شارك عشرات المواطنين وممثلون عن هيئات الأسرى والمؤسسات الحقوقية، اليوم الثلاثاء، في الاعتصام الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مدينة البيرة.
وخصص الاعتصام لإسناد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسير خليل عواودة، واحتجاجاً على الاعتقال الإداري والعزل، ورفضاً لسياسات العقوبات الجماعية التي تسعى إدارة السجون لإعادة فرضها على الحركة الأسيرة.
وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، إن ساعة الصفر قد دقت وحان وقت العمل وتكثيف الجهود لدعم الأسرى القابعين في السجون.
وأكد على أهمية وقوف الشعب الفلسطيني صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال الظالم وجبروته وآلياته العسكرية.
وأضاف: "الموضوع لم يعد مقتصراً على الاعتقال الاداري، أو اعتقال النساء والأطفال، أو إصدار الأحكام العالية والمؤبدات بحق الأسرى. الموضوع هو الكل الفلسطيني حيث يمثل الجميع حرية شعب، والخلاص من قضبان الاحتلال يعني خلاص الشعب الفلسطيني من الظلم الواقع عليه".
وشدد صيدم على أن القيادة الفلسطينية وجميع الفصائل وكافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، يدعمون الجهود التي تقوم بها الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وصولاً للإضراب المفتوح عن الطعام، لوضع حد لسياسة العقوبات الجماعية التي تلوّح بها إدارة سجون الاحتلال.
من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال بدأت بتنفيذ خطوات نضالية، احتجاجاً على تراجع إدارة السجون عن تفاهمات تم التوصل لها في مارس/ آذار الماضي، وعودتها للتنكيل بالأسرى عموماً وأسرى المؤبدات على وجه الخصوص بنقلهم كل ستة أشهر ما يهدد استقرار الحركة الأسيرة وضرب الحياة الاجتماعية داخل المعتقلات.
وأوضح فارس، أن الخطوات التمهيدية التي ستكلل بإضراب مفتوح عن الطعام مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل بما يشمل كافة السجون والأسرى، مخصصة لدرء الأخطار المرتقبة من تنكيل إدارة سجون الاحتلال ولحماية الحقوق والمكتسبات التي انتزعتها الحركة الأسيرة عبر سنوات من النضال.
وأكد أن عودة الاحتلال لتفعيل توصيات اللجنة التي شكلتها وزارة "الأمن الداخلي" الإسرائيلية بعد حادثة نفق الحرية، يعني استئناف الإجراءات القمعية المليئة بالحقد والكراهية التي تحكم سلوك إدارة السجون
وأضاف: "إدارة السجون ومن خلفها وزارة الأمن الداخلي، يريدون تصدير الأزمة والفشل في موضوع نفق الحرية للأسرى".
وأوضح رئيس نادي الأسير، أن الاسرى ومن خلال الخطوات التمهيدية التي بدأت بالتمرد على إجراءات إدارة السجون وإرجاع وجبات الطعام، فيها رسالة لإدارة السجون مفادها التحذير من حالة فوضى لا يمكن السيطرة عليها.
وشدد قدورة فارس، على أن معركة الأسرى يجب ألا تبقى حبيسة المعتقلات، داعياً إلى إسنادهم وفضح ممارسات الاحتلال، وأضاف: "لا يمكن تركهم يخوضون هذه المعركة لوحدهم، فنحن كفلسطينيين شعباً وفصائل مسؤولين عن نقل المعركة إلى كل أنحاء فلسطين وسائر بقاع العالم، ليعلم الاحتلال أنه لا يستطيع تنفيذ جرائمه في الظل".
بدوره، قال وكيل هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد القادر الخطيب، إن الأنباء الواردة من داخل السجون تؤكد وجود توجه حقيقي للتصدي لإجراءات إدارة سجون الاحتلال، التي تهدف لمعاقبة الأسرى وسحب منجزاتهم التي عمّدت بدمائهم وبتضحياتهم.
وأضاف: "نحن اليوم ننظر إلى وضع الحركة الأسيرة بعين الريبة والخطورة والقلق، ولذلك نحن معهم في كل الخطوات المنوي تنفيذها، والتي قد تصل للإضراب المفتوح عن الطعام".
وأكد أن الشعب الفلسطيني بمؤسساته وفصائله، مطالب أكثر من أي وقت مضى للوقوف إلى جانب أسراه، وتقديم العون والإسناد لهم، عبر التضامن الفعلي والحقيقي، وأن يشكل الجميع وعدم تركهم لقمة سائغة للاحتلال.
رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، أوضح أن إدارة مصلحة السجون انقلبت على ما توافقت عليه مع الحركة الأسيرة في آذار/ مارس الماضي، وفوجئ الأسرى الأسبوع الماضي بعودتها لسلسلة الإجراءات العقابية وأبرزها نقل الاسرى من قسم الى آخر كل ستة أشهر، ومن سجن إلى آخر كل سنة، ما يعني ضرب العلاقات الاجتماعية وضرب الحركة الأسيرة داخل السجون.
وأعلن أن مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية ستعلن عن سلسلة من الفعاليات تنطلق الأسبوع القادم لإسناد الأسري في معركتهم ضد الإدارة، مؤكداً أن الجميع مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته والمشاركة في الفعاليات المقرة.
وحذر شومان، من خطورة الحالة الصحية لعدد من الأسرى في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسيران المريضان بالسرطان ناصر ابو حميد وعبد الباسط معطان، إلى جانب الأسير خليل عواودة المضرب عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري.