أثارت جريمة قتل راح ضحيتها بائع متجول من أصول أفريقية، اتهامات بالعنصرية ومشاحنات سياسية في إيطاليا، التي تترقب انتخابات وطنية مقررة في سبتمبر المقبل.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر مواطنا إيطاليا وهو يعتدي بالضرب على مهاجر نيجيري يدعى ليكا أوغورشوكو.
وأقدم الإيطالي على ضرب أوغورشوكو، بعكاز يستند إليه الأخير على الدوام، ما أدى إلى وفاته، وذلك أمام أعين المارة في شارع تسوق رئيسي في تشيفيتانوفا ماركي.
وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ أن شهود عيان على الجريمة ظلوا يتفرجون من دون أن يتدخل أحد على الرغم من استمرار الاعتداء لأربع دقائق، ما أثار انتقادات.
وقال نائب سكرتير جمعية تمثل النيجيريين في إيطاليا باتريك جوباديا: ”دعونا ندين الحقيقة نفسها وسلوك الأشخاص الذين وقفوا متفرجين وشاهدوا شخصا معوقا يُقتل بعكازة وصوروه“، بدلا من التدخل. وأضاف: ”إنه أمر مخز“.
وانتقل أوغورشوكو إلى إيطاليا قبل عقد من الزمان لينضم إلى زوجته، تشارتي أوراشي، في بلدة سان سيفيرينو ماركي.
ونقلت ”نيويورك تايمز“ عن فرانشيسكو مانتيلا، المحامي الذي ساعد الأسرة ويمثل أوراشي منذ ثماني سنوات: ”الآن بعد أن أصبحت بمفردها ولديها ابن، يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة الأمر“.
وكان أوغورشوكو البالغ 39 عاما قد لجأ إلى بيع البضائع بعد أن صدمته سيارة العام الماضي وهو يقود دراجته، ما أجبره على استخدام العكاز للحركة.
وقالت أوراشي تعليقا على مقتل زوجها: ”الألم شديد بالنسبة لي، أنا بحاجة إلى العدالة“.
واتهم فيرلازو – وهو عامل مصنع يبلغ من العمر 32 عاما – بارتكاب الجريمة، وهو الآن محتجز بتهمة القتل والسرقة، لأنه أخذ هاتف أوغورشوكو المحمول بعد الحادثة.
وقال ماتيو لوكوني، كبير محققي الشرطة في ماشيراتا المشرف على القضية، إن تشريح الجثة في وقت لاحق من هذا الأسبوع سيحدد سبب الوفاة.
وأضاف أن التحقيقات لم تظهر أي شيء يشير إلى دوافع عنصرية لارتكاب الجريمة. وذكر بيان صادر عن الشرطة أن ”الدافع وراء القتل“ يمكن أن يعود لـ ”أسباب تافهة“.
مشاحنات سياسية
وسلطت الصحف الإيطالية الكبرى، الضوء على ما وصفته بمشاحنات سياسية أثارتها جريمة قتل المهاجر النيجيري.
واستنكر السياسيون من جميع الأطياف السياسية في إيطاليا، الجريمة، على الرغم من ظهور مخاوف من أن القتل يمكن أن يستخدم كنقطة خلاف سياسي في الانتخابات المقبلة التي حدد فيها الائتلاف اليميني الهجرة كقضية.
وقال روكو بيناتشيو، رئيس أساقفة فيرمو، في مقابلة مع صحيفة محلية، أمس الأحد، إنه ”يأمل أن تمتنع جميع الأحزاب السياسية عن إثارة مثل هذه التوترات من أجل حفنة من الأصوات“، بحسب تعبيره.