ليفني تدعو لقرارات غير جماهيرية لحماية الوجود الإسرائيلي ..كما فعل بيغن وشارون

السبت 03 سبتمبر 2022 03:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
ليفني تدعو لقرارات غير جماهيرية لحماية الوجود الإسرائيلي ..كما فعل بيغن وشارون



القدس المحتلة/سما/

في الوقت الذي تنشغل فيه الساحة الإسرائيلية بملفت الانتخابات، وما يتخللها من انشقاقات وتحالفات، فقد غاب الصراع مع الفلسطينيين عن أجندة الأحزاب المتنافسة، كما جرت العادة في عقود سابقة، ما دفع بأصوات إسرائيلية إلى التحذير من ذلك، وعودة الحديث من جديد لطرح المخطط الإسرائيلي الخاص بالانفصال عن الفلسطينيين بوصفه أمرا ضروريا.

ومعلوم أن هذا التهميش الإسرائيلي للقضية الفلسطينية لا يعني أنها اختفت، لكن لعل مواقف الإسرائيليين اقتربت من بعضها، لاسيما أن الشارع الإسرائيلي ينزاح باتجاه اليمين رويدا رويدا، وبات قادة اليمين يعرّفون عملية التسوية مع الفلسطينيين بأنها كارثة وفشل ذريع، وفي كل حرب تندلع في غزة يتعرض مؤيدو الانسحاب من غزة للهجوم من معسكر اليمين.

تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة ذكرت في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "اكتفاء الإسرائيليين اليوم بتكليف الجيش بأداء المهمة أمام الفلسطينيين بشعار "دعوا الجيش ينتصر"، ليس أكثر من شعار انتخابي لكنه سرعان ما يسبب لهم خيبة أمل حقيقية، والبديل أن يذهب الساسة إلى قرارات حتى لو عارضت توجهات الجماهير، كما فعل مناحيم بيغن في صناعة السلام مع مصر، فحتى من عارضوها آنذاك يعترفون اليوم بأنها أحد الأصول الأمنية الاستراتيجية للدولة".


وأضافت أن "خطوة أريئيل شارون بالانسحاب من غزة، وقبلها اتفاق أوسلو الذي يعرّفه اليمين بأنه كارثة تاريخية، لكنهم في الوقت ذاته لا يعملون على إلغائه، بل يدفعون الجيش لحراسة السلطة الفلسطينية التي تأسست من خلاله، لأنها توفر على إسرائيل رعاية احتياجات ملايين الفلسطينيين في مجالات التعليم والصحة والشرطة والرعاية الاجتماعية، كما أن التنسيق الأمني معها يحدّ من انكشاف جنود الجيش في أنشطة يومية خطيرة داخل مخيمات اللاجئين".


وأكدت أن "وجود السلطة الفلسطينية يستخدم لردّ مزاعم الفصل العنصري ضد دولة الاحتلال، لأن وجود هذه السلطة، ومنع انهيارها، سيمنع تدافع ملايين الفلسطينيين على أبواب دولة الاحتلال، حتى في ما يتعلق بقطاع غزة، فلا توجد مقترحات لإعادة احتلاله بزعم تصحيح "كارثة" فك الارتباط، وإعادة بناء غوش قطيف، أي إن الانسحاب من غزة وكأنه اليوم بعد مرور 17 عاما على تنفيذه بات محلّ إجماع إسرائيلي اليوم، لأن غالبية الجمهور، بما فيه اليمين، لا يريدون دولة واحدة مختلطة ثنائية القومية".



من الواضح أن غياب الحديث الإسرائيلي عن القضية الفلسطينية، يجعلهم متمسكين بالتركيز على المسائل الأمنية فقط، ودعوة الجيش إلى العمل ضد المقاومة الفلسطينية، ولكن ليس إعادة احتلال غزة، لأن الدعوات الإسرائيلية للانفصال عن الفلسطينيين تتزايد، بغض النظر عن دوافعها، ويطالبون بقطع الاتصال معهم، ويرفضون أي عملية للضمّ خشية الحكم على الإسرائيليين بمستقبل مشترك في دولة ثنائية القومية.

وفي ظل صعوبة التوصل إلى حلّ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بسبب الانزياح الإسرائيلي نحو اليمين رويدا رويدا، فإن التوجه الإسرائيلي السائد حاليا هو إدارة الصراع من خلال اتخاذ القرارات التكتيكية وليس الاستراتيجية، يتصدرها الحفاظ على الأغلبية اليهودية، وتأكيد الانفصال عن الفلسطينيين، خشية تحول دولة الاحتلال مع مرور الوقت إلى كيان مختلط سكانيا، مع نظام ضعيف، الأمر الذي قد يوصلها في النهاية إلى كارثة تاريخية، مع العلم أنها تتطور ببطء، ولكن بثبات، إلى واقع الدولة الواحدة المختلطة بين النهر والبحر لتكون غير يهودية، وحينها تنتهي الرؤية الصهيونية.

عربي 21