غزة / سما / قال أيمن طه القيادي في حركة حماس " أنه تم إرجاء زيارة وفد الحركة الذي كان سيسلم ردها على الورقة المصرية الخاصة بالمصالحة الفلسطينية غداً بالقاهرة" . وأضاف طه في تصريح له " أن هناك العديد من الاتصالات تجري بين قيادة الحركة والشقيقة مصر لتحديد موعد لاحق " . من جهتها كشف مصدر مصري لصحيقة الاهرام المصرية ما وصفه " خفايا المناورات الأخيرة التي شهدتها عملية تأجيل المصالحة الفلسطينية". وأوضح المسئول المصري لأول مرة أن مصر فوجئت بحماس تسوق الذرائع بهدف التسويف, وأشار إلي أن مصر بذلت جهودا مضنية تفوق الخيال علي مدي أكثر من عام شهد اجتماعات وحوارات ومناقشات مكثفة من أجل الوصول إلي اتفاق مصالحة يقبلها الجميع. وأكد المصدر أن مصر قادت جولات الحوار الفلسطيني بكل فاعلية, وتدخلت كثيرا للتوفيق بين مواقف الأطراف, وعندما وصلت الأمور إلي طريق مسدود, اقترحت رؤية لحل الخلافات, وتجاوبت بالفعل الفصائل والقوي المختلفة مع الجهود المصرية لإنجاح الحوار, حتي وصلنا إلي لحظة إنهاء الانقسام وتوقيع الاتفاق يوم2009/10/25.إلا أن مصر فوجئت بأن حركة حماس بدأت تسوق الذرائع, وكلها تصب في اتجاه واحد وهو التسويف والمماطلة, وعدم قدرة الحركة علي الحضور إلي القاهرة في الموعد المحدد, بدعوي موقف السلطة الفلسطينية من تأجيل تقرير جولدستون الذي أدانته حركة حماس نفسها, عقب صدوره. وتساءل المصدر: هل من العدل أن تضحي حماس بمصالحة تاريخية من أجل تقرير تعلم نتائجه؟.. صحيح أنه تقرير علي درجة من الأهمية, إلا أن تأجيل المصالحة وتأجيج الساحة الفلسطينية بمناخ مفزع استنادا علي هذا التقرير, يعني أن هناك نيات غير سليمة وتوجهات أخري وأجندات خاصة. وأشار إلي أن مصر طالبت فتح وحماس بالتوقيع علي وثيقة المصالحة, وإعادتها موقعة يوم2009/10/15 وطلبت منهما عدم إدخال أي تعديلات عليها, أخذا في الاعتبار أن كل ما جاء بالوثيقة سبق الاتفاق عليه, وأوضح أن فتح التزمت بالموعد رغم أن لديها بعض التحفظات, أما حماس فطلبت مهلة للدراسة والتشاور, مما أدي إلي مزيد من تعقيد الأوضاع, ولذلك لم تجد مصر بدا من تأجيل التوقيع. واختتم المصدر تصريحه قائلا: يجب علي الإخوة في حماس أن يعلموا أن مصر دولة حجمها وثقلها كبير ويتعين عليهم أن يتعاملوا معها علي هذا الأساس فنحن لسنا منظمة أو حركة أو فصيلا أو تنظيما.ومن جانبه أكد حسام زكي المتحدث باسم الداخلية المصرية في حديث مع قناة الجريرة مساء اليوم أن الورقة المصرية للتوقيع وليس هناك نية للدخول في جولات تفاوضية . وبدوره اتهم مسؤول في الرئاسة الفلسطينية حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بالتهرب من التوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية، فيما أكدت الحركة حرصها على إنجاح الجهود المصرية والتعامل مع ورقة المصالحة "بكل جدية ومسؤولية وطنية". وقال الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم في مهرجان عقد اليوم بمدينة رام الله، إن "حماس ما زالت حتى الآن تتهرب من الالتزام باستحقاق المصالحة، وتريد أن تطيل أمد الإنقسام تنفيذاً لأجندات غير فلسطينية". واتهم عبد الرحيم حماس بأنها لا تملك الإرادة والقرار لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، وأنها "تختلق الذرائع والحجج والمبررات لتعطيل الحوار". وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في مؤتمر صحفي مساء اليوم إن لدى حماس تحفظات أو ما سماها شروط وضمانات تريدها الحركة قبل توقيع المصالحة. وبحسب عبد ربه فإن حماس تريد ضمانات أميركية وأوروبية بالاعتراف والتعامل مع حكومة قد تشكلها في حال نجاحها بالانتخابات الفلسطينية المقبلة، كما تريد ضمانات مصرية بالإفراج عن كوادر الحركة الذين تقول حماس إنهم معتقلون في مصر، إضافة إلى ذلك تريد ضمانات إسرائيلية برفع الحصار عن قطاع غزة. واتهم عبد ربه حماس بأنها "تجعل المصالحة في دائرة من العبثية فهي تتنصل منها للمرة الرابعة"، مؤكداً أن الرئيس محمود عباس سيعلن قريباً أن المخرج الوحيد -من وجهة نظره- لهذه الأزمة سيكون بإصدار مرسوم بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الـ24 من يناير/كانون الثاني المقبل. وكان عباس أكد على أن السلطة الفلسطينية لن تقبل تأجيل الانتخابات إلا إذا قبلت حركة حماس وثيقة المصالحة المصرية. واعتبر عبد ربه أن التحفظات التي تقدمت بها حماس للقاهرة ما هي إلا ذريعة لعدم توقيع المصالحة خاصة بعد أن صوبت السلطة خطأها بإعادة تقرير غولدستون إلى مجلس حقوق الإنسان الذي صوت عليه بأغلبية كبيرة. وكانت حركة فتح قد وقعت يوم الثلاثاء الماضي على الورقة المصرية للمصالحة و سلمتها للقيادة المصرية.