من قرار إعادة العلاقات مع سوريا. ووصف صالح النعامي، وهو كاتب سياسي قريب من حماس في غزة، الخطوة بأنها “خطيئة أخلاقية”. وقال: “هذا القرار لا يتناقض فقط مع توقعات الأمة من حماس، ولكنه لا يعبر عن موقف كوادر الحركة والغالبية العظمى من نخبها”.

وأضاف: “كان من الممكن فهم هذه الخطوة وفق حسابات الواقعية السياسية والمتطلبات الاستراتيجية لو أنها أعطت الحركة ساحة جديدة لإطلاق نشاطها المقاوم بطريقة من شأنها تخفيف العبء عن ساحاتها الحالية. ولكن في الوقت الذي يستهدف فيه الصهاينة النظام والوجود الإيراني في سوريا باستمرار، فهذا الرهان لا يمكن أن يكون واقعيا”.

كما قال الكاتب الفلسطيني محمد خير موسى المقيم في تركيا، على حسابه في “تويتر”، إن تحرك حماس كان “مؤسفا ومؤلما” وما تم “تقديمه في سياق تبرير إعادة العلاقة ليس أكثر من مصالح وهمية وغير حقيقية”.

ومع ذلك، يقول التقرير، يعتقد بعض المحللين السياسيين أن حماس لا تملك رفاهية رفض الانفراجة مع النظام السوري. ويضيف التقرير: “تحافظ حماس على علاقات وثيقة مع إيران التي تمدها بالمال والأسلحة وغيرها من أدوات الدعم اللوجستي، كما تقيم “حماس” علاقات مهمة مع “حزب الله”، وكلاهما (إيران وحزب الله) داعمان رئيسيان للنظام السوري”.

وينوه التقرير إلى أنه في الوقت نفسه، وقّعت عدد من الدول العربية، بما في ذلك بعض الدول التي كانت داعمة للقضية الفلسطينية سابقا، اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، بينما أعادت تركيا العلاقات أيضا بعد سنوات من التوتر.

وينقل عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر أبوسعدة، قوله إن “حماس عالقة بين خيارين: إما البقاء بمفردها في ظل التطبيع العربي الإسرائيلي وعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، أو العودة إلى التحالف الوثيق مع إيران وسوريا وحزب الله”.

وأضاف: “حماس تعتقد أن النظام أنهى المعركة داخل سوريا، وأن النظام سيعود قريبا إلى جامعة الدول العربية، كما أن عودة سفراء بعض الدول العربية إلى دمشق يشير إلى بقاء النظام، لذلك تشعر حماس بالقلق بشأن البقاء دون علاقة مع النظام”.

إيران و”حزب الله” بذلوا جهودا مضنية لاستعادة العلاقات بين حماس ونظام الأسد على مدى الأشهر والسنوات الماضية، ورفضت حماس بشكل قاطع الاعتذار، وتم الاتفاق على إصدار بيان يؤكد دعم “القيادة السورية”

وبحسب التقرير قال مصدر بارز في حماس: “إن إيران وحزب الله بذلوا جهودا مضنية لاستعادة العلاقات بين حماس ونظام الأسد على مدى الأشهر والسنوات الماضية. وأنه كان هناك شرطان رئيسيان بالنسبة للنظام السوري قبل أن يعيد العلاقات مع حماس: أولا تقديم اعتذار عن الموقف السابق للحركة من الحرب في سوريا، ثانيا عدم السماح لبعض الشخصيات بدخول البلاد مرة أخرى وعلى رأسهم القيادي البارز خالد مشعل”.

وأوضح المصدر أن “حماس رفضت بشكل قاطع الاعتذار، وتم الاتفاق على إصدار بيان يؤكد دعم القيادة السورية، وهذا ما عبر عنه البيان الأخير”. وقال إنه يتوقع خلال الأيام المقبلة أن يزور وفد من حماس سوريا برئاسة موسى أبومرزوق أو خليل الحية، وليس رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في هذه المرحلة.

وشدد على أن “لا تتوقع حماس عودة قيادتها إلى الإقامة في سوريا بسبب الوضع الأمني نتيجة القصف الإسرائيلي وعدم الاستقرار في مناطق مختلفة من سوريا. وأن “إعادة العلاقات ضرورة سياسية ولوجستية في ضوء التحالفات في المنطقة”.