رام الله / سما / اتهم محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حركة حماس بالتهرب من توقيع اتفاق المصالحة ، بالرغم من كون بنودها في صالح حماس ، محملا إياها مسئولية استمرار الانقسام، وتحججها بالذرائع في الوقت الذي تعد فيه المصالحة مطلبا فلسطينيا بحتا . وأكد دحلان خلال كلمة بثها تلفزيون فلسطين اليوم الاثنين أن "كذبة حماس لم تعد تنطلي على احد ، وان حركة فتح قدمت كل التنازلات الممكنة من اجل توقيع اتفاق المصالحة برعاية مصر ، بعد غض النظر عن "الانقلاب في غزة" وبعد أن اجترت فتح النظر عن 700 شهيد فتحاوى . وقال دحلان " لا نريد أن نفشل الجهود المصرية التي استمرت قرابة 3 سنوات وتعيقها حماس لأسباب تابعة لعلاقاتهم مع سوريا وإيران وحسب أجندات خارجية الكل يدركها "، موضحا أن السلطة وحركة فتح تهدف لإعادة اللحمة إلى الضفة وغزة وإعادة اعمار القطاع ، وتمكين الدول المانحة من صرف موالها في إعادة البناء . وأضاف :" بالرغم من وجود معارضة في مؤسسات السلطة وفتح بشأن هذا الاتفاق ، لكن نظرنا إلى المصلحة العليا والوطنية ومصلحة الشعب الفلسطيني وقلنا نعم للاتفاق ، وكنا نعمل ليل نهار للتوصل لاتفاق لإعادة بناء الوحدة وتجاوز الحرب الإسرائيلية على غزة وكانت نقطة الخلاف على كلمة الهدنة ، ولم يكن هناك شروط أخرى على أمل أن تعود حماس إلى رشدها ". وأشار دحلان إلى أن حماس تهربت من الاتفاق من خلال إثارة تقرير جولدستون ، وبالرغم من التصويت على التقرير بـ 25 صوت ، إلا أن حماس لازالت تماطل في توقيع اتفاق المصالحة ، قائلا:" حماس فاجأت الشعب العربي والشعب الفلسطيني وكل من ضلل بأكاذيب حماس ، بقولها أن فريق رام الله كما تسميه حماس غير صالح للاتفاق ، وتارة بالتخوين والتكفير "، وتساءل دحلان:" لقد تضاربت أقوالهم بشأن أن الاتفاق يمنع المقاومة وكأننا نمنع حماس من أداء دورها بالمقاومة ". وأوضح دحلان أن حماس يجب أن تدرك أن عدم الاتفاق سيضر بالشعب الفلسطيني ، وسيدفع نتانياهو إلى استكمال الاستيطان والاستمرار به ، مؤكدا أن تأخير المصالحة يعطي نتانياهو الاستمرار في التهرب من كافة الاستحقاقات الوطنية للشعب الفلسطيني . وقال دحلان:" إن نتانياهو يسعى لإقامة دولة الجدار ، وهذا ليس لدى حماس مانع فيه ، فقد أعلنت عنه في مواقف سرية وعلنية ، ومن يقبل بإمارة ظلامية في غزة يقبل بإمارة في دولة في حدود مؤقتة "، وذلك على حد وصفه . وأكد أن الشعب الذي كانت تفتخر الأمة العربية والإسلامية به لما شهد له من الصمود وحفاظه على القدس وهويته الفلسطينية ، الآن صورة الشعب أصبحت صورة مملة ولا يستجيب لها الشعب العربي بسبب الانقلاب والانقسام الفلسطيني "، متسائلا:" لماذا لاتمتد يد حماس إلى يد حركة فتح الممدودة لها ". وتابع قوله:" إن الأخطر من ذلك هو المجتمع الدولي الذي لم يعد له هم إلا النفخ في الخلافات الداخلية للتهرب من مسئوليته تجاه الشعب الفلسطيني، لافتا أن الكل صار يتحدث عن الاتفاق ، حيث أصبحت المصالحة حديث الشارع ، فيما أصبحت القضية الوطنية رهينة حماس ومرتبطة بأجندة خارجية . وقال دحلان :" أليس هؤلاء " يقصد حماس " كانوا يدعوا أن السلطة وفتح مرتهنة للقرار الدولي ، في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل إجبار السلطة على مفاوضات دون أي شروط ، ولكن لن نقبل بأي مفاوضات دون قبول شروطنا "، مضيفا:" حماس تقول أنها حرة بإرادتها ووضعت كل التحفظات على بنود المصالحة حيث قبلتها مصر ، وتحملت كل الاهانات من اهانة علنية بالإعلام ومن تردد بتوقيع الاتفاق ومن ثم يأتي من دمشق " خالد مشعل " من يقول أن الورقة تضر بالمقاومة ". وأكد دحلان قوله " عمر سليمان مل من حماس ومنا ، ومصر قد بدأت تفتح فمها ، كنا نلومها وطلبنا إدانة الطرف الذي يعيق الحوار وإعلانه والإشهار به للملأ ، ولكن المصريين وكانوا في كل مرة يقولون لنا اصبروا ". وذكر دحلان أن الصحافة المصرية نشرت أن مصر ضاق بها الحال من مماطلات حماس ، موضحا أن فتح والسلطة كانت تقدم الرجاء طوال الفترة السابقة ، في الوقت الذي تزحف فيه حماس إلى جنيف لمناقشة يهودية الجدار ، مستغربا:" ألا يثير ذلك تساؤلات غريبة بين المصالح المشتركة بين مصالحها ومصالح إسرائيل "، في الوقت الذي يتحدى الرئيس محمود عباس، نتانياهو من اجل إلزام إسرائيل بالانصياع للحقوق الوطنية الفلسطينية وإجبارها على الاعتراف بذلك . كذلك أوضح في ختام مؤتمره بأنه تم تعيين كل من احمد عساف وفايز أبو عيطة ناطقين إعلاميين لحركة فتح وكذلك سيتم تعيين ناطقين في مناطق مختلفة وانه يجرى ترتيب ذلك حاليا.