الجهاد الإسلامي..حمادة فراعنة

الثلاثاء 16 أغسطس 2022 03:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
الجهاد الإسلامي..حمادة فراعنة



تمزج حركة الجهاد الإسلامي: الوطني مع الديني، الأرض مع العقيدة، بكل إيمان وثقة وبساطة، تختلف مع الفصائل، لا تعاديها ولا تصطدم معها، ترفض المشاركة في مؤسسات السلطة الفلسطينية ولا تُخونها، رفضت المشاركة في تجربتي الانتخابات التشريعية الاولى عام 1996 و الثانية عام2006، لأنها قامت على اتفاق أوسلو، و تعاملت معها و احترمت نتائجها، تؤمن بتحرير كامل خارطة فلسطين وترابها ، وفي نفس الوقت لا تستهدف إعاقة برنامج الدولة الفلسطينية على جزء من خارطة فلسطين.
تعرضت للاستفراد من قبل المستعمرة،  وقبلت تدخل الوسيط المصري الذي تعرض للخديعة الإسرائيلية، وأدى ذلك إلى اغتيال خيرة قياداتها واستشهاد: تيسير الجعبري وخالد منصور، عضوَي مجلسها العسكري، ولم يصدر منها كلمة تأنيب أو احتجاج ضد الوسيط العربي الشقيق الذي تعرض للخديعة الإسرائيلية.

واجهت الأذى والاستفراد من قبل قوات المستعمرة، ولم تتفاعل حماس مع الوقائع وتفعل ما هو مطلوب منها و  تحريك قدراتها العسكرية للتضامن مع حركة الجهاد، وعدم مشاركتها في التصدي لقوات الاحتلال وللقصف المتبادل، و مع ذلك لم يصدر عن الجهاد كلمة تمس غرفة العمليات المشتركة التي لم تستجب لدورها العملي الميداني كما يجب أن تفعل في مواجهة الاحتلال، وضد استفراده في قصف مواقع الجهاد الإسلامي واستهداف قياداته.

الجهاد الإسلامي تختلف تماماً في سلوكها وتطبيقاتها عن حركة حماس، التي رفضت المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996، واعتبرته نتاج اتفاق أوسلو التنازلي، وانقلبت حماس عن الموقف السابق و عادت و شاركت في انتخابات عام 2006، وفازت بالاغلبية البرلمانية وبناء عليه شكل رئيس كتلتها اسماعيل هنية حكومة السلطة الفلسطينية، نتاج أوسلو ومضامينه وشروطه، وبدلاً من مواصلة الطريق إلتزاما بالشراكة، وتداول السلطة، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع تباعاً، كما فعلت حركة فتح التي قبلت وأذعنت لنتائج الانتخابات التشريعية عام 2006، وقبولها نجاح حركة حماس وتفوقها.

مارست حركة حماس ما اسمته «الحسم العسكري» وسيطرت منفردة على قطاع غزة منذ حزيران 2007 إلى الآن، بلا انتخابات، بلا شراكة، وبلا تعددية.

تلتزم حركة حماس باتفاق التهدئة الأمنية مع المستعمرة عبر الوسيط المصري، بين غزة وتل أبيب، كما تلتزم حركة فتح بالتنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب وفق الوسيط الأميركي المنحاز، وكلتاهما فتح وحماس باتتا اسيرتان لاتفاقي التنسيق الأمني والتهدئة الأمنية، والفرق بين الاتفاقين، فرق بالدرجة والخطوات، لا فرق في المضمون والهدف، وظهر ذلك جلياً في معركة أوائل شهر آب الجاري 2022.

تعلو حركة الجهاد الإسلامي على وجعها، وتسمو في سلوكها الوطني والديني، رغم الخسارة الفادحة التي تعرضت لها، والخديعة الفاقعة التي واجهتها، ولكن برفعة قيمها والتزامها، ستواصل طريق العمل نحو فلسطين، بلا تردد، بدون تغيير أو تنازلات أو ادعاء، ذلك هو الانطباع الذي تشكل لدى أغلبية المراقبين من الأصدقاء والخصوم لها.