هآرتس - بقلم: موشيه نستلباوم استغرق المستشار الألماني وقتاً كي يستنتج بأنه اشمئز من أقوال أبو مازن. وقد حصل هذا بعد أن قال الرئيس الفلسطيني في برلين أن “إسرائيل ارتكبت 50 كارثة بحق الفلسطينيين”. في نهاية الأسبوع أفادت شرطة ألمانيا بأنها تدرس إمكانية فتح تحقيق ضد أبو مازن عقب شكوى رفعت إلى الشرطة الألمانية. لا توجد نكتة أكبر من هذه، فهذا تحقيق عابث لن يؤدي إلى أي مكان.
فقد صدرت الأقوال الخطيرة عن أبو مازن، ناكر كارثة معروف، في المؤتمر الصحافي مع المستشار الألماني أوليف شولتس. قال أبو مازن للجمهور الألماني بأن “إسرائيل ارتكبت 50 مجزرة بحق الفلسطينيين”. شعر المستشار شولتس بعدم ارتياح، ولكن وبعد أن هاجمته الصحيفة الألمانية “بيلد” بشدة، تنكر لتلك الأقوال. السؤال الوارد هو: لماذا لا تسارع إسرائيل للتنكر لأبو مازن وقطع الاتصال به عقب أقواله الخطيرة؟ اعتذار أبو مازن يساوي في قيمته قشرة الثوم. هذا رأيه. لن يحمل أحد أبو مازن على تغييره. العناق الذي يحظى به من جهاز الأمن في إسرائيل، يفسر بأهمية التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية والذي قد يتضرر بشدة، وقد يؤدي إلى تعريض حياة كثير من الإسرائيليين إلى الخطر.
كتب وزير المالية افيغدور ليبرمان على حسابه في تويتر: “لا داعي للتأثر بخطابات أبو مازن لوقف التنسيق الأمني. فأبو مازن أيضاً يعرف أن التنسيق الأمني مهم له نفسه بقدر لا يقل عنه لإسرائيل. وإذا بقي الرجل على قيد الحياة حتى اليوم ولم تصفّه منظمات إرهاب منافسة، فبفضل التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية وجهاز الأمن الإسرائيلي”.
عندما يكشف وزير الدفاع الأسبق ليبرمان هذه الأمور علناً، فهو يعرف عما يتحدث بالضبط. من الصواب الإنصات لليبرمان والتوقف عن عناق أبو مازن.