قالت الباحثة الإسرائيلية ليراز مارغاليت، إن رئيس الوزراء يائير لابيد سعى للحصول على خمسة أهداف أساسية من الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وذكرت مارغاليت الباحثة بالسلوك السياسي في العصر الرقمي من جامعة رايخمان، في مقال نشرته صحيفة معاريف أن أول هذه الأهداف هو رفع لابيد مكانته بين من يخشون التصويت له لأنه ليس لديه خبرة في إدارة الحملات العسكرية، وبالفعل أظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الحرب أن موقفه ظهر أقوى من خصومه؛ وثانيها تغيير الصورة اليسارية التي رافقته طوال مشوار حياته السياسي، ولم يكن ليفعل ذلك دون خوض هذه الحرب، وكل ما كان مطلوبًا منه هو الموافقة على العملية، رغم مهاجمته بقسوة من قبل أعضاء القائمة المشتركة..
وأضافت ، أن "الهدف الثالث أن لابيد خاض هذه الحرب خدمة لمصالحه السياسية والحزبية، وحاول إثبات أنه "رجل الأمن" من خلال إحداث الفوضى في غزة، ووضع الإسرائيليين في الملاجئ؛ ورابعها إظهار أن لابيد قادر على التصرف بشكل فعال في الساحة الدولية أيضًا، حيث حرص على شكر السيسي وكبار مساعديه على وساطتهم، ولم ينس إيصال رسالة لعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس؛ وخامسها شكر المعارضة وزعيمها نتنياهو، الذي أظهر المسؤولية، وقدم الدعم للحكومة طوال الحرب، بعكس رفاقه في حزب أزرق-أبيض الذين أظهروا عداءهم لنتنياهو".
في الوقت ذاته، توقف الإسرائيليون مطولا عند الصورة الصادرة عن لقاء لابيد ونتنياهو في مقر وزارة الحرب بتل أبيب، لإطلاع الأخير على حيثيات الحرب، وقد كان لافتا أن كليهما أصدرا صورا مختلفة، فمكتب لابيد نشر صورة لهما يظهران بعبوس شديد، دليلا على جدية العملية، أما مكتب نتنياهو فنشر صورة لهما يبتسمان، مع أن اختيار الصور يدل على السردية المطلوب تعميمها، والرسائل التي يرغب كل طرف بنقلها للجمهور، على أمل أن يخدمهم في الحملة الانتخابية القادمة.
مع العلم أن الصورة "الجادة" التي نشرها مكتب لابيد تعني أنه يتعامل مع الحرب بأسلوب جدي دون استخفاف، أما نتنياهو فقد اختار صورة مبتسمة للدلالة على أنه يأخذ مثل هذه العمليات بخطى واثقة، رغم أن لغة جسدهما تشير إلى كثير من الرسائل السياسية، فالأخير سعى لأن تسيطر صورته على كامل المشهد، من خلال الجلوس منتصبًا، ووضع يديه بشكل حاسم على الطاولة، رغم أنه اعتاد الجلوس على الجانب الآخر من الطاولة، كونه من يتخذ القرارات.
في المقابل، لم يشعر لابيد بالراحة كما تظهره لغة الجسد، فقد انحنى إلى الأمام، وقلص نفسه في وضع مغلق بيديه مطويتين، وكأنه يواجه صراعًا لإظهار أنه مسيطر، وأن منصب رئيس الوزراء يناسبه، لكن عندما يواجه نتنياهو، فإنه يبدو فجأة غير آمن، وكمن يسعى للحصول على الموافقة منه، وكشفت لغة جسده عن مدى شعوره بعدم الارتياح في الموقف، ما يؤكد أنه عند التقاط الصور، من المهم الانتباه ليس فقط لتعابير الوجه أو الابتسامة، بل للرسائل المراد نقلها، بحسب الباحثة الإسرائيلية.
عربي 21