نظمت عائلة نجم واهالي منطقة الفالوجة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقفة احتجاجية أمام مقبرة الفالوجة مساء الثلاثاء تنديدا بجريمة جيش الاحتلال باستهداف اطفال العائلة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
وشارك في الوقفة العشرات من الاطفال الفلسطينيين ، وسط دعوة لاوسع تغطية اعلامية لمحاسبة "القتلة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
واعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عن قتل 5 أطفال فلسطينيين في غارة جوية على مقبرة الفالوجة في بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، في 7 أغسطس/آب الماضي، بعد أن قالت إنهم قتلوا نتيجة سقوط صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الثلاثاء: "أكد مسؤولون أمنيون أن إسرائيل مسؤولة عن مقتل خمسة قاصرين، قُتلوا في اليوم الأخير من الأعمال العدائية الأخيرة مع حركة الجهاد الإسلامي، هذا الشهر".
وأضافت: "خلُص تحقيق للجيش في الحادث، الذي وقع في 7 أغسطس/آب في مقبرة الفالوجة شرقي جباليا، إلى مقتل القاصرين بغارة جوية إسرائيلية، حسبما أكدت عدة مصادر دفاعية".
وتابعت: "مباشرة بعد وفاتهم، قال العديد من كبار الضباط إن الخمسة قتلوا على الأرجح بصاروخ غير ملائم للجهاد الإسلامي".
والضحايا الخمسة هم: جميل نجم الدين نجم (3 أعوام)، وجميل إيهاب نجم (13 عاما)، ومحمد صلاح نجم (16 عاما)، وحامد حيدر نجم (16 عاما)، ونظمي أبو كرش (15 عامًا).
وأضافت هآرتس: "وفقًا لمجلس اللاجئين النرويجي، فقد شارك ثلاثة منهم في السابق في برنامج دعم لضحايا الصدمات في غزة".
ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي تعليقه على الغارة بقوله: "هاجم الجيش أهدافًا عسكرية للجهاد الإسلامي في قطاع غزة، خلال عملياته، بذل الجيش الإسرائيلي كل جهد معقول لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والممتلكات المدنية قدر الإمكان".حسب زعمه
وأضاف أن "الجيش يُحقق في جميع أعماله خلال العملية، ولا يزال التحقيق جاريا في حادثة المقبرة".
ولم تتفاجئ عائلة نجم باعتراف إسرائيل، حيث أعلنت العائلة أنها توجهت لرفع قضية ضد الاحتلال في المحاكم الدولية بعد المجزرة التي ارتكبها بحق أطفالها في مقبرة الفالوجة.
وقالت والدة الطفل جميل نجم الدين نجم أحد ضحايا الجريمة الإسرائيلية في حديث لصحفيين تجمعوا قرب منزلها بعد الاعتراف الإسرائيلي "إن ابنها قتل بدم بارد."
وأضافت الأم المكلومة: "هو وحيد، وغلاوته كبيرة، وتعودت عليه في كل مكان .. أنا كرهت إني أضل في بيتي من كثر الذكريات اللي اله في كل مكان .. هذا طفل صغير ما اله ذنب .. كان فرحان بده يروح ع الروضة، وكان حاسس حاله كبر، وكل يوم بيسألني متى حأروح ع الروضة .. اخذوا طفولته منه".
وطالبت الأم، العالم بأجمعه بالوقوف مع العائلة ومحاكمة الاحتلال بعد هذا الاعتراف الصريح.
وأشارت إلى أنها "حامل" وتأمل بأن يكون طفلًا ليعوضها بالقليل من طفلها، إلا أنها استدركت: "مهما أجيب أولاد، ما بعوضني عن جميل، وذكراه بضل جواية، أنا مش قادرة أوصف الحال اللي وصلت اله".
من ناحيته قال وسام نجم، عم الأطفال، إن العائلة بصدد رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية، ولن تترك بابًا إلا ستطرقه من أجل أن تأخذ حق هؤلاء الأطفال، وأن دمائهم لن تذهب هدرًا أبدًا.
وأشار إلى أن العائلة كانت منذ اللحظة الأولى على يقين أن ما جرى غارة إسرائيلية، وتركت الأمر لجهات الاختصاص والتي أكدت ذلك، قبل أن يعترف الاحتلال بذلك.
وتساءل عم الأطفال عن الذنب الذي اقترفوه، قائلًا: "في كل سنة فيه حرب، وفي كل سنة بنشوف بنك أهدافهم من الأطفال"، مؤكدًا أن العائلة ومن خلال مراكز حقوقية ستتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال.
وعلى مدار ثلاثة أيام (من ٥ وحتى ٧ أغسطس الجاري) شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، أسفرت، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 49 شخصا بينهم 17 طفلا و4 سيدات و360 اصابة بجراح مختلفة.